رحمك الله يا أُمي وأنزلك الفردوس الأعلى ووالدي والمسلمين
أشدُ الحزنِ ماسكنَ الفؤادا
وأكثرَ هَمَّ صاحِبهِ وزادا
********
رحيلٌ أم فِراقٌ أم وداعٌ
فإنَّ غيابَ من عَزَّ افتِقادا
********
وما الدنيا وإن طابت لِحَيّ
سوى الأرماسِ والتُّربِ الوسادا
********
يُحَدِّثُني الحنينُ إليك أُمِّي
حنينُ الإبنِ كم كان اعتيادا
********
فأيُّ الذكرياتِ وأنتِ فيها
وأيُّ الحبِّ في عينيَّ نادا
********
ولو كان الفداءُ بمستطاعٍ
لكان القلبُ عنكِ اليوم فادى
********
ولكنَّ المقادرَ أعجزتني
وتمنعُني وإن كنتُ النجادا
********
وأنظرُ صمتَ جسمِكِ مُستنيماً
وقد أسلمتِ للعينِ الرُّقادا
********
تَحَجَّرَتِ المدامعُ في عيوني
وقلبي بالدَّمِ المحرورِ جادا
********
أيا (مصباحُ) والطُّهرُ المسجَّى
وقرآناً بصوتكِ كم تصادى
********
حفظتِ اللهَ والإسلامَ حقاً
وصنتِ النفسَ هدياً واعتدادا
********
وابقيتِ المكارمَ سامقات
وشاهِدُها الذي يجزي العبادا
********
وَأنَّكِ مابخلتِ ولم تضُني
وكم أجزلتِ بالبذل المدادا
********
فكنت اليسرَ في عُسرِ البرايا
وكان الطيبُ قلبِكِ والودادا
********
رِقاباً قد فَككتِ تكادُ تودي
فكنتِ ملاذَ نجدةِ من تنادى
********
وقد حُزتِ المحاسنَ مُشرقاتٍ
ووجهُكِ نورُهُ غطَّى المهادا
********
قليلٌ في التُقاةِ مثيلُ أُمي
سلوا عنها الأقاربَ والبِعادا
********
(فيا مصباحُنا)عند الدياجي
بِنورِ الله نوَّرتِ السَّوادا
********
وإن رضاكِ يا أمَّاهُ خيرٌ
رضى الأبناءِ للآباءِ زادا
********
فيا أمَّاهُ ليس الموتَ إلَّا
حياةٌ للذي نَظَرَ المَعَادَا
********
وأزلفتِ الجنانُ مورِّداتٍ
وقد نِلتِ السعادةَ والمرادا
********
حَباكِ اللهُ يا أُمِّي نعيماً
حِبَاءً منهُ يستبِقُ النّفَادا
********
فجد يا خالقَ الدنيا عليها
فأنت البَرُّ قد كنتَ الجوادا
********
ونسألُكَ الثباتَ لها ونرجوا
لها الغفرانَ فهيْ لك انقيادا
********
رحِيمٌ أنت فارحمها ومن ذا
سيرحمُ غيركَ اللهُ العِبادا
********
وأغسِلها بماء الثلج عطراً
وألبسها الرَّبيعَ وقد تهادى
********
أنِلها جنَّة الفردوسِ هبها
فأنتَ الله يُنعمُ إن أرادا
********
لقد عاشت تحبُّكَ يا إلهي
وأنتَ لمن تُحبُّ نَدَاكَ هادى
********
فصلِّ على نبيك في البرايا
إلهي من بنورِ الوحي سادا
********
عبدالله محمد باشراحيل