بالأمس وفي محافظة خليص حدث حراك ثقافي كبير وحقيقة أدهشني كما أدهش كل من حضر ذلك الحراك الذي قامت به اللجنة الثقافية بمحافظة خليص برئاسة الأستاذ أحمد عناية الله الصحفي رئيس تحرير صحيفة غراس الإلكترونية ، وبرعاية النادي الأدبي بجدة وفي ضيافة آل مساعد ولم أتوقع أن تضم محافظة خليص كل هذا الكم الهائل المبارك من الكتاب والمؤلفين من رجال ونساء والذين كتبوا في كل مجال من مجالات الكتابة والتأليف ربما هو تقصير مني في عدم الاطلاع على ما تحويه هذه المحافظة من إرث ثقافي وربما هناك سبب آخر هو أن اللجان الثقافية التي كانت من قبل اللجنة الثقافية الآن لم تظهر للناس ما في خليص في هذا الأمر ولكن بالأمس الجمعة الثاني عشر من الشهر السابع لعام ١٤٤٤ للهجرة قامت اللجنة الثقافية بمحافظة خليص بتدشين عدد من الكتب لمؤلفين ومؤلفات من أبناء المحافظة ، وحين تأملت القائمة وجدتها تضم أكثر من ثلاثين مؤلفاً ومؤلفة وكان عدد الكتب لهؤلاء المؤلفين أكثر من ١٥٠ كتاباً في شتى المجالات فأدركت أن هذه المحافظة تذخر بالعلم والثقافة والأدب وتحتاج فقط لمثل هذا الحراك الثقافي حيناً بعد حين حتى تتجلى في أبهى صورة كما حدث بالأمس وحقاً كانت ليلة ثقافية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وبحضور رئيس النادي الأدبي بجدة الدكتور عبدالله السلمي ، وقد أظهر المضيفين لهذا الحفل آل مساعد كرماً معهوداً لأهالي هذه المحافظة فجزاهم الله خير الجزاء وكتب لهم الأجر والمثوبة وهذه المبادرة تحسب لهم حقيقة.
ولقد تكلم كل مؤلف وأعطى نبذة سريعة عن مؤلفاته ما أعطى لهذه الليلة زخماً إضافياً لهذا الحراك وتم التعرف على المؤلفين من رجال ونساء عن قرب وكان لي شرف الاشتراك في هذا الحفل بمؤلفاتي المتواضعة فشكرا لكل من ساهم في هذا الحراك الثقافي الذي يزيد في المكتبة العربية والعالم الإسلامي ولهذه البلاد على وجه الخصوص ما يفيد العالم أجمع من علم وثقافة وأدب والمسلمون هم رواد العلم والمعرفة منذ فجر التاريخ وكيف لا وقرآننا أول ما نزل (بإقرأ) ومن ثم انطلق أهل العلم بهذه الأحرف و بهذه الكلمة وحملوا راية العلم والمعرفة لينيروا كل أرجاء المعمورة.
لذا نحث كل المهتمين بالتأليف أن لا يتوقفوا بل ليستمر عطائهم فهم في ثغر من ثغور الإسلام بالأقلام ويقفون سداً منيعاً أمام الجهل الذي يقوض تقدم الأمم فبالعلم تسود الأمم وترتقي.
نعم بالأمس أظهرت محافظة خليص أنها تحمل للعالم ومع العالم مشاعل العلم والمعرفة والثقافة بهذا تفتخر المدن والقرى والدول حين تخرج أجيالاً تهتم بالعلم ، وأنا على يقين أن هذا الحراك سيحفز ويشجع آخرين على اقتحام هذا المجال مجال التأليف والكتابة فهناك مجالات شتى للخوض فيها وإظهار مكامن الجمال والمعرفة فهيا بنا نتكاتف ونتعاضد ويشد بعضنا سواعد بعض للنهوض بهذه الأمة وجعلها في مصاف الأمم المتقدمة ولدينا كل مقومات النهوض والمنافسة والحمد لله.
واخيراً.. اقول شكراً للنادي الأدبي بجدة.. شكراً للجنة الثقافية بمحافظة خليص.. شكراً لآل مساعد الكرماء.. شكراً للمؤلفي الكتب من رجال ونساء وشكرا لكل من خضر وساهم في هذا الحفل البهي.. وأخيراً شكرا لمحافظة خليص كلها التي أظهرت اهتماماً بالعلم والمعرفة.
إبراهيم يحيى أبو ليلى
مقالات سابقة للكاتب