أحلى الليالي تراها ليلة الجمعة
من بد كل الليالي أحب طاريها
جماعة الشمل يوم الناس مجتمعة
مذكورة في أول الدنيا وتاليها
ونحن قريبو عهد بليلة “صوت الأرض” التي أقيمت في الرياض تكريماً للفنان الراحل طلال مداح “يرحمه الله” من قبل هيئة الترفيه!! تجيء هذه الليلة الثقافية التي أقامتها اللجنة الثقافية بمحافظة خليص برئاسة الزميل الأستاذ أحمد عناية الله الصحفي الذي جدد ويجدد في الفعاليات الثقافية للجنة وكأنه يقول للتاريخ.
نبني كما تبني أوائلنا *** ونفعل فوق ما فعلوا
(2) ليلة الجمعة 1444/7/12هـ تدعونا اللجنة الثقافية بخليص لأمسية جادة وجديدة في ضيافة آل مساعد المغربي للاطلاع على تميزات المحافظة ثقافياً ومعرفياً وهو النتاج الثقافي لمجموعة من كتاب ورؤاد الثقافة والفكر في المحافظة من الكتاب والكاتبات والذين بلغوا (30 مؤلفاً) وأنجزوا ما يقرب من (150) كتاباً مطبوعاً ومنشوراً ـ الكلمة التي ارتجلها رئيس اللجنة.
الجميل في الموضوع هو هذه الالتفاتة التكريمية والتعريفية بالمؤلفين والمؤلفات من أبناء وبنات المحافظة والتي تعطي رسالة للأجيال القادمة أن يستمروا على هذا المنوال لإثراء المكتبة العربية بكتبهم وفكرهم ، وإثراء المحافظة بنتاجهم المعرفي.
(3) في هذا المساء .. وهذه الأمسية تعرفنا عن كثب على الهيكلة الجديدة والمتجددة للجنة الثقافية بخليص في تفعيل دور المجتمع وإشراكه في الفعاليات دعماً ومساندة، فحضرنا أمسية سابقة بضيافة الدكتور حمزة المغربي وآله الكرام، وهناك المزيد من الاستضافات المجتمعية للفعاليات الثقافية وفي هذا الكثير من المضامين والدلالات في خلق وإيجاد قنوات التواصل مع المجتمع المحلي والتعريف باللجنة ودورها الثقافي والشراكات التفاعلية والحضور الباذخ كل هذا وغيره من التجدد والتجديد التي تحمله على عاتقها اللجنة الثقافية بخليص.
# # #
(4) وعودة لأمسيتنا عن الكتب والكتاب، فقد أفضل آل مساعد المغربي بتعريفنا على كتاب عن والدهم بعنوان : الشيخ مساعد بن عبد الرحمن المغربي / سيرة وأثر، سيصدر قريباً تحدث عنه الشاعر العميد مشعل المغربي والدكتور عبدالرحمن المغربي والأستاذ تركي المغربي، وهي بادرة بر وانتماء وعطاء عن والدٍ معطاء له دور مجتمعي كبير في أعمال الخير والبر والأمر بالمعروف ومساعدة المحتاجين، وقد عرفت كثيراً من أبناء هذه الأسرة المباركة ومنهم زميلنا التربوي الأستاذ عبد الرحيم بن مساعد المغربي مساعد المدير العام للشؤون التعليمية بتعليم جدة وكتبت عنه الكثير في كتابي باقات ورد إلى التعليم في جدة الصادر عام 1441هـ، ص ص 61-63 ، والذي أكن له كل المحبة والاحترام والتقدير. وكذلك عرفت الشاعر العميد مشعل المغربي الشاعر المبدع ذو المشاركات الشعرية في أماسي اللجنة الثقافية… حفظ الله الجميع.
# # #
(5) ومن جماليات هذه الأمسية تلك الإطلالة التعريفية من رئيس اللجنة عن الكتب والتعريف بالمؤلفين وآلية التعرف على هذه المنجزات غير المتوقعة عبر الاستبانة الاستقصائية الإلكترونية التي بثوها عبر موقع اللجنة واستجاب لها المؤلفون فتم الوصول إلى هذه القائمة الثلاثينية وأبرزهم الشيخ عاتق البلادي رحمه الله، والدكتور مبارك المعبدي رحمه الله، والأستاذ الدكتور محمد صامل السلمي والدكتورة هند الصعيدي في جامعة الأميرة نورة والمستشار سليمان البلادي وغيرهم من السادة والسيدات وقد لفت نظري الكاتب في صحيفة غراس الإلكترونية إبراهيم يحيى أبو ليلى الذي عرف بكتبه وألقى قصيدة مفعمة بالحكم والتوجيهات لشاعر المهجر إيليا أبو ماضي في إلقاء جميل، وحافظة متميزة، وإبداع لغوي أخاذ جذب أسماع الحاضرين.
كما لفت نظري الأستاذ سليمان البلادي الذي قدم للمكتبة العربية “18” إصداراً تميز بكونه مشروعاً معرفياً متكاملاً تحت عنوان مهارات الحياة بدأها بتطوير الذات وأنهاها بمعرفة الله وقد حظيت بكتابين من أواخر إصداراته وهما : “ابتكر خيلاً لحياتك” و “النور نورك” وسأفرغ لقراءتهما والاستفادة منهما والتعريف بهما إن شاء الله.
ولما جاء دور المداخلات وطلب مني التعليق كانت ثلاث وقفات سريعة الأولى شكر لآل مساعد المغربي رعاية واستضافة وإنتاج كتاب عن والدهم براً وعرفاناً. والثانية شكر للجنة الثقافية وحراكها المشهود والمتميز في ربط المجتمع الخليصي بفعاليات اللجنة ورعايتها واستضافتها من باب الشراكات المجتمعية الداعمة والثالثة شكر للمؤلفين والمؤلفات وطلب الاستمرار في التأليف والنشر والتعريف بأنفسهم من خلال الوسائط الإعلامية.
وفي ختام الأمسية تحدث رئيس النادي الأدبي شاكراً ومؤملاً أن تتحول هذه الاحتفالية إلى عمل مجتمعي ينتقل بهذه المطبوعات والمؤلفات إلى مرحلة الوعي والقراءة والاطلاع وذلك بتوفير مكان تجمع فيه هذه الكتب كنواة لمكتبة عامة في المحافظة. وقد إستجاب لهذا الطلب آل مساعد المغربي حيث تحدث ابنهم الأستاذ عبد الرحيم المغربي بأن آل مساعد سوف يحققون هذا الأمل في القريب إن شاء الله.
ومع شكري وتقديري لهذا المقترح من رئيس النادي والإستجابة الفورية من آل مساعد المغربي فإني أضيف رؤية جديدة وهي أن تتبنى اللجة الثقافية “صاحبة هذه المبادرة” ومن ورائها داعماً ومسانداً النادي الأدبي بتوفير هذا المقر وتطويره ليكون مكتبة للجنة الثقافية وتزود بكتب متنوعة من إصدارات نادي جدة الأدبي.
ولعل ذلك كله يكون نواة لمكتبة عامة في المحافظة أو مكتبة حي المغاربة أو تبني مكتب التعليم هذه المسؤولية بالتعاون مع المتطوعين من المعلمين المختصين في المكتبات فهرسة وتصنيفاً وتوظيفاً تطوعياً !!
وبهذه المناسبة فإني أقترح على إخواني في اللجنة وخاصة رئيسها الحركي المثقف والمبدع أحمد عناية الله الصحفي أن يقيم فعالية قادمة للتعريف بصانعي المحتوى من الإعلام الجديد ومشاهير السوشيال ميديا من أبناء وبنات المحافظة وهم كثير ويقوم بدور ه ي وإعلامي في المحافظة.
# # #
(6) وبعد كل هذا الجمال والإمتاع في ليلة جمعية مباركة تذكرت أن السبب في ذلك يعود إلى التعليم المبكر في هذه المحافظة ففي العام 1315هـ كانت البدايات مع الكتاتيب وفي العام 1370هـ كانت المدارس الحكومية ومن هناك بدأت المحافظة تشق طريقها في التعليم والثقافة والمعرفة والتأليف فتخرج العلماء والأطباء والأدباء والشعراء والقاصين والمؤرخين ويجيء اليوم الذي تعرفهم فيه وتبرزهم وتقول لهم شكراً ونفع الله بعلمكم وإنجازاتكم.
ولعل اللجنة الثقافية بخليص أو أحد المؤلفين من أبنائها مثل القاص/ المؤرخ / الأديب محمد علي الشيخ يقوم بإصدار سجل إحصائي تعريفي بالرموز والأعلام والشخصيات المرموقة التي تشكل البيئة الثقافية والمجتمعية في خليص وإصدارها في كتاب أو موسوعة بعنوان “رموز رجالية ونسوية من أبناء خليص الفتية“.
كما أختم بهمسة خفيفة في أذن الأستاذ أحمد الصحفي متسائلاً أين الأستاذة زينب الجغثمي ومسرحيتها جوهر الصداقة؟ وأين الروائي الكبير سليمان الطياري وثلاثيته الروائية الصفرية: أسطورة كيليوداس، وموطن الأدباء ، والثالثة التي لم تصدر بعد؟!
وعلى أية حال فالشكر أجزله والثناء أتمه لهذه الإبداعات التي سعدنا باللقاء حولها والتعالق مع معطياتها، والسمر إلى منتصف الليل في بهاء أنوارها.
والحمد لله رب العالمين.
الدكتور: يوسف حسن العارف
جدة 1444/7/13هـ
مقالات سابقة للكاتب