رسم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بريشة التحول الوطني الصورة المستقبلية للسعودية و أسماها رؤية المملكة العربية السعودية ٢٠٣٠ التي أدهشت العالم لتربط الثلاث قارات و تستقطب السياحة و تأتي بالترفيه و الصناعة ، و ترتقي بالعلم و التعليم و تصبح بلاد الحرمين في الطليعة إقتصادياً و منهجياً ، فالوطن و الحكومة يدفعهما الطموح و التفاعل لكسر الصورة النمطية التي علقت في أذهان شعوب العلم ذات البرواز النفطي .
أتساءل هنا .. هل نحن مستعدون لرؤية المستقبل ؟؟ .. لأن رؤية الحاضر للمستقبل تحتاج في تطبيقها للكثير من الأدوات و الطاقات و الإمكانيات الفردية “استثمار العنصر الشبابي” .. و المؤسسية “الجهات الحكومية بجميع تصنيفاتها و القطاعات الربحية و غير الربحية”؛ فكلما كانت أهدافنا موحدة و متحدة و رؤيتنا واضحة ، ستكون انطلاقتنا سريعة و نحقق التنمية في شتى المجالات .
أما التساؤل الآخر .. هل سنرى هذا التوجه في المدن الناشئة و المحافظات الصغيرة بخطط خمسية تخدم رؤية المملكة ٢٠٣٠ ، و تساهم بدورها في تحقيقها كلاً فيما يتميز به مع تمكين المجتمع و استغلال طاقات الشباب .
و هل سنرى من انتخبنا في المجالس البلدية و البلديات في توظيف النسبة العظمى من مخصصاتها البشرية و المالية لخدمة الرؤية ، و توفير البنية التحتية للمشاريع السياحية و الإقتصادية ؟! … و هل سيتفاعل التعليم و يوفر بيئة تعليمية مناسبة و تطوير للمناهج التعليمية بما يتناسب مع سوق العمل و الفرص الوظيفية التي توفرها الرؤية من القطاعين الخاص و الحكومي ؟! .
و هل سيقوم القطاع الخاص و رجال المال و الأعمال في بلادي الغالية بواجبهم تجاه هذه الرؤية و دعم و رعاية القطاع الثالث “غير الربحي” للبرامج ، و تقديم التدريب للمتطوعين في هذا القطاع المهم ، و الذي تهدف الرؤية للوصول من خلاله إلى مليون متطوع سنوياً .
بدأت أكتب المقال فوجدت نفسي أمام تساؤلات كثيرة لرؤية تجسد حلم شباب الوطن لن تتحقق إلا بخطط منهجية و طموح و عزيمة و تكاتف الجميع شعباً و حكومة ، يدفعهم الإخلاص و رغبة الوصول للهدف و تبديد المعوقات بإصرار و أمل لغدٍ أفضل .
في الختام هناك سؤال استوقفني كثيراً للكاتب محمد البلادي بصحيفة المدينة يجب أن يبحث عن إجابته كل طالب و موظف و مسؤول ، لأن التاريخ يسجل و يروي للأجيال القادمة أحداث السنين .. و أترككم مع هذا التساؤل .
أين ستكون في العام ٢٠٣٠ ؟
خالد المرامحي
مقالات سابقة للكاتب