وقائع من الواقع (١١)

(ليت أن تصيب فيهم ليت آمينا)

كنت أود أن أكتب عنوان هذه المقالة غير هذا ، فخفت أن يشغل العنوان القارئ عما تحته ويصرفه عن مضمونه ، فقد كان العنوان الذي جال في ذهني ( الأنبياء الجدد) !

– تجد بعضهم ذا هيئة طيبة حسنة ، لكنه متوجس من كل الناس تقريبا ، ويحسبهم لايفقهون ، ويحسب نفسه قد علم وفقه ، ناسيا أننا في هذا الزمان كالذي يقتات على فضلة ماتزود به السابقون ، وأن الفتاتة التي حوتها جعبته الصغيرة إنما مرت كجزء مما مر على من قبلنا ومروا عليها ، وتضمنتها أوصافهم وحكموا عليها ، وعلى طعمها ، وعصروها وخضوا خضيضها ، واستخرجوا زبدتها ، قليلة كانت أو كثيرة ، ووُجدت في أسواقنا للجميع وربما بالمجان ، على نظام (وقف لله – خذ نسختك – انشر تؤجر )، وهو عندما نال بعضها رأى أنه حاز مالم ينله أحد ، وجعل منها ميزانه ومعياره ليقول واعظا ، ومنكرا ، ولائما ، وربما مستحقرا غامطا من يراه لا ينضبط بين خطّيها ، لايلتفت لسواها مما جهله ، لأنه لم يدرِ أنه جهله ! وقد علمه كثير غيره.

ومن العجب ما يكون من بعضهم حينما يتصدر مجلسا جعله للقضاء والحكم على أطول منه ، ممن قدبلغوا في السمو مبلغا ، وهو لو وقف ونصب قدميه ومد أصابع يديه لما لمس كعب من حكم عليه ! وهو لايحسن قراءة الفاتحة ، وإن كان يدّعي حفظ مايسميه هو وقرناؤه (سور الصلاة) !

دعوت أحدهم لحضور محاضرة قيمة سامية الفكر عالية المقام سيلقيها أستاذ دكتور متخصص في مجالها ، ممن ينافحون ثقافة ، ويبدعون الكلمة الأدبية الراقية ، ويصدون عن الوطن الفكر الحاقد ، فأدهشني وهو يقول إن عليه ملاحظات …!

فياليت أن تصيب فيهم ليت آمينا ، فيحفظوا (رحم الله امرأ عرف قدر نفسه )ويعلموا معنى ( قل خيرا أو اصمت ) ..

مقالات سابقة للكاتب

4 تعليق على “وقائع من الواقع (١١)

غير معروف

الله المستعان
فداء الجهل ليس له دواء ** كحمى الربع في فصل الخريف

إبراهيم يحيى ابو ليلى

نعم أستاذنا القدير ابا رائد فهذه المواقع والسوشال ميديا كما تسمى أظهرت كثيرا من الخلل الفكري الذي لم يكن ظاهرا من قبل فكل صار يفتي ويقول ويهرف بما لا يعرف وكما تفضل الكاتب القدير هناك من نصب نفسه قاضيا وأخذ يحكم على الناس بكل قسوة وجهل وعدم معرفة ويكيل الاتهامات على الناس هكذا جزافا دونما دليل، فنسأل الله السلامة والعفو…
شكرا كاتبنا القدير الأستاذ أحمد كتب الله لك أجر النصيحة ونفع الله بك وبعلمك لك كل التحية والتقدير 🌹

غير معروف

لقد احسن الكاتب ماانتهى له المقال واصاب كبد الحقيقة وصار الكثير… يهذي بما لا يدري ويهرف بما لا يعرف .
فتجد البعض عضواً في مجموعة ( قروب ) وقد نصب نفسه مفتياً له يتكلم في غير تخصصه ولو تدبرت امره لوجدته لايحمل شهادةً شرعية .. يُنزل على كل واقعه ما يدرو بخلده وفهمه القاصر ويجادل ويشتد في الجدال والخصومة .. إلا وينتصر لرأيه نسأل الله العافية والسلامة مما ابتلي به الكثير في زماننا هذا

أحمد مهنا

شكرا لكم ، أسعدتني تعليقاتكم ، هي إثراء لي شخصيا قبل أن تكون لما كتبت ..

وما أشرت إليه أخي الأستاذ إبراهيم أبا ليلى فعلا هو أمر أثره السلبي زاد وطغى .. شكرا لك كثيرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *