أُفُول شمس المحققين

إنه العالم المحقق والصديق المقرب فضيلة الشيخ محمد عزير شمس والذي عرف بدماثة الخلق والتواضع الجم والحرص على إحياء وتحقيق آثار شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية – رحمهما الله تعالى – .

فقد عرفته منذ أكثر من ٢٥ عاما مقرباً لطلاب العلم وحريصاً على نفعهم وإرشادهم.

وقد زرته في منزله عدة مرات مصطحبا معي بعض المشايخ وكان متواضعا في استقباله بشوشا لأضيافه على حد قول الشاعر:

أُضاحك ضيفي قبل إِنزال رحله
ويخصبُ عندي والمحلُّ جديبُ

وَما الخصب للأَضياف أَن يكثر القِرى
ولكنما وجه الكَريم خَصيبُ

عاش بهدوء ورحل بصمت بعيداً عن الأضواء والمعارك الفكرية.

إهتم بتراث أئمة أهل السنة والجماعة وحرص على إخراجه بدقة متناهية وعناية فائقة وأوقف حياته خدمة للعلم وأهله ؛ ولن أنسى تلك المجالس العلمية المتفرقة والتي جمعتني معه وبرفقة أخي الشيخ محمد الأنصاري أبو البراء أثناء مدارستي معه لبعض المشاريع عن الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى.

وقد قيل: (‏ الجلوس مع عالمٍ أو متخصص والاستماع إليهما، ربما يُغنيك عن عشرات القراءات ، فهما يعطيانك خلاصة خبرتهما وتجربتهما الطويلة).

وقد فجعت البارحة بعد منتصف الليل بخبر وفاته:

‏يــاراقــــد الـــليل مـسرورا بـــأوله
إن الحوادث يطرقن أسحارا

إن كنت تبغي جنان الخلد تسكنها
فينبغـي لك ألا تأمــن النارا

فقد رحل عن دنيانا إلى الدار الآخرة وترك خلفه إرث عظيم من المؤلفات والتحقيقات العلمية لتراث السلف الصالح وعلماء أهل السنة والجماعة.

وبموته ‏فقدت الأمة الإسلامية علم من أعلامها فقد كان صاحب صبر وجلد على الكتابة والتأليف فخلد لنا مجموعة من أعماله العلمية والتي تربو على الخمسين مؤلفا مابين تأليف وتحقيق :
يارب حي رخام القبر مسكنه
ورب ميت على أقدامه انتصبا

فرحم الله أخي الشيخ محمد عزير شمس وغفر له وأسكنه فسيح الجنان.

الأحد ٢٠ ربيع الأول ١٤٤٤

مقالات سابقة للكاتب

3 تعليق على “أُفُول شمس المحققين

ماريا نضال

رحم الله الشيخ محمد عزيز شمس و جعل له بكل حرف خطته أنامله حسنة وجزاه ربي عنه خيرا 🤲🏻 وعن الأمة الإسلامية قاطبة .
نعم موتهم فاجعة ولمثلهم فتبكي البواكي 😭

هاجر

رحم الله شيخنا محمد عزيز شمس رحمه واسعة واسكنه فسيح جناته والهم أهله وذويه وكل من يعز عليه فراقه ‘ الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون وجعل كل ما قدمه في موازين حسناته وخالص لوجه الكريم وجزاه الله خير الجزاء عن الأمة الإسلامية قاطبة .

أبو أحمد عبدالخالق عبدالرشيد

رحم الله الشيخ الفاضل وعظم الله أجركم أبا عاصم وجزاكم الله خيرا على كلمتكم الرائعة حفظكم الله ورعاكم ومتعكم بالصحة والعافية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *