صحيفة غراس الالكترونية > مقالات > مراسيم العزاء … في المريخ ! مراسيم العزاء … في المريخ ! الكاتب: أ. ليلى عبدالمحسن الشيخ 16 يونيو, 2014م 27 20057 ربما يستغرب القارئون ما أرنو اليه… ولكنني أعني ما أقول في اقاصي شمال المريخ تحديدا في ولاية (بؤتؤراا ) هناك بلدة جميلة ، حمراء التربة ، فضية الصخور ، أرجوانية المياه … سواحلها وردية ، وأشجارها بيضاء كقلوب أهلها…!بات العزاء فيها يحتفل به أبهى احتفال فأصبح العامة لايفرقون بين الوليمة والوضيمةأترككم مع محدثتنا (ساناتاراتاتا) لتروي لنا مايختلج في فؤادها .. وما يدور في مخيلتها ..ها أنا انتزع قلمي من مغمده لأسطر ماترويه تلك الفتاة الشابة ذات الثلاثة والثلاثين ومضةً ضوئيةً حسب مقاييس الأعمار في ولايتها. حدثتني (ساناتاراتاتا) قائلةً :في كوكبي تتكرر مراسيم غريبة .. لا أعلم من ابتدعها ولكنني دوما انتقدها… لست بالواعظة أو المفتية ولا أملك تصريحا يجعلني مخولة بتغيير عادات اختلقنها من هن أكبر مني سناً ومن هن أكثر رشدا وعلما مني ..ولكنني ساجعل القراء يحكمون بانفسهم أو ليس السمر وتبادل الأحاديث والطرف المضحكة من علامات البهجة والسرور.؟!!.. تحضرني طرفة من إحدى الصغيرات…حينما علمت (بيروؤتا) ان والد صديقتها (سمارؤتا) قد انتقل الى جوار ربه… شاهدت الطفلة ذات الخمس ومضات ضوئية كل المرح في أهازيج العزاء (إن صح التعبير ) ثلاثة أيام وهي تستأنس بصديقاتها من خارج ولايتها اللاتي أتين بصحبة أهلهن ، يلبسن كل جديد ليلعبن مع صديقتها ، وبالطبع كان هنالك الموائد الشهية في أمسيات العزاء الزاخرة بالأحاديث الشيقة والطرف المضحكة والليالي الملاح ورائحة العود والعطور تملأ المكان ، لتشعر الطفلة بان صديقتها قد باتت تهجرها بحجة انها ستمضي ايامها مع رفيقاتها الجدد … غضبت (بيروؤتا) وفي قرارة نفسها شاءت الانتقام من صديقتها فهمست في اذن أمها التي مازالت يدها ملطخة ببعض الكنافة التي قدمت في وقت اذان المغرب على اعتبار انه يوم مشكور فيه الصيام وان الأكل عند أهل العزاء فيه أجر كبير كما يعتقدن .. وبتن يتحرين أيام الصيام في أوقات العزاء . والطريف في الامر أن جميع من في المائدة لم يكن من الصائمات مطلقا. ساكمل لكم ماذا همست (بيروؤتا) لوالدتها … أمي أرجوك عندما يأتينا العزاء لا تعزمي (سمارؤتا) وتستمر في البكاء إنها ليست طرفة تحكى… ولكنه الواقع الذي نشهده …في ولايتي أصبحن الكثيرات لا يفرقن بين الألم والبهجة … بين المواساة والمجاملة… بين السنة والبدعة… في ولايتي أصبحت تقام الموائد العظيمة وتحتسى أكواب الشوربا الساخنة !!! وتشوي الخراف الصغيرة لتقدم وقد كتبت عليها إشارة توضح هوية صاحبتها فخرا وتباهيا منها … ولا مانع من تبادل طريقة صنعها … كفرصة لتبادل الخبرات !! .. كل هذا بدعوى أن مايقمن به هو من واجبات تقديم العزاء ..وهو في الواقع لايمت للواجب بصله..ولا للعادات بصلة ..ولا لكتاب الله وسنة نبيه بصلهومايزال الحديث ل (ساناتاراتاتا) هل هذا هو ديننا الحنيف؟؟؟واين هي سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من ذلك.؟؟. فلم يكن هناك اي شعور بالاخرين أوتقدير لمشاعرهم أو احترام للموقف ..في ولايتي تختلط عندهن المصطلحات وتسيطر عليهن اللامبالاه …في ولايتي تمتزج معاني البدع والابداع…في ولايتي نساء جديرات بالإحترام ولكن ينقصهن التأمل في الواقع والعمل على تغييرة للأفضل ..في ولايتي الكثير والكثير من المتناقضات … ولكن لا حياة لمن تنادي ولكن لايضيع مبدأ وراءه مناضل .. فمن هذا المنبر دعونا ندعوا الخطباء والدعاة والداعيات والمشائخ وأهل العلم الى لفت الانتباه الى بدعة قادمة … فكل البدع بدات بفكرة ثم ابتداع .. وتكررت إلى أن أصبحت عادة …فمن هنا نقول ..مرحا للتغير الهادف…فإن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم اذن هيا بنا ..لنبدأ مشوار الألف ميل من كوكب المريخ !!! نسخة PDF مقالات سابقة للكاتب