وتَخِذْتُهُ فَوْقَ السَّفِيْنِ شِرَاعِي!!

هذه القصيدة كتبها الدكتور “يوسف حسن العارف” بعد أن تلقى رسالة من (سعد) الابن الثاني لمعلمه ومربيه الأول الأستاذ “سعيد العبيدي”، عاتبه فيها قائلاً: “يا دكتور يوسف، ألا يستحق والدنا الكريم، أستاذك سعيد العبيدي أن تكتب في حقه قصيدة تدخل السرور إلى قلبه، وقلب محبيه، تذكر فيها أجمل الذكريات والمواقف التي جمعتكم …”.

وفي الحال جاءت القصيدة بأبياتها السداسية الأولى!! وأرسلت في نفس الليلة 13/7/1444هـ ثم تكاملت القصيدة حتى وصلت (22 بيتاً) والحمد لله.

وجاء في مقدمتها: “إلى أستاذي ومديري الأول في حياتي الوظيفية الأستاذ القدير: “سعيد بن محمد العبيدي” حفظه الله وأطال عمره في صحة وعافية وطاعة!!”.

أسعدتني يا (سعد)* .. إذ عاتبتني
بعتــــاب (حِــبٍّ).. واثـق الإقنــــاعِ

لم أكتب الأشعـــــار في أستـــاذنا
رمــز القيــادة .. صـــــاحب الإبــداعِ

عــاصرته عمــراً .. فكــــان مُسَـدداً
في رأيــه تجــد النُّبـــوغَ الــــواعِي

اسـمٌ على وَسـمِ السَّعـادة والرِّضَا
ينبــوع عطــفٍ فـــــائق الإجمـــــاعِ

*      *     *

شهـــــــدت له دور التَّعلـــــــــم إنَّه
فــي قــولَةِ الإنصــــــاف خيــرُ يراعِ

وإذا تحـــدَّث ســــوف يـأتي بالمُنَـى
متــوسِّـلاً بالفِكـــر والإشـعـــــــــــاعِ

 *      *     *

يا كم سكبنا الشوقَ في سَمرَاتِنا
متحلقيـــن على هُدى المذيـــــاعِ

ولكـــم تَســــــامَرْنا بحـــبٍّ صادقٍ
في (النزلة) الفيحــاء، دون صـراعِ

رجلٌ من الجيــل العِصَـــامِيّ، دأبه
جُهـــــدَ التَّقِــــيِّ.. وروعةَ الإمتــاعِ

تتــــوارث الأجيـــال طيــب خِصَـالهِ
فهو الصَّفا، وهو النَّقا.. وطول الباعِ

وهـــو الَّذي جعـــل الإدارة سلَّمــاً
نَرقاهُ.. رغـــم تقلُّـــــــبِ الأوضَـــاعِ

وهــــو الَّذي أدنـــانِ من ملكـــوتهِ
حتَّى سمـــوتُ برفقـةٍ وسمـــــاعِ

وهـــو الَّذي أروى فُؤَادِي مثلَمــــا
أَرْوى العقُـــولَ بفِكْــــــرِهِ اللَّمَّـــاعِ

*      *     *

أَنْعِــــــم بهِ أستــاذُنَـــا وحَبِيبُنـــــا
أَنْعِم بِحُسْـــــنِ تخلـــقٍ.. وطِبَـــاعِ

جمــع المحـــامد وارتقى بفِعَــــالِهِ
شهــمٌ .. كريمٌ .. إن دعـــاه الداعِي

من ســـالف الأيــام كــان لقـــاؤنــا
في صــرح علـــمٍ صـــانع الأتبَــــاعِ

فنمـت صـــــداقة أُلفَـــــةٍ ومحـــبَّةٍ
مــا بيننــا .. فــــذراعــه بــذراعِــي

أحببتــــه حبَّـــــــــاً وصفــوَ مــودةٍ
وتخـــذته فـــوق السِّفين شراعِي

خــــلٌّ وفــــيٌّ زادَ فـــيَّ محــــبةً
وازددت فيــه تعلُّقــاً ومســــاعِي

حـقٌّ علينــــــــا ذكــره .. ونــداؤه
فالذكـــر للإنســـــانِ عزٌّ ســاعِي

يــــاربِّ وارفـــع ذكره في عالمِ…
الملكــوت … في ســـائر الأصقاعِ

واحفظــه من غــدرِ الزَّمان وأهلِهِ
وأنِلهُ في (الفردوس) خير متــاعِ

 

الدكتور: يوسف حسن العارف

جدة من 13/7/1444هـ

إلى 16/11/1444هـ

تعليق واحد على “وتَخِذْتُهُ فَوْقَ السَّفِيْنِ شِرَاعِي!!

سعد سعيد العبيدي

شكرا من الاعماق لشاعرنا المتألق الدكتور يوسف العارف
منك يادكتور نتعلم الوفاء مع الأصدقاء
أَحبّك أبي وأنا ايضا احببتك
دمتم لنا في صحة وعافية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *