دروس مهمة من حياة “با نعمة”

بمشاعر ملؤها الحزن والحب العميق معاً ، نودع أيقونة الصبر في هذه الأمة الداعية عبدالله بانعمه ، عندما بلغني خبر وفاته هذا اليوم تأثرت جداً واندفعت أقلب في اليوتيوب لأستمع للقاءاته العظيمة والتي كان يبث من خلالها دائماً رسائل للتفاؤل والحب والصبر والاحتساب.

إن ثلاثين عاماً من المعاناة الدائمة والتعايش مع مرض الشلل الرباعي لكفيلة لأن تحطم أي إنسان بسيط ذو إيمان ضعيف وهمة باردة.

ولكن هذا لم يحدث للداعية عبدالله با نعمه والسر في هذه المعادلة النادرة التي تشحذ الهمة والعزيمة هو إيمانه العظيم الكبير بالله الذي احتل مهجة فؤاده وتمكن منه، فانطلق في ميدان الكون الفسيح ليضرب أروع الأمثلة في الصبر والإحتساب والدعوة إلى الله.

وأصبح بعدما أبتُلي بهذا المرض العظيم ، مصدراً مشعّاً للفرح والتفاؤل للجميع صغاراً وكباراً فما أن تسمع كلامه ونصائحة وتنظر إلى عِظم مصابه وفصل خطابه وروحه المؤمنة بالقضاء والقدر حتى يعود إليك إتزانك وثباتك بعدما تتلقى صفعة مباغتة من الحياة.

سنون طوال قضاها الداعية عبدالله بانعمه ينشر النور والخير في دروب الحياة للمتعثرين والمكلومين ويدفعهم ويشجعهم للصبر والاحتساب.

كانت رسائله ومازالت كالبلسم الشافي لجروح القدر في أجسام البشر ، الجميع يتفق أن الداعية عبدالله بانعمه كان شخصية مميزة وفريدة ونادرة قلما تجد مثلها في هذا الزمن الصعب فالكثيرين يُعلِنون استسلامهم وينهارون بسرعة عن تلقي أي صدمة من الحياة مهما كان حجمها.

عبدالله بانعمه رسم طريقاً واضحاً لنفسه منذ ثلاثين عاماً وهو ثابتاً متمسكاً بهذا الطريق حتى فارقت روحه الحياة وذهبت إلى باريها، فكان صابراً محتسباً وشاكراً ووظّف وسخّر مصابه وابتلاءه في الدعوة إلى الله وكان هذا دأبه في كل مكان يتواجد فيه ، يذكِّر الناس بالله ويدعوهم للإستعداد ليوم الحساب ويحث الجميع للتوبة الصادقة وتصحيح المسار مبكراً قبل فوات الأوان.

ختاماً عزيزي القارئ فمن حق هذا الداعية الذي سخّر جل عمره في الدعوة إلى الله ونشر الخير والسلام للجميع ، أن نعيد فهم رسائله العظيمة التي كان يدعو إليها ونتبناها في حياتنا وأن لا ننساه من الدعاء المستمر والصدقات كل حسب جهده وقدرته.

رحمك الله داعي الصبر أبا نعمه فوجودك بيننا كان نعمة الآن نشعر بفقدها بقوة.

 

 

نوار بن دهري
[email protected]

مقالات سابقة للكاتب

6 تعليق على “دروس مهمة من حياة “با نعمة”

غير معروف

نعم جزاك الله خيرا فالاعاقه الحقيقيه هي التقاعس عن الخير والتخلف عن ركب الصالحين وسبيلهم

