الطلاق العاطفي بين الزوجين

الفتور العاطفي أو الطلاق العاطفي او البرود العاطفي، يُعدُّ من المشكلات التي يعاني منها الزوجان او أحدهم وغالبا يأتي اما بعد خلافات اسرية مستمرة او سنوات طويله من الزواج وهو حالة من تسلل الملل والتراخي العاطفي والصدود، وجفاف المشاعر في العلاقات الزوجية، مما يسبب البعد العاطفي وبالتالي يؤدي الى الضغط النفسي والتأثير على العلاقة وتلاشي السعادة التي ابتدأت بها الحياة الزوجية.

ومن اسباب الفتور العاطفي بين الزوجين 

– العنف: وما أدراك ما العنف وهو من أكثر السلوك فتكاً واقواها تدميراً، وعادة ما يسبق العنف العصبية مما يؤدي إلى توتر في العلاقة الزوجية وعدم الرغبة في الاستمرار، واستثارة مشاعر الكره والانتقام بدل الحب والوئام ناهيك عزيزي القارئ عن الانتقاد والمقارنة فهي شكل من اشكال العنف اللفظي التي ما إن حلت بين طرفي علاقة الا كان النفور سيد الموقف بينهم.

– سوء المعاشرة في التعامل وعدم الاحترام بين الزوجين، وغياب روح التسامح والعفو ومنها تصيد الزلات والهفوات والاخطاء والمعايرة بالنقص والعيوب وكثرة اللوم والشتم والإذاء امام الناس بسوء القول والى مالا نهاية من هذا الافعال التي حذرنا منها الله عز وجل والنبي صلى الله عليه وسلم ونسيان ما حث عليه الشرع والشارع من المودة والألفة والتراحم والاحسان.

– التدخل السلبي لأهل الزوجين في المشكلات بل اصبحت حياة بعض الازواج متاحة للجميع يتدخل القاصي والداني بها والتأثر السريع بأراء الاخرين واعطاء القيادة لهم فيكون التحكم بالأسرة من الخارج

– قلة الاهتمام بالمسؤوليات الأسرية وعدم اعطاء الوقت الكافي للزوجة والابناء والمنزل والمقربين مما يترك فجوة وغربة مشاعر واحساس غير مريح

– رتابة العلاقة الزوجية وعدم التغيير والتنوع ان يستمر الروتين الى وقت طويل جدا بحد ذاته يكفي لخلق ملل وكساد في الرغبات الداخلية.

 – الجهل بأساليب العلاقة الجنسية وعدم التوافق الجنسي، وغلبة روح الأنانية وإهمال الإشباع الجنسي لأحد الطرفين نتيجة الممارسات الخاطئة لشريكه

– ضعف الحوار وضيق دائرة الاهتمامات المشتركة، وقلة التواصل بين الزوجين

– عدم التقبل للطرف الآخر

– اهمال النظافة الجسدية وبحسب الدراسة التي أجريت على عينة من الأزواج مما يعانون من الفتور العاطفي، فإن عدم اهتمام أحد الطرفين بنظافته الشخصية يعتبر عاملاً من عوامل النفرة والفتور في العلاقة.

وقد يسأل سائل ماذا لو لم نهتم بمعالجة الفتور العاطفي وتركت الحال كما هوا ماذا سيحدث؟

إذا استمر الزوجان في تجاهل حل مشكلة الفتور العاطفي في علاقتهما الزوجية فإن من المتوقع ظهور آثار سلبية أقوى تختلف من حالة إلى أخرى ومن هذه الآثار على سبيل المثال: كثرة الخلافات الزوجية نتيجة للفراغ العاطفي، وربما دفع ذلك إلى استخدم العنف اللفظي أو الجسدي والذي يحوّل المشاعر بين الزوجين إلى مشاعر عدائية.

ومن الآثار السلبية أيضاً التي قد تظهر، انحراف أحد الزوجين أو كليهما في ممارسات عاطفية خارج نطاق الزوجية وارتباطه بعلاقات محرمة لتعويض النقص في الإشباع العاطفي. وفي حالات قد يؤدي إلى الطلاق ولا ننسى الطرف الثالث الواقع بين طرفي العلاقة وهم الابناء وسنرى حينها الاختلافات الذهنية والسلوكية لديهم ومن المؤكد والطبيعي ان تتأثر تباعاً لعلاقتهم بوالديهم حيث ان الدراسات العلمية خلصت الى ان الارتباط بين الابناء والوالدين ينقسم الى ثلاثة اقسام وهي :

الارتباط الآمن ويشكل 60 ٪

وهنا يكون استقرار العلاقة العاطفية بشكل كبير بين الابن ووالديه

الارتباط الغير آمن ويشكل 20٪

وفيها تحل العلاقة القاسية التي تجعل الابن في عزلة وانطوائية

الارتباط المتأرجح ويشكل 15٪

ونجد ان العلاقة تقرب تارة وتبتعد تارة اخرى تنتج ابناء متوترين يبحثون عن الاهتمام

الارتباط المضطرب ويشكل 5٪

وهذه ما تسمى بالعلاقة السامة التي تنتج ابناء مضطربين مرتبكين فاقدي الاطمئنان.

فالنعيد الحسابات ونجدد العلاقات ونستدرك ما هو آت .

تركي سالم الشريف

 

مقالات سابقة للكاتب

تعليق واحد على “الطلاق العاطفي بين الزوجين

د.صلاح محمد الشيخ

قضية جديرة بالاهتمام – شكرا للزميل تركي ، على طرحها ومناقشهتاه ، كما أشار في المقال ، الرتابة وعدم التفكير في التغيير ، والاستسلام من البعض ، أننا كبرنا ، على التجديد والتنوع في العلاقة ، هذه الانهزامية ، من أكبر أسباب البرود العاطفي ،
ومن الحلول من وجهة نظري مايلي :
١- البعد عن الانهزامية في تقليل الانسأن من شأنه ، وقدراته على التجديد والتغيير والتنوع .
٢- الثقافة والاطلاع على أساليب تجديد العلاقة الزوجية ، من الطرفين ، وعلى الزوج أن يشجع زوجته ، على حب التجديد والتغيير ، قد تكون هتاك صعوبة بداية في التطبيق ، لكن مع العزيمة والتكرار تصبح مألوفة .
٣- الانخراط في دورات تدريبة ، توضح كيف تكون العلاقة الزوجية ، والعلاقة الحميمة ، متجددة باستمرار ، ومتنوعة الأساليب .
٤- لابد أن يعيش الزوجان ، على الاندماج المتكامل في علاقتهما ، ولا يقطع تنوع تلك العلاقة ، سيف الحياء ، والعيب ، بل الزوجان كل منهما لباس للآخر .
٤- التعزيز والثناء والمدح للزوجة في تتغير نمط حياتها ، في مأكلها وملبسها وأناقتها ، وترتيب غرفتها وبيتها ، وتنظيم جدول حياة الأسرة ،
٥- على الزوجة ، أن تجدد نمط حياتها مع زوجها ، وذلك بما يحب ويهوى من مأكل ومشرب وأساليب متنوعة في علاقتهما الحميمة
ولا يرى منها الا كل ما يسره ويشجعه على التجديد والتغيير
٦- لا تستسلم الزوجة للحياة الروتينية الرتيبة ، التي تعودت عليها ، فمن المستحسن ، كل فترة تفاجئ زوجها بتغيير نمط حياة جديدة في حدود ماشرع الدين والخلق والآداب .
٧- تبعد الزوجة اليأس من فكرها وأسلوب حياتها ، أنها كبرت على ذلك ، أو عيب أمام الأولاد ، أو أولادنا كبروا ماذا يقولون ، كل تلك المحبطات عائقا منيعاً أمام التجديد والتغيير .
دمتم بسلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *