•في رثاء صديق الوالد العَمّ عوض مبارك القرزي “أبو أحمد” يرحمه الله الذي توفاه الأجل صباح الاثنين 29/7/1444هـ.
(1)
غـــاب عنـا بوجهه الســمح نور *** أين مــن فيــــض نوره النيران
فتعصــى الكلام وامتنع الشعـر *** فنـــهر الدمـــوع كالطـــــوفان
كتب المــوت يــا حبيبي علينـــا *** كـل شيء على البسيطة فان
فإذا العم عــوض قــد تســـامت *** روحه للفراديس وطيب الجنان
أيّ رزء حــل فـــي ملكـــــــوتي *** فإذا الفيـــافي لجة من دخــان
# # #
(2) عوض القرزي – صديق الوالد – ونديم العائلة، وزميل الرحلة عرفناه في نهاية الثمانينات الهجرية يوم كان الديوان الملكي يقضي أشهر الصيف في الطائف المأنوس، وكان أحد موظفيه، يأتينا بعائلته من الرياض، ويسكن بجوارنا في الشهداء الجنوبية.
كان محباً للخير والأجواء الجبلية، وكان عاشقاً للرحلات والخرجات السياحية فيما حول الطائف وكانت سيارته الوانيت مرتعاً في هذه الخرجات والرحلات.
عشنا معه طفولتنا في صيفيات الطائف، ونمت بيننا علائق الإخاء والوفاء عندما نزوره في الرياض،ـ وتوطدت بيننا ألفة المحبة والانتماء طوال هاتيك السنين الخوالي وحتى جاءنا نبأ وفاته اليوم يرحمه الله.
# # #
(3) العم عوض القرزي أبو أحمد من أرومة حضرمية سكنت الرياض، وعاشت بين أهلها في حي المربع، حيث قصر الحكم، ومقر الديوان الملكي، وكتبت له الوظيفة في الديوان كناسخ آلة ومحرر للرسائل والقرارات، زرته عندما تخرجت من الثانوية العامة بدار التوحيد راغباً الالتحاق بكلية الملك فهد الأمنية بالرياض عام 1393ه، واستقبلني في داره وأكرمني كأحد أبنائه وأخذني إلى مقر الوظيفة لأشاهد مكتبه وعمله.. وفي المساء أخذني إلى أسواق المقيبرة وعرفني على جماعته أصحاب الدكاكين، وصحبني طوال الأيام الثلاثة كأخ أكبر أو عمٍّ قريب، ومنذ ذلك وأنا أدعوه بـ العَمَّ عوض يرحمه الله.
# # #
(4) وفي فترة متأخرة، وكنت أعمل في إدارة تعليم جدة في مقرها القديم بشارع حائل وفي قصور الملك سعود التي أهداها للتعليم. كان بجوارنا مكتباً للديوان الملكي عندما كانت القيادة تقضي أشهر الصيف في جدة فكنت أزوره وألتقيته في ذلك المكتل المجاور للإدارة التعليمية، وألتقي بابنه الوحيد الأخ أحمد الذي شارك أباه في نفس الوظيفة بالديوان.
وتشاء الظروف أن يتقاعد عن العمل النظامي وتستقر به الأيام في مكة المكرمة قراراً نهائياً هو وأحد أصهاره وأرحامه، ودامت بيننا الزيارات فهو من أحب أصدقاء الوالد ومن واجبنا تجاه هذه الصداقة أن نبر بأبينا فيه فنزوره ونسأل عنه في كبره، وفي مرضه الأخير وكان أخي محمد عارف أكثرنا زيارة وإن كان يأخذني معه في كثير من الزيارات يرحمه الله.
(5) ومساء اليوم الاثنين 28/7/1444هـ يتصل بي أخي محمد عارف لينقل لي الخبر الأليم/ خبر وفاة العم عوض وفي ظروف روحانية وإيمانية فقبل أربعة أيام توفيت زوجه وأم أولاده ورفيقة عمره (يرحمها الله) وتحديداً يوم الخميس المنصرم وذهب الأخ عارف وعائلته بالأمس يوم الأحد إلى مكة لتقديم واجب العزاء وقابلوا العم عوض وكان الهم والحزن على فراق رفيقة عمره واضحاً على وجهه ومحياه رغم تصبره وإيمانه بقضاء الله وقدره.. وما علموا أن الله سيلحقه بها بعد أيام قللة!!
وفعلاً جاءنا الخبر بوفاته صباح هذا اليوم الاثنين آخر شهر رجب.. وهانحن في طريقنا لعزاء أولاده وأرحامه وأهله وذويه رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته!!
# # #
(6) وها أنت.. يا أيها السيد الموت
تأتي لنا..
تغيب.. تغيب
ثم تأتي لنا
لنختار أنفسنا
ثم تمضي وتتركنا
# # #
ليس هذا رثاء..
ولكن:
في حضرة السيد الموت
ينتهي كل شيء..
كل شيء..
ولا يبقى سوى:
السيد الموت!!
فليرحم الله أمواتنا!!
والحمد لله رب العالمين.
الدكتور: يوسف حسن العارف
29/7/1444هـ
مقالات سابقة للكاتب