جلست بكل هدوء على الرمال الناعمة، غاصت قدماي بكل سلام داخل الرمال ، أريد أن تنمو روحي عندما أسقي تلك الرمال بماء الإيمان الصافي، حنين عارم يجذبني لأصل نشأتي ، ذلك الأصل الذي خلقت منه وسأعود إليه مرة أخرى عندما تنتهي رحلتي في هذه الحياة.
ذلك الأصل الذي يذكرني بأننا والآخرون سواسية الأبيض كالأسود، العربي كالأعجمي ليس هناك فرق بين كل هؤلاء سوى بمعيار التقوى.
أصلي الحقيقي (التراب) علمني التواضع في كل حالاتي ، قصتي القصيرة التي سأعيشها في هذه الحياة علمتني العطاء للحياة وللناس.
علمتني بأن أعطِ بكل حب لمن عرفت ولمن لا أعرف.
هذه القصة علمتني أن أنشر الخير في هذا الوجود وأعمل جاهداً لترك بصمة وأثر في هذه الحياة قبل أن ألتحف التراب وأتوارى عن الأنظار لزمن طويل.
لعل من الشيء المناسب عزيزي القارئ أن تخلع نعليك بين الفينة والأخرى وتمشي على أصلك الذي جئت منه فلا تنسيك مشاغل الحياة قصة نشأتك العظيمة. إمشِ على الأرض من وقت لوقت حتى لا تتصبغ روحك بالكبر والغرور على الآخرين.
إمشِ حافي القدمين على الأرض حتى لاتنسى قصة وجودك الترابية فلا تشقى ولا تطغى في هذه الحياة ولا تنظر إلى الآخرين بعين الفوقية و العلو والإزدراء.
نوار بن دهري
[email protected]
مقالات سابقة للكاتب