عينٌ يقظة ..
وإصبعٌ على الزناد ..
ورائحة البارود كعطر ..
ووطنٌ كبير ينعم بالأمن والتنمية خلف ظهورهم ..
يتسابقون بصدورهم اتقاء رصاصات غادرة يحمون أحلامنا وتنميتنا ..
الجو بارد و الريح عاصفة ..
بعيدون عن حضن أمهاتهم وعيون أبنائهم وعن بيوتهم وأحيائهم ..
لكن ما المختلف هنا؟!
الوطن حين يصير شبرا واحدا وغرفة واحدة بيت واحد؛ كل الأطراف
والقلوب في عينٍ ترقب من فوّهة بندقية يرى هدفه وإيمانه وثقته ووجه ( سلمان الحزم ) ، وحدّ لا يجب أن يُدَنّس أو يقترب منه أحد؛ لأنه ممنوع الاقتراب !
من الذي ملأ صدورهم ثقة وإيمانًا ونصرًا عزيزًا ؟! ..
ومن جعلهم يتسابقون
ويتنافسون طلبًا للشهادة ؟! ..
هم يختالون بوطنٍ يحبهم ويحبونه وحق لهم الفخر .
الحرب الأولى في تاريخ أمتنا السعودية؛ دفاعًا عن دينٍ ومبدأ وعقيدة
وحدود، عن أحلامنا
وأطفالنا وحرياتنا ،
عمّا أُنجز وسوف يُنجز فطريقنا طويل وأحلامنا ممتدة بطول صحرائنا
وشواطئ بحارنا..
حربٌ راهن من راهن بأننا لن نقدم عليها أو أن العجز بلغ فينا ما بلغ؛ فعاد الظن والرهان بالخسران المبين ، جاءت قوات سلمان تضع راية التوحيد والإيمان على أعلى قمة في جبال جازان ، وتحميها بالصدور والقلوب!
واليقظة وحُسْن العدة
والعتاد وشدة البأس
والتدريب..
هي الحرب الأولى يا وطني تعود منها ظافرًا عزيزًا كما عدت من حروبك العديدة ضد الجهل والفقر والمرض ..
عاش سلمان وعاش وطني وعاش جندي يسهر رغم البرد والريح يقظاً مؤمناً..
( شركاء فداءً للوطن ) جاءت في حينها ووقتها لأن أبناءنا “هذه الأكباد والعيون الصغيرة” هم عتادنا وعدتنا .. الذين يحملون راية المستقبل هم بأشد الحاجة للتعريف بالوطن والتاريخ وكيف أن ما ينعمون به هو نتيجةً لجهاد ونضال
وأيدٍ تورَّمت وهي تبني وتشيد ..
ولأن ما يربطنا بالوطن حُب حقيقي وشغفٌ دائم أوله ثقة وآخره ثقة
ووسطه احتواء .. فبات لزامًا على أجيالنا الحفاظ على ما أُنجز
والسعي لبناء مستقبلهم ومستقبل وطنهم بذات روح آبائهم وأجدادهم ..
لقد أخذ مكتب التعليم بخليص وشركاء الوطن على عاتقهم هذه المهمة المباركة وإني على ثقة بنجاح القائمين عليها ، لأن ثمة رؤية وهدفا
ساميا وأناسا يؤمنون ببعضهم بعضا ،
ولا يتوقفون عن السعي على تحقيقها ، تحفُّهم رعاية الله ثم حُب الأوطان.
زينب الجغثمي
مقالات سابقة للكاتب