“فاطمة الشهري” تتحدى الإعاقة وترسم لوحات فنية باستخدام إصبعين

لفتت الشابة فاطمة الشهري ابنة الـ 35 ربيعًا ، أنظار الحضور في مهرجان “إبداعي” للأسر المنتجة بمنطقة تبوك ، بعد أن قدمت لوحات تشكيلية تختزل في ألوانها مشاهد من الطبيعة مستعينة بإصبعين بقيتا حيّة لها من مجموع حواسها التي فقدتها حين ولادتها إثر إصابتها بضمور في العضلات ، تسبّب في إعاقتها بشلل رباعي لم يجعلها تملك سوى رأسها و إصبعيها في يدها اليسرى للاتصال بالعالم الذي يحيط بها.

و استمّدت فاطمة قوة إرادتها من إيمانها القوي بالله سبحانه و تعالى ، لتتمكن – بفضل الله تعالى – من صنع مكانة لها في مجتمعها من خلال هواية الفن التشكيلي الذي خالجها منذ الصغر ، فجعلت منه لغة حضارية للتواصل مع العالم المحيط بها ، و أضحت طريقة خاصة بها في التعبير عمّا يدور بداخلها من مشاعر سواء كان ذلك لفظيًا أو فعليًا.

و أسهم مركز التأهيل الشامل في منطقة تبوك بإعادة تأهيل فاطمة و نقلها من هامش الحياة التي كانت تظن أنها ستظل تعيش فيه بعد إعاقتها إلى تصدّر المشهد العام في المجتمع من خلال مشاركاتها الدورية في المناسبات الوطنية التي ينظمها المركز أو يشارك فيها وتجد الإقبال الكبير من الحضور .
و قدّم المركز لفاطمة و غيرها من الفتيات ، العناية و الرعاية و الاهتمام ، التي أسهمت في تطوير موهبتها التي طالما تولعت بها منذ الصغر و لم تتمكن من البوح بها أو ممارستها مثل بقية الفتيات اللاتي في عمرها ، فأصبحت فنانة تشكيلية تنقل جمال الطبيعة في لوحات فنية معبّرة بإصبعين تملكهما في كل مناسبة مثل ركنها بمهرجان “إبداعي” الذي يشارك فيه أكثر من (100) أسرة منتجة تحت رعاية وزارة الشؤون الاجتماعية.

و أكدت مشرفة الأنشطة والعلاقات العامة في القسم النسوي بتأهيل تبوك نجاح القحطاني ، أن مشاركة فاطمة الشهري أوجد في نفسها الشيء الكثير بعد أن رأت تهافت الأسر على معرضها و تفاعلهم مع مضامينه الجميلة ، مبينة أن لوحات فاطمة تتميز بطابعها الخاص الذي تصف فيه معالم الطبيعة بلغة فنية سلسلة .

و أشارت “القحطاني” إلى أن فاطمة تعاني من إعاقة طالت معظم أجزاء جسدها ، و تسببت في تصلّب أصابع يدها اليسرى ماعدا أصبعين فقط ، إضافة إلى عدم قدرتها على الكلام ، و إصابتها بعيوب في النطق ، موضحة أن مشاركتها هذه تعد نموذجاً للكفاح الذي يؤكد من خلاله المعاقين دائمًا أنهم أصحاب إنجازات خاصة و ليسوا أصحاب احتياجات معينة .

image

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *