“ابتدائية زيد بن ثابت” .. منارة علم أضاءت خليص منذ 65 عاماً

لعل الذاكرة تعود ببعضنا اليوم إلى الخلف كثيراً ..  حيث سطوع أول نور علم و معرفة  على محافظة خليص عامة ، و أهالي وادي قديد و أبناء الظبية و الجمعة خاصة .. و ذلك عندما أشرقت شمس العلم و جلاء  ظلام الجهل ، و رحيل الليل و بداية انبلاج ضوء الفجر لينبئك بصبح جديد يطل على أبناء و شباب المحافظة .

أشرقت الشمس و طلع النهار و إذا بأول مدرسة حكومية تأسس بالمحافظة تشرع أبوابها للجميع ، و تستقبل أكثر من 52 طالباً و بكادر تعليمي مكون من معلمين أحدهما هو من يديرها ، و هو أول مدير للمدرسة الأستاذ  عبد الله  بقيران الهندي في عام 1372 هـ .. حدث تاريخي بلا شك …

image

image

صحيفة غران الإلكترونية كان لها زيارة إلى هذه المدرسة ، حيث وقفت على مبانيها و تجولت داخل أروقتها و نقلت لكم بالصور من داخل مبناها الذي لايزال قائماً بعد مضي 65 عاماً على إنشائه بجدرانه الطينية التي قامت على قواعد حجرية … ألا و هي مدرسة “زيد بن ثابت الابتدائية” و مقرها الظبية و الجمعة ..

المبنى مكون من عدد 6 فصول دراسية  و غرفة للإدارة و أخرى استخدمت كمسجد ، بالإضافة إلى فناء خارجي  و ملعب مختص بحصة التربية البدنية … و قفت بها بصحبة الأستاذ محمد الرايقي و لحق بنا هناك كلاً من الأستاذ  فيصل اللبيني و الأستاذ خضر مخضور الفارسي … وقفت بكل زاوية أحاول استرجاع عصر لم أولد فيه  بعد ، و حاولت أن أنفذ حصة على من كان معي .. فأجلستهم على جذوع النخل المتساقط من السقف و وقفت أمام السبورة فلم ننجح و لم ينجح الدرس .. فليس المعلم هو ابن بقيران و زميله  .. و لا الطلاب هم أولئك …

ذهبت مع الأستاذ محمد الرايقي لتفقد الساحة الخارجية حيث الملعب الرياضي ، فالتقطنا المصور بكاميرته مع فتحة بالجدار سقطت مع مرور الزمن ، و من ثم التفت  إلى موقع المدرسة فوجدته أختير بعناية فائقة على ربوة مرتفعة عن مجاري السيول و إن كان بمحاذاة وادي السيل و وسط مزارع النخيل  و الخضروات … تحركت و تجولت  بالمدرسة فكل زاوية فيها تفوح منها ذكريات معلمين و طلاب و درس و طبشورة و صورة تتبلور إلى مخيلتك … صف دراسي قد جلس طلابه  على حصير من سعف النخل تطور إلى حنبل و من ثم إلى مقاعد و طاولات … معلم يمسك بيد طبشورة و بالأخرى باكورة كأنها (عصا العم معيض) و بجيبه قلم أحمر و آخر أزرق … و ماء في زير بالطرف البعيد يشرب منه المعلم والطالب .. و مع الطالب كتاباً ضخماً و دفتراً ربما استخدم لكل المناهج …

image

image

image

image

image

image

ذكريات أصعب منها تصور وضع المدرسة الآن على من تخيلها ممن درس بها مابين عام 1372 هـ إلى عام 1382هـ ، و لو قدر لك أن تتحدث مع من هو على قيد الحياة  من معلميها ، لوصف لك الأمر أجدر و أوفى ممن هو مثلي يتتبع الأثر و يأخذ بالسمع …

جزى الله المعلمين خير الجزاء الذين كان لهم السبق بالنقش في أذهان طلاب الأمس البعيد حروف ، و أسمعوا آذانهم  كلمات من الذكر و المعارف ، و سطروا بأناملهم مهارات تفكير و حروف كانت لهم نوراً ، فغيرت مجرى حياتهم و أخرجتهم من المزروعة إلى المدرسة  و من ضيق المكان إلى أفق السماء و من تحجير العقول  إلى اتساع  المفاهيم ، و من غسق الليل إلى نور الصباح ، و من عبادة لله كان يشوبها شيئاً من جهل و خرافة  إلى عقيدة خالية من كل آفة .

غادرنا المكان و بالنفس حسرات أن يندثر مابقي منه و يذهب أدراج الرياح  .. و إني لأرجو و اتأمل ممن درس بتلك المدرسة و تتلمذ على أيدي معلميها ، أن يلتفتوا لها و يولوها شيئاً من الاهتمام ، بتأسيس فريق عمل يقوم بإعادة  ترميمها  باللبن و الطين و الحجر و جعلها متحف و مقر ثقافي تسير له رحلات طلابية من جميع مدارس المحافظة  و يبقى  مبنى  المدرسة  مركزاً ثقافياً خالداً تعقد به ندوات و محاضرات و تقام به المناسبات و الحفلات .. هذا طلب أوجهه لربان المركز القائد الفذ سعادة رئيس مركز الظبية و الجمعة الأستاذ عابد المدرع ، و سعادة مدير مكتب تعليم  خليص الأستاذ  عمران الصبحي ، في سبيل المحافظة على تاريخ  التعليم بالمحافظة و يظل مصدر إلهام و مثل حي للأجيال المتعاقبة جيلاً بعد جيل .

image

image

انتقلنا إلى مبنى المدرسة الجديد و بالتأكيد  الفرق و البون الشاسع ينبئك بالنقلة النوعية للتعليم بالمحافظة خاصة و بوطننا الغالي عامة .. و على الأجيال الآنية أن تلقي نظرة بها عبرة و عظة عن عهد مضى و جيلاً يوشك على الرحيل و جيلاً تشرق شمسه الآن ، نظرة ثاقبة تقدم فيها البصيرة على البصر …

image

image

image

هذا وقد تعاقب على المدرسة مدراء  أفاضل منهم من على يديه وضعت اللبنات الأولى و هو الأستاذ  عبدالله بن بقيران الهندي  من عام  1372 هـ إلى  1378 هـ ، حيث كان عدد طلابها مابين  46  إلى  52 طالباً ، و معلميها  مابين 2 إلى  5 معلمين ، و من بعده توالى العديد من المدراء و هم :

الأستاذ علي رومي رمان المولد : من عام 1379 هـ إلى 1403 هـ ، و كان عدد الطلاب مابين 68  إلى 90 طالباً ، و معلميها  مابين  4 إلى  6 معلمين .

الأستاذ مبيريك حميد مبيريك القريقري : من عام 1404هـ إلى 1412 هـ ، و عدد الطلاب مابين 102 إلى 153 طالباً ، و معلميها مابين 6 إلى 7 معلمين .

الأستاذ مسفر أحمد محمد القريقري : من عام 1413 هـ إلى 1422 هـ ، و عدد الطلاب مابين 145  إلى 161 طالباً ، و معلميها مابين 7 إلى  9 معلمين .

الأستاذ طه داخل حسين المغربي : من عام 1423 هـ إلى 1435 هـ ، و عدد الطلاب مابين 124 إلى 140 طالباً ، و معلميها مابين  9 إلى  13 معلماً .

الأستاذ خالد نبيه المغربي : من عام 1435 هـ إلى 1436 هـ .

يديرها الآن الأستاذ عوض مقبول السلمي .

image

الأستاذ “عوض مقبول السلمي”

image

الأستاذ “خالد نبيه المغربي”

image

الأستاذ “طه حسين المغربي”

 

5 تعليق على ““ابتدائية زيد بن ثابت” .. منارة علم أضاءت خليص منذ 65 عاماً

الغانمي الحربي

اسامة بن زيد اللي عند المغاربه هي اول مدرسة في خليص زيد بن ثابت كانت تابعة لرابغ علماً انها تأسست قبل اسامة ب9 اشهر

ام عبدالرحمن

كل الشكر والتقدير استاذنا القدير احمد الصحفي على هذه التغطيه الشامله والرائعة
نعم مدرسة زيد ابن ثابت كانت اول مدرسه في وادي قديد و في قرية الجمعه بالتحديد
لقد خرجت هذه اجيال كثيره من أبناء قديد و أبناء القرى القرى المجاورة لها
مدرسة زيد ابن ثابت انها علم علم اضاء قديد و ماحولها
أستاذ احمد الشكر لا يكفي
ولكني اقول جزاك الله خير
لقد عملت الذي يدور في بالي ولم أستطيع انا عمله
فمثل هذا العمل يحتاج رجل والمرأه لا تستيطع عمله حتى وان ارادت ذلك

السلمي

تحية اولا لك استاذ احمد الصحفي
وشكر خاص على هذا التقرير الذي يعد واحد من أجمل ما تطرقت له في تقاريرك. المفيدة
ثانيا لقد لامست وحركت شجوننا بزمن ماض وزملاء ومدرسة وتاريخ وحقبة تاريخية من عاشها عرف خفاياه
وكما انك اوصيت بالإهتمام بمبنى المدرسة . فإننا نؤكد على ذلك مرة أخرى.

القريقري الحربي

اسامة بن زيد اللي عند المغاربه تأسست عام 1374هـ و زيد بن ثابت بقديد تأسست عام 1372هـ وكلهاكانت تابعة لرابغ علماً انها تأسست قبل اسامة ب سنتين ومركز اشراف اشراف خليص لم يتأسس الا في عام 1418 هـ

عبدالرحمن الحربي

اولا شكري وتقديري وتحياتي القلبية للاستاذ القدير والاعلامي اللامع رئيس تحرير صحيفة غران وخالص دعواتي له بدوام التوفيق

ثانيا مهما تحدثت عن جمال تقريرك ورقي قلمك فلن أوفيه حقه

ثالثا لقد بادرت بعمل تمنيت كثيرا ان اعمله ولكن ما باليد حيلة .. وها أنت يا أستاذنا تحقق احلامي واحلام الكثيرين من ابناء المنطقة بتسليط الضوء على هذا الصرح المهجور وتقديمه للمجتمع برؤية اعلامية فريدة وجهد مميز

رابعا لو املك من الامر شيئا ايضا لكرمتك تكريما خاصا على وقوفك على جانب مهم جدا ولكنه منسي للأسف وهو العناية بالاثار في المنطقة خصوصا الاثار التي شع منها النور وانجلى الظلام

خامسا اضم صوتي الى صوتك في اهمية المحافظة على هذا الصرح التراثي والأثر الباقي والشاهد على العلم والحضارة

سادسا أتمنى من وزارة السياحة والاثار الوقوف على الاماكن الاثرية المهمة والعناية بها فهي تقدم دروسا صامتة للاجيال وخير شاهد على الحضارة في عصرنا

سابعا ياليت وزارة التعليم تخصص جانبا للاهتمام بالاثار التي تخصها وتجعلها شاهدا على تاريخ العلم في بلدنا الحبيب فالاثار لها مكانتها التي تلامس النفوس وتربي الاجيال على القيم

ثامنا وتاسعا وعاشرا ومليون وترليون شكرا لصحيفة غران الالكترونية وربانها على الاعلام الهادف الراقي بارك الله فيكم وخالص تحياتي لكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *