الإبتسامة إشراقةُ نفسْ

إن الإبتسامة صدقة جارية من المبتسم لكل من حوله فهي إشراقة للنفس وبها نكسب حب من حولنا من الأهل والأصدقاء ونتجاوز بعض الصعاب ونحقق آمالنا .

فالابتسامة مفتاح كل خير ومغلاق كل شر 
لها مفعولها السحرى وأثرها العجيب ..

والابتسامة لا تكلف شيئاً ولكنها تعود بالخير الكثير لأنها تغني أولئك الذين يأخذون ولا تفقر أولئك الذين يمنحون ! 
إنها لا تستغرق أكثر من لمحة بصر لكن ذكراها تبقى إلى آخر العمر ! 
ولن تجد أحداً من الغنى بحيث يستغنى عنها ولا من الفقر فى شىء وهو يملك ناصيتها ؟ 
إنها تشيع السعادة فى البيت وطيب الذِكر فى العمل ؛ وهى التوقيع على ميثاق المحبة بين الأصدقاء .

والابتسامة أمرها عجيب للغاية تجعل الوجه أكثر جمالاً وتزيد التفاؤل والحب بين الاهل والاحبة والاصدقاء وهي لغة لا تُتطلب ترجمتها فهي تعبر عن نفسها ومعانيها العميقة.
فإن رسمتها لصديق شعر بالراحة وإن رسمتها لعدو شعر بالندم وإن رسمتها لمن لا تعرف أصبحت صدقة .
فكم أحيت الابتسامة من همم ميتة وحركت نفوساً بائسة .

يقول أبو الطيب المتنبي :

وَلمّا صَارَ وُدّ النّاسِ خِبّاً
جَزَيْتُ على ابْتِسامٍ بابْتِسَامِ

وَلم أرَ في عُيُوبِ النّاسِ شَيْئاً
كَنَقصِ القادِرِينَ على التّمَامِ

‏فالإبتسامة لا تكلف الإنسان شيء فهي أبسط المعروف.
‏ وصدق الله العظيم الخبير بالنفوس حين قال في محكم التنزيل:
(( ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك )) .

فلنبتسم لاقتداؤنا برسول الله صلى الله عليه وسلم وتأسياً به فقد كان عليه السلام دائم البشر طلق المحيا ، البشاشة تعلو وجهه والابتسامة لا تكاد تفارقه فقد ثبت من حديث عبد الله بن الحارث رضي الله عنه قال : ( ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله صلى الله عليه وسلم).

قال محمد بن حازم :

وما اكتسب المحامدَ طالبوها
بمثلِ البشرِ والوجهِ الطَّليق

وقد حثّ عليه الصلاة والسلام المؤمنين على الابتسامة في وجوه بعضهم البعض، وجعل الابتسامة صدقة، ولهذا فإنّ الابتسامة في الإسلام كفيلة بإسعاد الآخرين، ولها الكثير من الأجر والثواب .
قال صلى الله عليه و سلم : ( و تبسمك في وجه أخيك صدقة ) .
و قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الآخر : ( لا تحقرن من المعروف شيئاً و لو أن تلق أخاك بوجه طلق ).

ومن الواجب إدخال البسمة و الأنس والسرور على أنفسنا وعلى من حولنا مقتدين بقول رسول الله صلى الله عليه و سلم : (أحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم ).

فما أحوجنا إلى البسمة وطلاقة الوجه وانشراح الصدر ولطف الروح ولين الجانب 
ولنا فى حبيبنا صلى الله عليه وسلم قدوة وأسوة فلنسر على خطاه ..

وللشاعر إيليا أبو ماضي أبيات جميلة عن “الإبتسامة” يقول فيها:

قال : السماء كئيبة ! وتجهّما
قلت : ابتسم ! يكفي التجهم في السما !

قال: الصبا ولّى ! فقلت له : ابتــسم !
لن يرجع الأسف الصبا المتصرما

منى الشعلان

مقالات سابقة للكاتب

2 تعليق على “الإبتسامة إشراقةُ نفسْ

خالد بن محمد الأنصاري

الإبْتِسَامَةُ سُنّةٌ نَبَوِيَةٌ وَسِمَةٌ لأَكْثَرِ أحْوَالِ النَبِي ﷺ فقد ثبت في “الصحيحين” من حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال :
“‏مَا حَجَبَنِي النَّبِيُّ ﷺ مُنْذُ أَسْلَمْتُ ، وَلَا رَآنِي إِلَّا تَبَسَّمَ فِي وَجْهِي” .
ويُسْتَفَادُ مِنْ هَذا الحَديثِ وَمِنْ هَذا المَقَالِ الْمُمْتِعُ أنَّ لِقاءَ النَّاسِ بالتَّبَسُّمِ وطَلاقةِ الوَجهِ مِن أخلاقِ النُّبُوَّةِ، وهو مُنافٍ لِلتَّكبُّرِ، وجالِبٌ لِلمَوَدَّةِ.

ر.ي

المقال جميل واختيارك لموضوع الإبتسامه ممتاز، وطبع البشر انهم يحبون الإنسان المبتسم الذي يكن الحب لنفسه ولغيره من الناس، وهذه الدنيا لاتبقى على حال واحده فالاشجار العاليه سيأتي عليها زمان وتسقط والشباب لن يدوم[ فكل ابن أنثى وأن طالت سلامته*يومآ على آلة حدباء محمول.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *