النضج

النضج معرفة أم خبرة أم كلاهما معاً ؟!

في بعض الأحيان نُقابل أو نتعامل مع شخصيات يلفتنا تميز منطوقها بالنضج والوعي العميق للحياة ومجرياتها كأنها عاشت دهرا من الزمن ، حينها يتبادر إلى الذهن تساؤل ما سر نضوج شخصيتها ورجاحة عقلها و عمق وعيها رغم صغر سنها أو قلة خبرتها ؟

و كيف وصلت إلى هذا النضج العميق المغلف بالحكمة رغم فشل الكثير من الكبار للوصول إليه ؟

لن أتطرق إلى أنواع النضج و أصيبكم بالملل والسأم أثناء القراءة ، بل سأتطرق على ماذا يعتمد النضج حتى يصل إليه الإنسان ؟
يعتمد على عدة أمور منها :

أولها : القدرة العالية على تحليل و تقييم المواقف مهما كانت ، والسيطرة على ردود الأفعال التي كثير ما تكون فاضحة لنضوج الشخصية من عدمها .

ثانيها : معرفة الذات ، حسناتها و سيئاتها ، حدود قدراتها و إمكانياتها وهذا الأمر للأسف كثير من الشخصيات تعاني فيه ضعف أليم ، لذا يترتب عليه ضعف النضج عندها .

ثالثها : تقبل الأخرين و عدم السعي إلى تغييرهم ، و للأسف هذا الأمر البعض يعاني منه في تعامله مع الأخرين بسبب عدم تقبله لطبيعتهم و جعل مهمة تغييرهم على عاتقه فيُتعب نفسه على شيء ليس في مقدوره ولا من مسؤوليته .

وهنا تساؤل يطرح نفسه ألا وهو كيف نستطيع رفع مستوى نضج الشخصية وزيادة إدراكها و وعيها ؟

وإليك بعض النقاط التي ربما تُفيد كإجابة على هذا التساؤل :

* ينبغي أن لا تكون لدينا حساسية من ارتكاب الأخطاء ، بل نتقبل هذا الأمر على أنه طبيعة بشرية لا مفر منها ، و نتعلم كيف نحولها إلى دروس ترفع النضج و الوعي ونستفيد منها ، وأن لا نُوقف حياتنا بسببها بل نمضي قُدما .
* نتعلم فن البساطة بالحياة ونستمتع بتفاصيلها مهما كانت .
* نحاول الابتعاد عن الشخصيات التي تبالغ بشكل كبير في ردود أفعالها وتحول المشاكل إلى مآسي وكوارث لا حل لها أو نهاية .
* نختار الشخصيات التي دائما تُظهر في أي موقف مهما كان باب التفاؤل و الايجابية وتساعد على التفكير خارج الصندوق لمواجهة أي موقف برحابة صدر و فكر منفتح .
* نتعلم قانون عدم الديمومة في الحياة لأي موقف لذا لا نبالغ في ردة الفعل أو نعطيه أكبر مما يستحق .
* نتعلم و نعمل بما تعلمناه و نُمارسه في حياتنا فهذا يُكسبنا الخبرة العميقة المغلفة بالحكمة و مهارة التعامل مع الذات والآخرين .
* نجعل لنا نصيباً وفيراً من القراءة و الإطلاع فهذا كفيل بأن يزيد نضجنا ووعينا و تميز شخصياتنا .
وأخيراً :
** إن مرحلة النضج مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالعلم ، والمعرفة ، والخبرة ، و الرغبة على النضج ، و ليس له عمرا محددًا ..
———————————

مها الجهني 

مقالات سابقة للكاتب

2 تعليق على “النضج

محمد الشعبي

بارك الله فيكم
اتفق معك ولكن مع النصيحة
كما قال صلى الله عليه وسلم
لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه
ودمتم بارك الله فيكم دكتورة مها

ابو نايف الجهني

صدقتي حفظك الباري من كل شر وسلمت اناملك كلام جدا رائع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *