” العلاقة مع الأبناء أمام تحديات العصر الحالي “
كيف تكون العلاقة مع الأبناء ، أمام تحديات ومعطيات العصر الحالي ؟
لابد أن نعيد النظر في القيم المورثة في التربية عن الآباء والآجداد ، تلك حقبة من الزمن مرة بظروفها ، وقد تكون نجحت في بعض تعديل سلوك الأبناء ، على حسب ما يرونه ويتلقونه من العادات الاجتماعية ومصادر التلقي في التربية ، لكننا الآن وقد تنوعت مصادر التلقي ، وأصبح الجهاز المحمول في أيدي أبنائنا يشاركنا في تربيتهم وربما الوقت معه أكثر من الوقت مع الوالدين والمربين ، هنا يكمن التحدي
كيف نتعامل ، وكيف نواجه هذا التيار حتى نكون قريبين من أبنائنا في تربيتهم وتوجيههم ، من أبرز ما يمكن التعامل به
إعطاء الأبناء قدراً من المساحة تسمح لهم بالتفكير وطرح الأسئلة عن كل مايدور حولهم من أحداث ، مساحة حرة لا تقيد التفكير ، بدعوى العيب ، أو ليس من عادتنا وقيمنا ، نعم إن أبناءنا مع ما نمدهم به من رصيد ديني وقيمي ، فلا ينبغي أن نتركهم يواجهون معترك الحياة وحيدين ، بل هم في أمس الحاجة أن نكون بجوارهم ، نسمع من هذا ، ونشارك الرأي هذا ، ونناقش ذاك ، ونكلف حل المشكلة للآخر ، وهكذا يشعرون بالمشاركة المباشرة ، في حل مشاكلهم ، وإنارة الطريق السليم أمامهم ، ونقل الخبرات الجيدة لهم ، متوجاً ذلك بالقدوة الصالحة في القول والعمل المصاحب للدعاء بالصلاح والثبات والتوفيق ، بعيداً عن كل ما يجرح المشاعر ، من نقد جارح ، أو تهكم محرج ، أو استهزاء مقلق ، أو عتاب في غير محله ، بذا ستكسب قلوبهم ، وتزادد الثقة بك عندهم ، وتنشرح صدورهم للإفصاح عن كل ما يدور في خلدهم ، لأنهم شعروا بالأمان في التعامل معهم كسلطة عليا في التوجيه والتربية .
د.صلاح الشيخ
مستشار أسري وتربوي
مقالات سابقة للكاتب