يعتقد البعض أن الوحدة بشكل مطلق أنها مدمرة وعادة سلبية وهذا خطأ تماماً، المدمر في المنظومة بشكل عام هو الفراغ وأن لا تجد شيئاً نافعاً تقوم به سواء خلال وحدتك أو عندما تكون وسط جمع من الناس. الوحدة بإمكانها أن تكون عادة إيجابية وقوة هائلة وطاقة عظيمة إذا وُظِّفت واستثمرت بشكل صحيح وذكي .
دائماً وأبداً لا تجعل نفسك في دائرة الفراغ مهما كان لديك عذر لذلك. انطلق وبسرعة في مهمة نافعة تفيد بها نفسك وتفيد بها أسرتك ومن ثم مجتمعك.
في أحد تغريداتي وصفت الفراغ بإنه “إبن الشيطان الأكبر”. عندما تكون في مواجهة الفراغ الكبير وليس لديك أي عمل إيجابي تقوم به فأنت على جُرفٍ هارٍ وتوشك أن تقع في الهاوية.
الكثير من الناس يعاني من الملل والإكتئاب لأنهم لا يستطيعون أن يستثمروا وقت الفراغ بشكل جيد، لذلك تراهم ينخرطون في أنشطة تافهه ومضيِّعة للوقت وللعمر والبعض يدخل بالساعات في نقاشات وحوارات وثرثرة عديمة الفائدة بل ربما يكتسب من وراءها الإثم والوزر كمن يتحدث في شؤون الناس بالغيبة والنميمة والزور. والبعض الآخر جعل وقته الذي هو رأس ماله مخصصاً لمتابعة المشاهير التافهين في وسائل التواصل الإجتماعي فيجد نفسه في نهاية المطاف قد خسر كل شيء وخرج بخفي حُنين من هذه المعادلة الخاسرة فيغمره الشعور بالندم والحسرة والضياع لأنه أدخل نفسه في متاهه من الصعب الخروج منها.
والبعض الآخر يحرق الساعات الطوال أمام شاشات التلفاز لمتابعة المسلسلات الهابطة ومتابعة الأفلام السيئة أو غيرها من الأمور التي ليس فيها أي نفع بل قد تعود بالضرر الكبير والعواقب الوخيمة.
في ختام هذه المقالة فإن وصيتي المباشرة لك عزيزي القارئ هي أن تكون متيقظاً دوماً لأعظم مورد لديك ألا وهو (الوقت )والذي إذا ذهب منك وخسرته فإنه لايمكنك تعويظه ، كن حذراً في تعاملك مع الوقت ودائماً وظِّف وقتك في إستثمار نافع ومفيد ، وحينما يأتيك الشعور بالفراغ فإن هذا مؤشر يحثُّك على التصحيح والتعديل وتوجيه وقتك فوراً نحو نشاط إيجابي وفعّال. إذا كنت يقظاً على طول الطريق فإن السعادة ستشرع لك أبوابها المفتحة للدخول من أي باب تشاء، وستعيش حياة ذات قيمة وجودة عالية وستجد نفسك شخص يسير بنسق متصاعد نحو القمة والنجاح وستحقق أهدافك في وقت قصير جداً.
نوار بن دهري
[email protected]
مقالات سابقة للكاتب