ذكرت وكالة رويترز في خبر لها الأربعاء الماضي ( الرابع عشر من شهر جمادى الآخرة ) ، عن اعتزام إمارة ( الشارقة ) بدولة الإمارات العربية المتحدة إقامة مجمعًا للغة العربية ، و جاء ذلك على لسان الشيخ : سلطان القاسمي – عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم إمارة الشارقة -، و المجمع يأتي عونًا و مساندًا للمجامع العربية في مختلف أقطار العالم العربي .
جاء إعلان القاسمي أثناء حضوره مؤتمر مجمع اللغة العربية بالقاهرة في دورته الثانية و الثمانين و الذي أقيم باليوم نفسه تحت عنوان “واقع اللغة العربية في المجتمعات العربية .. الأسباب و المواجهة” .
و قال القاسمي في كلمته أمام أعضاء المجمع : “من هذا المكان اسمحوا لي أن أُعلن عن قرار افتتاح مجمع للغة العربية في إمارة الشارقة بعد موافقة مجمع اللغة العربية في القاهرة و اتحاد مجامع اللغة العربية ” ، و أضاف: ” نعاهدكم أن ذلك المركز أو ذلك المجمع سيتكفل بجميع احتياجات المجامع العربية أينما كانت و سيكون على رأس أولوياته القيام بتمويل إصدار القاموس اللغوي التاريخي و كل مايتعلق به ” .
و كان القاسمي قد اختير عضوًا فخريًا بمجلس مجمع اللغة العربية بالقاهرة في ديسمبر كانون الأول الماضي ، و هذه هي المرة الأولى التي يختار فيها المجمع عضوًا فخريًا منذ افتتاحه في 1934م.
و في ظني أن المجمع الوليد تنتظره مهام جسام و تحديات عظيمة ، منها المحتوى العربي (الفقير) في الإنترنت ، و تطويع المحتوى الرقمي ، و التعامل مع اللغة كما هي في واقعها وعاء فكر و تاريخ و جغرافيا و هوية و مواجهة حالة الفصام الذي يعيشها الجيل الجديد مع لغته ممارسًا قطيعة مع ماضيه .
اللغة أهم مكون للهوية و الخصوصية الثقافية لأي مجتمع يؤمن أنها من أصل وجوده ، و المسؤولية و إن كانت كبيرة و ثقيلة في آنٍ ، فإن المجمع قادرٌ على مواجهتها باقتدار ليس لحب الشيخ سلطان للعربية و حماسه لها؛ بل و لأن الشارقة تعرف طريق النجاح في كل شؤونها .
شُكرًا للمثقف ( سلطان القاسمي ) الذي يدعم العربية و الثقافة و الإنسان ، بحجم حبنا للعربية و بحجم الكون الفائق الجمال .
زينب الجغثمي
مقالات سابقة للكاتب