(ليت أن تصيب فيهم ليت آمينا)
كنت أود أن أكتب عنوان هذه المقالة غير هذا ، فخفت أن يشغل العنوان القارئ عما تحته ويصرفه عن مضمونه ، فقد كان العنوان الذي جال في ذهني ( الأنبياء الجدد) !
– تجد بعضهم ذا هيئة طيبة حسنة ، لكنه متوجس من كل الناس تقريبا ، ويحسبهم لايفقهون ، ويحسب نفسه قد علم وفقه ، ناسيا أننا في هذا الزمان كالذي يقتات على فضلة ماتزود به السابقون ، وأن الفتاتة التي حوتها جعبته الصغيرة إنما مرت كجزء مما مر على من قبلنا ومروا عليها ، وتضمنتها أوصافهم وحكموا عليها ، وعلى طعمها ، وعصروها وخضوا خضيضها ، واستخرجوا زبدتها ، قليلة كانت أو كثيرة ، ووُجدت في أسواقنا للجميع وربما بالمجان ، على نظام (وقف لله – خذ نسختك – انشر تؤجر )، وهو عندما نال بعضها رأى أنه حاز مالم ينله أحد ، وجعل منها ميزانه ومعياره ليقول واعظا ، ومنكرا ، ولائما ، وربما مستحقرا غامطا من يراه لا ينضبط بين خطّيها ، لايلتفت لسواها مما جهله ، لأنه لم يدرِ أنه جهله ! وقد علمه كثير غيره.
ومن العجب ما يكون من بعضهم حينما يتصدر مجلسا جعله للقضاء والحكم على أطول منه ، ممن قدبلغوا في السمو مبلغا ، وهو لو وقف ونصب قدميه ومد أصابع يديه لما لمس كعب من حكم عليه ! وهو لايحسن قراءة الفاتحة ، وإن كان يدّعي حفظ مايسميه هو وقرناؤه (سور الصلاة) !
دعوت أحدهم لحضور محاضرة قيمة سامية الفكر عالية المقام سيلقيها أستاذ دكتور متخصص في مجالها ، ممن ينافحون ثقافة ، ويبدعون الكلمة الأدبية الراقية ، ويصدون عن الوطن الفكر الحاقد ، فأدهشني وهو يقول إن عليه ملاحظات …!
فياليت أن تصيب فيهم ليت آمينا ، فيحفظوا (رحم الله امرأ عرف قدر نفسه )ويعلموا معنى ( قل خيرا أو اصمت ) ..
مقالات سابقة للكاتب