الثقافة نور والجهل ظلام

وهل يُدرك الإنسان شيئاً في ظلام دامس ؟!
فالحياة مليئة بالحقائق والتي لا يمكن للإنسان إدراكها واستيعابها في صورتها الحقيقية إلا بنور العلم والثقافة والمعرفة والفكر .
ومن هذا المنطلق تبدو لنا جلياً أهمية الثقافة في حياة كل إنسان على وجه البسيطة فهي منبع الوعي والنور ومن ثم الفكر والرؤية بوضوح ..
وكلما كان الإنسان مثقفاً اتسعت لديه دائرة الوعي وأصبح أكثرفهماً للحياة وسيرى الأمور بوضوح ،ويكون قوياً بمالديه من مخزون ثقافي وسيزداد الوعي والنضج الفكري لديه .
فالثقافة تلعب دوراً لايستهان به في بناء الإنسان وتطويره ، فهي التي تبني مجتمعاً متحضراً يتمتع أبناؤه بمستوى عال من الوعي الشخصي والمعرفي والفكري مما يجعلهم قادرين على التعبير عن ذواتهم وعن قيمهم وتاريخهم ..
ولديهم القدرة على التواصل مع بقية شعوب العالم مع الحفاظ على هويتهم وجذورهم الثقافية التي تنطوي على أصولهم ومبادئهم الخاصة بمجتمعهم .
وفي هذا الصدد ومن منطلق تحقيق أهدافها ومن خلال حزمة من برامجها عكست لنا اللجنة الثقافية بمحافظة خليص دورها عبر خطوات منظمة تمثلت في فعاليات ثقافية أظهرت الوجه الثقافي والعلمي والصحي لأبناء المحافظة ، وهذا التوجه يتفق مع رؤية الوطن ٢٠٣٠ . هذه الرؤية المباركة التي جعلت ثقافة وبناء الإنسان في قلب اهتماماتها إيمانا منها بأهمية الثقافة ، وأنها قوة البناء ، وسلم التنمية في هذا الوطن ، وأن العلم والثقافة أساس التقدم والحضارة والنماء…
لذا كان من المنتظر أن نشهد مثل هذا الحراك الثقافي على مستوى المحافظة حاملاً نور العلم والمعرفة إيمانا بأهمية الثقافة ودورها المجتمعي والإنساني عامة نظرا لما تحدثه من ارتقاء روحي وذهني للإنسان …
ومن هنا أتت مبادرة الاحتفاء بالمؤلفين من أبناء المحافظة والتي تعد إضافة نوعية مهمة للثقافة في محافظة خليص فهي تبرز ما تحقق ، وتعزز وتحفز للإبداع فيما يستقبل ولما يثري الحراك الثقافي في المجتمع ، ويرسخ مفاهيمه و ينقل المخزون الثقافي والذاكرة الثقافية بين الأجيال بمايساهم في تنمية الجانب الثقافي والفكري للفرد والمجتمع ، وهذا لايقل أهمية عن تنمية الجانب الاقتصادي …
ولعل هذه المبادرة من أهم المبادرات البناءة حيث نتوسم من خلالها أن نرسم رؤى أبعد استشرافاً لمستقبل ثقافي مشرق لمحافظة خليص خاصة أنها مبادرة تشرفت بحضور ثري من أ.د عبدالله السلمي رئيس النادي الأدبي بجدة ، واختتمت بمقترح ثمين من شخصه الكريم هو محل تقديرنا جميعاً .
ثم توجت بموقف شهم من آل مساعد في تبنيهم المقترح ، وبمبادرة سخية من الأستاذ صالح بن مخضور السلمي في دعمه لإنشاء هذه المكتبة المقترحة…
وختاماً أوجه الشكر لزملائي الأفاضل في مجلس إدارة اللجنة الثقافية رئيساً وأعضاء على سعيهم الحثيث والمتواصل في خدمة مجتمعهم .
ولا يفوتني أن أهنئ أخواتي المؤلفات اللواتي أخذن دورهن في هذه المبادرة وآمل لهن المزيد من التوفيق .

نويفعة الصحفي