المؤمنً كالغيثِ

رحم الله أخانا عبدالله با نعمة فقد عرفته منذ فترة ليست بالطويلة وكانت لي به علاقة شبه سطحية يعرفني عن بعد في حين كان علاقتي بمن حول شبه وطيدة.
كان فاتر الحركة جامد الأطراف جراء تعرضه لضربة في رأسه حينما أراد السباحة وقع على طرف الحوض ما تسببت له شللا رباعي مزمنا، وكان يرحمه الله يشكر الله على ذلك ويدعو غير للعبرة بحاله وأنه ما أصابه ذلك إلا دعوة من والده فقد كان ذا حال معه قبل أن تستقيم أموره.
حياته طويلة جامدة الحركة لكن كان نشط القلب حي الروح يحمل هما ورسالةً وأحسب أن الله قد بلغه مناه فقد اهتدى خلق من الشبيبة على محاضراته وكانت وفاته وقفة للناس وجنازته مشهودة في الحرم النبوي الشريف نساءل الله أن يكرم جواره ويحسن مقدمه على ربه ويقيه فتنة القبر وأن لا يضلنا ولا يفتننا بعده.

عبد المجيد يوسف عبدالله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ألا رحم الله الداعية الصبور الوقور عبدالله با نعمة،،،
فعلا الإعاقة ليست الإعاقة الجسدية بل الإعاقة الحقيقية هي إعاقة الفكر الضال والحياد عن طريق الحق وإتباع النفس هواها في غير مايرضي خالقها سبحانه وتعالى…

حسن مهدي الريمي

جزاك الله خيرا حبيبنا أبا وائل د. نوار ورحم الله والديك، فقد كفيتنا مؤنة الكتابة، ووفقت في حديثك عن حبيبنا الداعية عبدالله بانعمة – رحمه الله – الذي كان فعلًا شخصية مميزة وفريدة، ومَعْلَمًا للصبر والإحتساب، والدعوة إلى الله في زماننا.

‏‎يَا مَنْ يَعِزّ عَلَيْنَا أنْ نُفَارِقَهُمْ
وِجدانُنا كُلَّ شيءٍ بَعدَكمْ عَدَمُ

رحل رحمه الله بعد أن زرع الأمل في نفوس الكثير من الناس، ففي عز ابتلائه يحثهم على الابتسامة، وفي عز ألمه يعلمهم الثبات، وفي قعر البلاء يدلهم على الله.

خَبَت مَصابيحُ كُنّا نَستَضيءُ بها
وَطَوَّحَت لِلمَغيبِ الأَنجمُ الزُهُر

إن محبة الناس لا تُشترى بالمال، ولا بالتدين الأجوف، الذي لا ينطلق من مبادئ راسخة وقيم ثابتة، وإن الأضواء والشاشات والشهرة لن تُجبر الناس على الوقوف تحت أشعة الشمس الحارقة للصلاة، وإتباع الجنازة؛ مالم يسخرها فاطر الأرض والسماوات لذلك، فهي إذًا منحة إلهية، ومنَّة ربانية تذكرنا بالحديث المتفق على صحته: (إذا أحب الله – تعالى – العبد نادى جبريل: إن الله يحب فلانًا فأحببه، فيحبه جبريل، فينادي في أهل السماء: إن الله يحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض).

‏رَحَلَ الحَبيبُ فَطالَ لَيلٌ لَم يَكُن
لِقَصيرِهِ بَعدَ الرَحيلِ مُقامُ

رحم الله بانعمة، وغفر له، وأسكنه الفردوس الأعلى، وجبر مصاب أهله ومحبيه، وألهمهم الصبر والسلوان، وأحسن عزاءهم فيه، وعوضهم خيرا.

أبو عاتكة عبدالباقي حيدوب

رحمه الله وغفر له و تقبل منه وجعل مثواه الجنة .
الإعاقة إعاقة الهمة فالطموح العالي و الهمة العالية لا يعرفان الإعاقة

د كتور ايمن بن عبد العزيز

الصبر من الإيمان وعلي قدر ايمان المرء يتم اختبارة وهناك سبعون الف يدخلون الجنه بغير حساب وهم الصابرون فقلد قال تعالي انما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب ونسأل الله لك يا حبيب الملاين ايها الصابر المجاهد الداعيه الي الله ورسوله ان يكتب الله أجرك ويجعل مثواك الفردوس الاعلي وان يجعلك الله ايقونه للصابرين
وأسأل الله لي ولامه لا اله الا الله العفو والعافيه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *