قصة الوجود

جلست بكل هدوء على الرمال الناعمة، غاصت قدماي بكل سلام داخل الرمال ، أريد أن تنمو روحي عندما أسقي تلك الرمال بماء الإيمان الصافي، حنين عارم يجذبني لأصل نشأتي ، ذلك الأصل الذي خلقت منه وسأعود إليه مرة أخرى عندما تنتهي رحلتي في هذه الحياة.

ذلك الأصل الذي يذكرني بأننا والآخرون سواسية الأبيض كالأسود، العربي كالأعجمي ليس هناك فرق بين كل هؤلاء سوى بمعيار التقوى.

أصلي الحقيقي (التراب) علمني التواضع في كل حالاتي ، قصتي القصيرة التي سأعيشها في هذه الحياة علمتني العطاء للحياة وللناس.

علمتني بأن أعطِ بكل حب لمن عرفت ولمن لا أعرف.

هذه القصة علمتني أن أنشر الخير في هذا الوجود وأعمل جاهداً لترك بصمة وأثر في هذه الحياة قبل أن ألتحف التراب وأتوارى عن الأنظار لزمن طويل.

لعل من الشيء المناسب عزيزي القارئ أن تخلع نعليك بين الفينة والأخرى وتمشي على أصلك الذي جئت منه فلا تنسيك مشاغل الحياة قصة نشأتك العظيمة. إمشِ على الأرض من وقت لوقت حتى لا تتصبغ روحك بالكبر والغرور على الآخرين.

إمشِ حافي القدمين على الأرض حتى لاتنسى قصة وجودك الترابية فلا تشقى ولا تطغى في هذه الحياة ولا تنظر إلى الآخرين بعين الفوقية و العلو والإزدراء.

نوار بن دهري
[email protected]

مقالات سابقة للكاتب

6 تعليق على “قصة الوجود

د ايمن عبد العزيز

شكراً أستاذ نوار على هذا المقال الذي يوجد نوع من التناغم بين الإنسان وأصل خلقته”التراب”. هذا المقال يؤكد على رحلة الحياة القصيرة التي يعيشها كل فرد والتي هدفها عبادة الله ومن ثم إعمار الأرض وعدم الفساد فيها. نعم هذا المقال يدفعنا للتواضع مع الآخرين ويؤكد على أن معيار المفاضلة في ديننا الحنيف هو ( التقوى). شكراً لك على هذا المقال السهل الممتنع.

حسن حمزي

قال تعالى ” مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ ”
سبحان الله حينما خلق الله ادم خلقه من أنواع متعددة من التربة ولم يخلقه من نوع واحد فتجد في البشر السهل الهين طيب المعشر والجلف الغيظ حاد الطباع

ابونايف

جميل هذه الطرح أستاذ نوار ، التفكر في أصل النشأة( التراب) وأننا منه خلقنا و إليه نعود ومنه نبعث يعيد للمؤمن توازنه ويجعله متواضعاً حينما يتعامل مع الآخرين. إنه من أكثر ما يجعل الناس يصيبهم الغرور ويعتريهم التكبر نسيان هذه الحقيقة الأصيلة. شكراً لك من الأعماق لأنك بهذا الطرح الفائق الروعة تضع به أقدامنا على جادة الطريق ومن خلال التأمل فيما كتبت تجعلنا نزداد تواضعاً وتسمو أرواحنا عن ما يشوبها ويكدر صفوها.

دكتور سعيد سليمان

دكتورنا الفاضل زدنا من درر علمك وخبرتك وكلامك الشيق بأسلوبك الجميل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *