من النظرة الأولى لصحيفة غران ندرك أنها قامت و مازالت لخدمة هذه المحافظة ، بل لكل ما يخدم الوطن و المجتمع كافة بكل أطيافه و مشاربه ، و قد جهدت منذ نشأتها لأن تلامس كل مايهم الفرد و الجماعة ، حيث نرى هذا الجهد في تبني الرأي و الرأي الآخر و سعة الصدر في تقبل الانتقاد و الآراء المختلفة ، كما تسعى إلى رقي هذا المجتمع ..
نعلم جميعاً أن التقنيات الحديثة قد سهلت كثيراً في نقل الأخبار بضغطة زر ، و هكذا هم واسعي الأفق .. فكل من يريد إيصال المعلومة المفيدة و الخبر الصادق عليه أن يبذل أقصى جهد و يتحمل أعباء هذه المهنة الشاقة ، و كما يقال فالقلم أمانة و رضى الناس غاية لا تدرك ..
نحن نثمن جهد الكادر الذي يقوم بإخراج هذه الصحيفة بما يرضي أذواق الغالبية ، و على رأسهم الأستاذ أحمد الصحفي رئيس تحريرها …
وفي الآونة الأخيرة عندما ظهرت قضية المستودعات رأينا التكاتف و التعاضد هما الصفتان البارزتان لأهل هذه المحافظة ، و أنا على يقين تام بأن الذين وقفوا ضد هذا المشروع لم يقفوا ضد التطور و التقدم و الرقي لهذه المحافظة بتاتاً .. و لكن هم نظروا بعين البصيرة قبل البصر لمستقبل هذه المنطقة المشهورة بهدوئها و نقاء أجوائها و كلنا يعلم سلبيات هذا المشروع .. فمن الظلم أن يتم اتهام معارضي هذا المشروع بأنهم يقفون في وجه التطور و خصوصاً عندما حاولوا وضع حلول أخرى وسطية و أقل ضرراً للطرفين ..
الصدق في نقل الأخبار و تحريه يظهر في معظم أطروحاتها .. فالصحيفة لم تنكمش على نفسها في حدود هذه المحافظة فقط ، بل تعدت في أطروحاتها و مواضيعها إلى كل ما يهم المجتمع في هذا الوطن الغالي .. و هذا ما زاد من انتشارها بهذه السرعة و لا يزال يعلو شأنها يوماً بعد يوم و لله الحمد و المنة…
و إذا نظرنا إلى ما يتم طرحه من قبل كتابها و كاتباتها ، نجد أن هناك تعدد للمشارب و تنوع للمواضيع و بالنهاية جميعها تصب في إناء واحد هو الرقي و التقدم لهذه المنطقة الحساسة من هذا الوطن المترامي الأطراف .. إذ أن هذه المنطقة تقع على طريق الهجرة – طريق الحرمين الشريفين – حيث يؤمهما ملايين المسلمين من شتى بقاع المعمورة و هي تحت أنظار الجميع ، و يحب أن تعكس الصورة الحسنة التي تتلائم مع مكانة هذه البقاع المقدسة ، و هو واجب على كل مسلم و مسلمة ، و بالأخص ساكني هذه الأرض الطاهرة .. و أكبر ظني أن هذا هو ما جعل المعارضة تكون على أشدها للمشروع آنف الذكر …
حقيقة لم أتصور ما الذي سيحدث لولا أن الله قيض لهذه المنطقة أناس وفقوا لإخراج صحيفة تتحدث باسم أهلها و ترفع كل قضاياهم و شكاواهم و ما يهمهم للمسؤولين ، و تتابع هذه القضايا حتى يبت في أمرها من قبل ولاة أمر هذه البلاد حفظهم الله …
كذلك لمست أيضاً رقي الفكر من قبل الكتاب و المفكرين في هذه الصحيفة ، فهم يتحرون المواضيع و الأطروحات التي تعالج القضايا الاجتماعية ، و توعية الشباب و الشابات ، و تشجيع المواهب و تبنيها و تنميتها .. فالصحيفة تحاول جاهدة أن تزرع الثقة في المواهب الصاعدة و تعطيهم مساحة ليعبروا عن ذواتهم و أفكارهم الصغيرة الناشئة .. سواء بالشعر أو النثر أو الخواطر حتى يصبحوا من روادها و هذا شيء جميل جداً … كذلك ما من مناسبة صغيرة و لا كبيرة إلا وكانت صحيفة غران سباقة و حاضرة بقوة في كل المحافل سواء في هذه المنطقة أو غيرها .. و هذا جهد يشكر عليه جميع القائمين عليها ..
ختاماً .. أرى أن هناك مستقبل باهر لهذه الصحيفة بإذن الله تعالى لطالما تبنت هذا المنهج المعتدل الذي تزنه بميزان العقل في كل قراراتها و أطروحاتها و مواضيعها التي تطرح بتؤدة و فكر حصيف ، و نحن بدورنا نضع أيدينا معها مستعينين بالله القادر و الموفق أن يهدينا سبل الحق و الصدق ، و أن يمنحنا النيات الصادقة للوصول بالمجتمع إلى ما نصبو إليه من الرفعة و التقدم و الرقي ، و قبل ذلك كله نحن نسعى لرضى الله فهو مبتغانا و أملنا ..
شكراً لأصحاب فكرة صحيفة غران .. و نسأل الله أن يمدهم بقوة و عون من عنده ، و أن يجعل كل ذلك في ميزان حسناتهم ، و أن يمنحنا و إياهم الإخلاص في القول و العمل .. إنه على كل شيء قدير و بالإجابة جدير .. و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم .
إبراهيم يحيى أبو ليلى
مقالات سابقة للكاتب