كلمة تهدد المجتمع ..

قرأت قبل أيام في أحد مواقع التواصل الإجتماعي (تويتر) ، خبر منقول عن أحد الصحف الإلكترونية لحالة طلاق غريبة عجيبة وقعت جنوب المملكة .. صدمتني حروفها و كأني أعيش مراحل العصر الجاهلي و وأد الأحلام و هدم لبنة المجتمع الأولى “الأسره” ..

تلك الحالة التي أعجز عن وصفها حين طلق زوج زوجته بعد سبعة أشهر من زواجه قائلاً “الخبر” أن سبب الطلاق تغير لون بشرة زوجته (بعد حملها ) ! عذر أقبح من ذنب ..

دفعني هذا الخبر أن اقرأ عن حالات الطلاق في المملكة و الإحصائيات للأعوام السابقة ، و أن أتأمل في حالات الطلاق لمن أعرفهم على الصعيد الشخصي .. لحظات كانت مليئة بالصدمات والمتناقضات لأرقام فلكية و حالات سطحية غاب عنها التعقل و الحكمة و ضاع فيها معنى الحياة الزوجية …

وجدت أن حالات الطلاق بلغت ثلاث أضعاف حالات الزواج في عام ٢٠١٤ في مدينة جده فقط و غيرها من الأرقام المخيفة ، حتى أصبحنا نسمع بحالات انفصال خلال ما تعارف عليه بـ”شهر العسل ” ، أو بمعنى اّخر .. عند أول مشكلة أو اختلاف بين وجهات النظر فتكبر بتدخلات الأهل…

هناك الكثير من الأسباب و المسببات و الحالات التي أعجز عن حصرها في هذا المقال ، و من جهه أخرى عزوف من الجنسين عن الزواج أظهرتها الإحصائيات الأخيره لعام ٢٠١٥ ، بلغت ثلاثة ملايين بين الشباب و الفتيات لزاوية قطار العنوسة مبتعدين عن عِش الزوجية ، أو ذلك البرج العاجي الذي وصف بأجمل العبارات في القرآن الكريم بقوله تعالى ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) ..

هذه الكينونة العائلية تفتقر لمقومات الاستمرارية لأسباب عديدة و مختلفة باختلاف التركيبة الإجتماعية و الخلفية الثقافية لدى أطرافها ، و كذلك مساحة التدخلات الخارجية التي تسمح بها تلك الأطراف و إن كانت من أقرب الناس لهم .

نحتاج إلى وقفة صادقه لمحاربة هذه الظاهرة التي تهدد البناء المجتمعي و أحد أهم ركائزه ، لكي لا تتشتت الأُسر أو يعزف الشباب عن الزواج و يتحقق الأمن الأُسَري ، كما أن تثقيف الزوجين لمواجهة المشكلات و التحديات بالدورات و المحاضرات التوعوية يعتبر من أهم عناصر الزواج الناجح .

و من الأخطاء الشائعة أن تجابه أو تجابهين في حالة الغضب مهما صغر الخطأ أو كبر ، دون ترك مساحة للعقل و الفكر بالوعظ و الهجر حتى تهدأ النفوس .. فأنتم لستم في ساحة حرب ، و عند وقوع الطلاق كل الأطراف خاسرة و لا يوجد رابح .

إلى كل مقبل على الزواج .. لاتجعلوا من حياتكم الزوجية كتاباً مفتوحاً يطّلع عليه الجميع لتكون محل جدل و صراع و مقارنة أو تفضيل .

خالد رجاح المرامحي

مقالات سابقة للكاتب

3 تعليق على “كلمة تهدد المجتمع ..

إبراهيم يحى أبو ليلى

حقيقة موضوع مهم والمجتمع بحاجة اليه في الوقت الراهن
لما نراه ونلمسه من كثرة الطلاق بين الشباب حديثي العهد بالزواج ولذلك لقلة الوعي
وعدم الصبر وأمور أخرى تطرق لها المقال …
فلك الشكر الجزيل أستاذ خالد وحقا نريد هكذا مواضيع وأطروحات التي تعالج بعض السلبيات المنتشرة بين افراد المجتمع
والشكر موصول لصحيفة غران التي تهتم بأمور المجتمع تحياتي للجميع.

المرامحي

موضوع يلامس واقعنا المؤلم واقع يشتت لأسره ويهدم كيانها الجميل الحلم يجب ان يسكننا فالغضب يصاحبه العدوان ويتسلل الينا من خلاله الشيطان هو حريص على شتاتنا فاحرصوا على تحصين انفسكم وبيتكم
“الطلاق “هي كلمه ولكنها ابغض الحلال عند الله
سلمت اناملك استاذي الكريم
وحمانا الله والجميع من نزغات الشياطين

ابو نايف

موضوع يلامس واقعنا المؤلم واقع يشتت لأسره ويهدم كيانها الجميل الحلم يجب ان يسكننا فالغضب يصاحبه العدوان ويتسلل الينا من خلاله الشيطان هو حريص على شتاتنا فاحرصوا على تحصين انفسكم وبيتكم
“الطلاق “هي كلمه ولكنها ابغض الحلال عند الله
سلمت اناملك ابو ريتاج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *