بسم الله الرحمن الرحيم….
قال الله تعالى في محكم التنزيل( أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ ، أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ)….
يقول الأمام السعدي في تفسيره لهذه الآية (وهذه نعمة تدخل في الضروريات التي لا غنى للخلق عنها، فإن الناس محتاجون إليها في كثير من أمورهم وحوائجهم، فقررهم تعالى بالنار التي أوجدها في الأشجار، وأن الخلق لا يقدرون أن ينشئوا شجرها، وإنما الله تعالى الذي أنشأها من الشجر الأخضر، فإذا هي نار توقد بقدر حاجة العباد، فإذا فرغوا من حاجتهم، أطفأوها وأخمدوها.)
إذاً لابد من قوانين الله أن تٱخذ مجراها كما أرادها خالقها ومنشؤها فمهما حاول البشر أن يحيدوا عنها فالأمر كله لله اذاً نقول إن الذين غرتهم قوتهم وتقنياتهم وتقدمهم في كل مجالات الحياة المادية فقط التي تخلو من الإيمان والأمور الروحانية نقول للذين غرتهم قوتهم كما فعلت الأمم السابقة ( فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ۖ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ) نعم غرهم العلم الذي آتاهم الله فنسبوه بطراً وغروراً وظلماً وعدواناً لأنفسهم اتخذوا مبدأ قارون قاعدة لهم (إنما أوتيته على علم عندي) ولكن لا بد من صدمة قوية تعيد لهم صوابهم ورشدهم، بمجرد أن اخترع الغرب الآلة والعجلة الدوارة وأسكره ضجيج المصانع حتى تمرد على الله وجحد وألحد لدرجة انهم قالوا نحن أصبحنا في وضع من التقدم الذي لا نحتاج فيه إلى الله تعالى الله عن قولهم ولكن الإنسان جحود بطبعه {قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ}
(كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ . أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ) ونسوا وجحدوا أن الله هو الذي اعطاهم كل ذلك اذا فلنرى ما الذي حدث ويحدث الآن إن أوروبا والعالم المتقدم كما يحلوا له أن يسمي نفسه قد استفاق من غفوته وغفلته وسكره أصابه الهلع والخوف لأن جند الشتاء على الأبواب وأوشك ان يهجم بزمهريره عليهم، نعم كل ما في هذا الكون هو من جنود الله الذي يؤدب به الشاردين عن رحابه والمتمردين على تعاليمه، من كان يظن ان أوروبا ستعود إلى العصور الوسطى وهي في القرن الواحد والعشرون من كان يظن ان الذين ملؤا الدنيا ضجيجاً وصخباً بغرورهم وكبريائهم سوف يعودون مطأطئي الرؤوس أذلاء إلى قانون الله نعم جند الشتاء يقرع ابواب أوروبا وهي مرتعدة خوفا وهلعا وبردا، منعت روسيا الغاز عن أوروبا فأذلها الله بهذا المنع فأصبحوا يتوسلون ويتسولون ويستجدون من كانوا يعتبرونه العالم الثالث والمتخلف والرجعي الله أكبر….
فمن يتابع الأخبار في هذه الأيام لابد أن يهتف بأعلى صوته قائلاُ سبحان الله مالك الملك وملك الملوك صاحب العظمة والكبرياء والجبروت نعم عادت أوروبا إلى العصور الوسطى تستخدم الحطب فتقنياتها وتقدمها وغرورها وصلفها لم تُجدها نفعا أصبحت الحكومات تحث المواطنين في تلك البلاد على تخزين الحطب وبيعه بل الأمر اكثر من ذلك فقد اصبح الناس هناك يقفون بأسلحتهم دفاعاً و حماية لمخزونهم من الحطب لأن البعض اصبح يسرق الحطب استعدادا لفصل الشتاء الذي لا يرحم بل تعدى الامر لدرجة ان بعض المحتالين في مواقع التواصل أصبحوا ينشؤن مواقع وهمية لبيع الحطب الذي لا وجود له على أرض الواقع انما هو مجرد نصب واحتيال وفي الحقيقة إن الذي يحدث الآن في أوروبا انساهم حربهم على الله بالشذوذ والمثلية فكان جزاء وفاقا فالله لا يُحارب نعم نسوا هذا الأمر لأنهم في شغل شاغل عن هذا الهراء فما أصابهم أكبر مما كانوا يفعلونه حين فراغهم وأيضا لابد ان يكون كل ما يحدث درساً للعالم اجمع كي يحافظ على هذه الثروة التي ظن البعض لجهله واستهتاره بتقلبات الزمان أن زمنه قد ولى وانقضى وأنه اصبح في غنىً عن كنوز الطبيعة التي منحهم الله اياها وحقيقة أنا لم أرى رعباً اصاب العالم كما هو الآن ولكن لابد للإنسان ان يتأدب ولا بد للعبد الآبق من سيده أن يعود إلى رحابه صاغراً ذَليلاً منكسراً خاضعاً إن أراد النجاة لأن سيده قادر على الإتيان به في أية لحظة ولكنه يمهله من غير إهمال سبحانه يمهل ولا يهمل إنما هو حلم الله ولطفه بعباده ويجب أن لا تمر هذه الأحداث وهذه الدروس علينا مرور الكرام لا بد من أخذ العبرة ممن حولنا ونعتصم بحبل الله المتين فهنالك النجاة ونسأل الله أن لا نكون نحن من يعتبر به الآخرون ونحن في خضم هذه الأحداث ولسنا بمنئى عنه.
(فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ)
إبراهيم يحيى أبو ليلى
مقالات سابقة للكاتب