بسم الله الرحمن الرحيم…..
يقول الله تعالى (إِنَّهُمۡ إِن يَظۡهَرُواْ عَلَيۡكُمۡ يَرۡجُمُوكُمۡ أَوۡ يُعِيدُوكُمۡ فِي مِلَّتِهِمۡ وَلَن تُفۡلِحُوٓاْ إِذًا أَبَدٗا)
ألف وأربعمائة عام والعداء لهذا الدين لم ينقطع ولم يهدأ بل يظل يستشري ويزداد ويزبد ويزمجر لأن الحق والباطل في صراع دائم والغلبة لا شك في النهاية للحق لا مناص من ذلك ونحن على يقين لأنه موعود الله، الف وأربعمائة عام والموتورين يتحركون أحياناً في الخفاء والظلام ويحيكون المؤامرات والدسائس في السراديب المغلقة والأماكن المشبوهة الموبوءة عندما تكون دولة الإسلام مقبلة وعندما يجد الأعداء بعض المؤازرة والدعم يبدون حقدهم وعدائهم علناً بدون حياء أو خجل لهذا الدين وللقرآن وكل ما فيه من قيم وتعاليم إنسانية نبيله تخيف عباد الشهوات والذين يأبون الإنصياع للحق والنور والرشاد، ( كَيۡفَ وَإِن يَظۡهَرُواْ عَلَيۡكُمۡ لَا يَرۡقُبُواْ فِيكُمۡ إِلّٗا وَلَا ذِمَّةٗۚ يُرۡضُونَكُم بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَتَأۡبَىٰ قُلُوبُهُمۡ وَأَكۡثَرُهُمۡ فَٰسِقُونَ).
هم لم يقصدوا حرق وتمزيق أوراق القرآن بل يحاولون حرق مافيه من تعاليم قيمة وما فيه من الدستور الذي يحقق العدالة والإيمان والعدل الذي يقود البشرية للنور وهيهات لا يستطيعون .
إن الذين يأبون إلا الإنغماس في الضلال والعربدة وحب الشهوات والسير في دياجير الباطل ويؤذيهم الحق هم الذين يخافون من ظهور هذا القرآن وتعاليمه لقد اعماهم الحسد والحقد وإلا ما الذي دفع السويد وهولندا ومن على شاكلتهما من الذين اتخذوا الرعونة طريق لهم وسبيلا للنيل من القرآن الكريم والنبي محمد ﷺ وهو الذي جاء بأمر ربه ليخرج العباد من عبادة العباد الا عبادة رب العباد ومن جور الأديان الباطلة إلى عدل الإسلام الحق ولكن…..
(إن الله إذا أراد نشر فضيلة أتاح لها لسان حسود)
ما بال السويد وهولندا لحاهما الله وكل من لف لفهما وسار على درب الضلال معهما ومن كان قبلهما ومن يأتي بعدهما في هذا العداء ما بال السويد وهولندا ترحهما الله ولماذا هذا البغض كله لهذا القرآن حتى تظهرا كل هذا الحقد والغل والعداء و تدعما الأحزاب المتطرفة الرعناء عندهما بل تعطي الإذن وفي أكبر ساحاتها وأمام أنظار الناس بل العالم أجمع لحرق وتمزيق المصحف الشريف ويحاولون إيذاء مشاعر ( ٢ مليار مسلم) والعالم المنافق الذي يدعي الديمقراطية يرى ويسمع ويصم أذنيه عن هذا العمل الجبان وكأن الأمر لا يعنيه وإذا ادعت حكومات تلك البلدان بأنها لدعم هذا العمل فلتكف ايدي السفهاء ولتأخذ بأيديهم لنصدقها وبدون ذلك نتهمهم بدعم أولئك السفهاء وأنهم موافقون وداعمون لهم على ذلك العمل الأرعن الجبان…
وما بالنا إذا قام أحد أفراد المسلمين بعمل فردي ولا يوافقه عامة المسلمين بأي عمل قامت الدنيا ولم تقعد وألصقوا ذلك العمل الفردي إلى أمة الإسلام قاطبة ورموها بالإرهاب وأننا ظلاميون رجعيون متأخرون وأعداء الديمقراطية وكل تلك الأوصاف القذارة التي تليق بهم وهم أحق بها وأهلها، ولكن لأن القرآن وبما فيه من قيم إنسانية نبيله وبما فيه من تعاليم يجعل هذا العالم أجمل وأكثر عدلا وهم لم يتعودوا ذلك….
ولكن…
ما يضر البحر أمسى ذاخرا
أن رمى فيه غلام بحجر…
وستسير قافلة هذا الدين وهذا الكتاب العظيم برغم نعيق الغربان برغم نباح الكلاب وعواء الذئاب سيظل الإسلام برغم العداء، هم لا يستطيعون محو القرآن من الوجود فهو في الصدور محفوظ بحفظ منزله الذي تكفل به، وهؤلاء جهال فهم بهذا العمل يساعدون على نشر هذا الدين وهم لا يعلمون سوف يقتحم عليهم دورهم ومجتمعاتهم ودولهم بل حتى قلوبهم فمن حيث أرادوا النيل منه ولن يستطيعوا فإذا به يبهرهم ويظهر نوره وينير ظلمات قلوبهم…
هم يعرفون عظمة هذا الكتاب فيخافون من تعاليمه العظيمة وهم لا يريدون تلك التعاليم القيمة لأنهم تعودوا على العيش في القاذورات والشبهات والشهوات والباطل فتبت يد أحرقت ومزقت القرآن الكريم كم حاول غيرهم النيل منه ولكن بدون جدوى في كل مرة يعودون ويرجعون أذلاء صاغرون منهزمون أقزام يجرون أذيال الخيبة والفشل والصغار وتغلي قلوبهم حتى تتقطع من الحقد في صدورهم، والقرآن يعلو ويتألق ويزداد جمالا ورونقا ويعم اريجه الفواح كل أرجاء الدنيا ويدخل الناس افواجا وجماعا وزرافات ووحدانا ألم يستوعبوا الدرس بعد ألم يتعلموا ممن سبقهم أن لا مجال للنيل من هذا الدين العظيم وأن لا جدوى من معاداته…
ولكن أقول للمسلمين لا تحزنوا فسوف يبشركم الله البشارات الحسنة التي تثلج صدوركم وتذهب عنكم الحزن لما اصابكم من تلك الأعمال التي لا تليق الا بالجبناء…
والعلاقات الدولية والتعايش السلمي بين الأمم لا تقوم ولا تستقر وتستمر بهذه الطريقة التي توغر الصدور وإذاء المشاعر ومحاولة النيل من الثوابت وللأمانة يجب على المسلمين أن يكونوا أكثر حرصا على تطبيق كلام الله في البيوت وأن يقيموا مملكة الإسلام في بيوتهم وبين أفراد الأسرة والمجتمعات وأن تكون تعاليم القرآن هي التي تسير حياتهم هنا سينصرهم الله لأن الله يقول ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم).
ويقول تعالى (أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تُتۡرَكُواْ وَلَمَّا يَعۡلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ مِنكُمۡ وَلَمۡ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَا رَسُولِهِۦ وَلَا ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَلِيجَةٗۚ وَٱللَّهُ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ).
فلا تظنوا في ربكم الا خيرا وثقوا بوعده فهو يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ولا تبهركم تلك البهرجة عندهم وما أعطاهم الله من نعم إنما هو حلمه بهم وإمهاله لهم (فَلَا تُعۡجِبۡكَ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُهُمۡۚ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَتَزۡهَقَ أَنفُسُهُمۡ وَهُمۡ كَٰفِرُونَ) أبشروا أيها المسلمون فقد وعدكم الله بنصر هذا الدين وأنه سيظهر لا محالة ولا ريب في ذلك فقد قال الله ومن أصدق من الله قيلا :-
(يُرِيدُونَ أَن يُطۡفِـُٔواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَيَأۡبَى ٱللَّهُ إِلَّآ أَن يُتِمَّ نُورَهُۥ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ ٢٣ هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ) أسأل الله أن يكفينا شر الأعداء المتربصون بما شاء وكيف شاء إنه على ما يشاء قدير.
إبراهيم يحيى أبو ليلى
مقالات سابقة للكاتب