رأيت – كما رأى غيري من البشر؛ مسلمهم، وكافرهم، ومنافقهم – المقطع المرئي للقطة التي صعدت على كتف أحد أئمة صلاة التراويح في الجزائر مندهشين من ذلك الفعل من القطة ومن موقف الإمام منها، وهو بلا شك فعل طريف، وموقف لطيف من إمام حصيف مع حيوان أليف، ولم يخل تعاطي بعض الناس باختلاف توجهاتهم من المبالغة في وصف ما جرى والحكم عليه.
وبما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل ويحبه، ولنا فيه صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فإنه لا غضاضة في أن يتفاءل مسلم بما حصل في ذلك الحدث وما تبعه من انتشار واسع له في أرجاء العالم أن يكون ذلك سبباً من الأسباب التي شاءها الله تعالى لنشر دينه وإعلاء كلمته، من خلال ما يترتب على انتشار هذا المقطع من لفت أنظار العالم إلى الإسلام، والقرآن، والصلاة، والصوم، وشهر رمضان، وتعامل أتباع هذا الدين الحنيف مع الحيوانات في ضوء تعاليمه السمحة، فيكون ذلك دافعاً لهم إلى التعرف على الإسلام، والبحث عنه، وعن شرائعه وشعائره، وذلك كفيل بعد توفيق الله تعالى بأن يدخل فيه من شاء الله عز وجل له الهداية من خلقه.
وإنما الامر الذي لم أصادف من تحدث عنه في ذلك الحدث هو الآيات التي كان ذلك الإمام يقرؤها حينها، وما تضمنته من عظة بليغة، وحجة بالغة، هيأ الله لها أن تصل إلى مئات الملايين من البشر في هذا الوقت الوجيز، وبهذه السرعة العجيبة.
وما من شك في أن الكثير منهم سيبحث حتما عن ترجمة معاني تلك الآيات وما تضمنته من عظة!
فلله الحجة البالغة، وله الحمد في الأولى والآخرة.
محمد بن أحمد الأنصاري
مقالات سابقة للكاتب