الانتقاد والمقارنة بين الأبناء

المقارنة والتمييز بين الأبناء من أكثر الممارسات شيوعا، وأن كانت في كثير من الأحيان من دون قصد ، هذا السلوك غير المقصود غالباً يتنافى مع مهمتنا كأهل وعاملين مع الأطفال، فدور الأهل يتضمن توفير الحماية لأطفالهم، وتشجيعهم ودعم الخصائص الفردية المميزة لكل طفل.

الواقع أن كل طفل يختلف عن الأخر في نقاط القوة أو الضعف لديهم، والأصل أن يعمل الأهل على تعزيز نقاط القوة وتشجيع الطفل على تنميتها وكشف نقاط ضعفه للعمل عليها وتحسينها دون وضعه في موقف مقارنة بينه وبين أي شخص آخر.

وتبين أن اسوأ ما في المقارنة أنه تعطي إبنك القناعة أن حبك له مشروط، وانه دون تحقيق هذه المتطلبات المعينة فإنه لن يكون مقدراً أو محبوباً، وهذا بحد ذاته يسبب توتر وقلق كبير للطفل. أكثر ما نلمس هذه المقارنات في العائلات الممتدة في مقارنة بين الطفل وأبناء عمه أو زميله في المدرسة، هذا يضع الطفل في توتر عال، وله تأثيرات سلبية على نفسية الطفل ، وإشعار الطفل بأن لديه نقص، فظلاً على خلق العداوة بين الأطفال والابتعاد تدريجيًا عن الوالدين والتقليل من اهتمام الطفل برغبته في تحسين الأداء، وانعدام احترام الطفل لنفسه، وتعرّض الطفل للإجهاد النفسي والعاطفي وما يتبعه من شعور بالحب والتقبل المشروط له تداعيات على التطور السليم للطفل، كما يؤثر على التطور العاطفي والإجتماعي.وعندما يتعرض الطفل للمقارنة يبقى متردداً بإتخاذ القرارات، بسبب الخوف من الفشل والخوف من المقارنة بالآخرين، كما تفقده ثقته بنفسه، بالإضافة أن المقارنة تخلق غيرة سلبية بين الأطفال، خصوصا بين الاخوة”.

ونحن كبالغين نرفض أن تتم مقارنتنا بالآخرين في مجالات العمل أو أي مجال آخر، بالتالي من الطبيعي أن يكون لدى الطفل نفس المشاعر في رفض مقارنته بأحد”. وأثبتت الدراسات أن الأطفال الذين يشعروا بأنهم يتعرضون للانتقاد المستمر من الأهل يكونون أقل نجاحا في حياتهم مستقبلا.

ولتجنب سلوك التمييز أو المقارنة بين الأبناء، نوصي الأهل بممارسة الرقابة والوعي الذاتي على سلوكياتهم مع أبناءهم فثلا بدلا من التركيز فقط على القدرات الاكاديمية، النظر الى المهارات الأخرى لديهم كالذكاء الاجتماعي، المهارات الفنية والرياضية أو مهارات الحاسوب، اكتشاف مواهب الطفل وتعزيزها بما يعزز ثقته بنفسه. وفي حال شعر الأهل انهم قد قارنوا أبناءهم، فمن المفضل أن يقدم اعتذار للأبناء عن هذا السلوك. اعتذار الأهل للأبناء يقدم رسالة تربوية للأطفال (أنه من الجيد أن اعتذر وأن أتراجع عن خطأي وأصحح. هذاالخطأ).

ويمكن للأبوين الاستعانة بالمرشد الاسري او التربوي لمساعدتهم في رسم الاستراتيجية لهم في التعامل الصحي مع الأبناء.

تركي سالم الشريف

 

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *