المقال

هل كل مقال مقال وهل كل كاتب كاتب، هذا ما خطر ببالي عندما هممت أن أكتب هذا المقال.

تعتبرالمقالات الصحفية ذات أهمية قصوى لإيصال وجهات نظر الكُتاب في الموضوعات التي تهم المجتمع وتعالج بعض قضاياه أو تطرح بعض الإقتراحات.

نحن نرى ما حولنا ونُقيمه حسب خبراتنا في الحياة ونقيس الحلول بناء على ما نعرف كخبرة علمية أو عملية مكتسبة أو ما نعرف نتاج قراءة وإطلاع، ولهذا نبذل قصارى جهدنا لإيجاد الحلول والتي قد توافق رأي شخصًا ما بيده القرار فيتخذ إقتراحنا مصدرًا للحل، أو يقرأ المقال شخصًا ما ويجد فيه حلًا لأمر يمر به، إن ذلك شيء جيد ومحبوب ولهذا تعتبر الصحافة أحد المنابر الهامة التي من الممكن أن توصل مقترحاتنا إلى العامة والخاصة عن طريق كتابة المقالات المطولة أو القصيرة حسب الموضوع والحاجة.

وكتابة المقال الصحفي تختلف عن كتابة القصة أو المشاركات القصيرة في وسائل التواصل الاجتماعي.

فكتابة مقال جاذب ومثالي يتطلب تخطيطًا جيدًا ودقيقًا وبحثًا واهتمامًا بالتفاصيل ومراعاة الصدق في الطرح وعدم المبالغة.

بعد الإطلاع على عدة كتابات عن كتابة المقالات وجدت أن كتابة المقالة ليست بالشيء الهين وإنما تحتاج إلى جهد ودراية ومعرفة، وفيما يلي عدد من الخطوات التي قد تساعد على كتابة مقال صحفي فعّال وممتاز:

1 . إختيار الموضوع
يعتبر إختيار الموضوع أمر مهم جدًا حيث يجب تحديده بعناية فائقة وأن يكون الموضوع موسعًا ومثيرًا لإهتمام القراء، حيث يكون ذا أهمية للقراء ويناقش مشكلة أو وضع قائم أو يتوقع حصوله من جراء بعض التداعيات التي قد تؤدي إلى حدوثه وأن يكون له زاوية رؤية واضحة وصريحة.

2. جمع المعلومات
على الكاتب أن يقوم بجمع المعلومات الأساسية عن الموضوع من خلال الإتصال بمصادر موثوقة أو الإطلاع على مصادر موثقة وصحيحة مثل الكتب وبعض المقالات الموثوق بها أو المقابلات مع أشخاص لهم دراية بالموضوع أو يتعلق بهم الموضوع بصفة مباشرة أو غير مباشرة والتأكد من إستخدام المعلومات التي تم جمعها لدعم وجهة نظر الكاتب أو إثبات حججه مع توفير الأدلة الكافية لما يطالب به أو يقترحه.

3. التخطيط للمقال
من الأفضل إنشاء خريطةً ذهنيةً أو مسودة أولية للمقال ليستطيع الكاتب تنظيم الأفكار المهمة في المقال، وفي نفس الوقت عليه أن يعمل لمقاله تركيبة بنائية تسلسلية أو هيكلًا واضحًا بحيث يكون تدفق الأفكار سلس وبصورة منطقية حيث ينتقل من نقطة إلى أخرى من غير أن يشتت تفكير القاريء.

4. المقدمة القوية
إن أهم شيء في المقال هو جذب انتباه القارئ من أول نظرة على المقال وهو ما يسمى (الخُطاف)، إحرص على بدء المقال بجملة أو فقرة افتتاحية مثيرة للاهتمام بحيث تشد القاريء لقراءة المقال.
المقدمة لابد أن تحتوي على السياق المرن والمعلومات المهمة واللازمة لجعل الموضوع شيقًا.

5 . صقل الحجج
إن أي مقال بدون معلومات صحيحة مدعومة بحجج واضحة لن يكون جذابًا، لذلك على الكاتب أن يحرص على استخدام الأدلة والمعلومات التي تحصل عليها خلال بحثه بطريقة فعالة لدعم مقاله بحجج واضحة وصحيحة ليؤدي الغرض منه. وعليه التأكد بأن يكون واضحًا في طرح الحجج بدون إسهاب أو إطالة مملة، فالإختصار غالبًا ما يتطلع إليه القاريء في المقال الجيد إلا إن كان هناك ضرورة للإطالة.

6 . اللغة المستخدمة
على الكاتب أن يبذل قصارى جهده لاستخدام لغة واضحة ومختصرة مبتعدًا عن الكلمات أو الجمل الغير شائعة أو الممعنة في الإختصاص العلمي إلا للضرورة ويفضل تبسيطها ليفهمها غير ذوي الإختصاص، حيث أن الكتابة بكلمات علمية ومصطلحات فنية تشتت إنتياه القاريء وقد لا يكمل قراءة المقال، فعلى الكاتب أن يكتب بلغة واضحة ومختصرة.

7 . التحرير والمراجعة:
بعد الإنتهاء من كتابة المقالة على الكاتب أن يقراءها وكأنه ليس هو الذي كتبها ويركز جيدًا أثناء القراءة، هل وجد بأنه فهم ما يرمي إليه الكاتب وأستوعب الفكرة بسهولة، على الكاتب أن ينتظر على الأقل أربع وعشرين ساعة قبل النشر ثم أخذ الوقت الكافي لتحرير ومراجعة المقال بعناية ويتأكد بأنه لا يوجد بها أخطاء إملائية أو نحوية وأن يجعل من نفسه ناقدًا فاحصًا، ويتأكد من أن المقال ذو فكرة واضحة وتنظيم جيد ويتدفق بسلاسة ويسر في التسلسل.

8. ملاحظات الآخرين
بعد التدقيق الجيد على الكاتب أن يطلب من شخص آخر أن يقرأ المقال وأن يقدم له ملاحظاته المجردة من المجاملة. وعلى الكاتب أن يأخذ الملاحظات بعين الاعتبار ويقوم بإجرِاء التغييرات الضرورية التي يرى أنها ستعمل على تحسين المقال.

هذه هي أهم الخطوات التي على الكاتب أن يتبعها لكي يتمكن من كتابة مقال جيد ومثالي إلى أي صحيفة وهو على يقين بأن مقاله سوف يشد انتباه القراء.
آمل أن أكون وفقت فيما كتبت.

عبدالعزيز بن مبروك الصحفي