يحتاج الإنسان إلى معرفة أسباب ما يواجهه في حياته كي يكون واعيا لنتائجها وأبعادها عليه وعلى من يحمل مسؤوليته من أولاده وأسرته ومجتمعه ووطنه ومستقبله.
هذه المقدمة تعني اولا أن كل هذه المنظومة (أعلاه) تتأثر بما يحصل لك أو عليك !!
الحقيقة الأولى :
ان الإنسان لن يصيبه إلا ما كتب الله له.
هذه الحقيقة اليقينية لا حد لمعانيها على نفسية الإنسان.
الزبدة هنا .. أن كل ما يحصل لك مكتوب عليك !! هذا المعنى يُزيل كل قلق يمكن أن يتسبب في تعطيل قدرات او ملكات
او مبادرات الإنسان.
الحقيقة الثانية :
هي أن ما يحصل لك أو عليك
لا يحدث دون سعي منك !!
نعم هو مقدر .. لكن سر الله في خلقه هو قدره !!
كما أنه جعل دخول الجنة بسبب العمل لكن دخولها بعد رحمة الله لك.
ما يحصل لنا هو بسبب أعمالنا وما كسبت ايدينا .. هذه حقيقة سننية ومسلمة حياتية (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ).
كما ان ما يحصل عليك بسببك .. فما يحصل لنا .. هو بسببنا كذلك.
ما يحصل للمجتمع ليس بسبب الخارج عنه .. بل بسبب الداخل فيه !!
وإن حصل من الخارج في تصورنا فهو في حقيقته بسبب الداخل !!
الحقيقة الثالثة :
هي أن ما يتيسر لك فعله او يتعسر عليك أداؤه .. هو بقدر نقاء القلب الذي تحمله وصفاؤه وإخلاصه !!
هناك أمور تستغرب من تيسيرها لأناس .. وهناك أمور تستغرب من تعسيرها على أناس .. مع أنهم يملكون كل المقومات لذلك .. ولكنها (التقوى) التي في صدورهم .. من خشية ورغبة ورهبة ومحبة لخدمة الخلق باتجاه الخالق.
الحقيقة الرابعة :
أن ما يحصل لك أو عليك .. هو جزء من امتحان الله لك سواء أكان خيرا او شرا .. أتشكره على نعمه؟ .. او تلجأ إليه وتستغفره على نقمه؟ !!
والنعمة إن وجدت ليست دليل رضى وإن عدمت ليست دليل سخط !!
إنما هذه أقدار ربانية لها في بحر ألطافه معان وأسرار علمها عند الواحد القهار.
الحقيقة الخامسة :
أن تيسر الأعمال للإنسان مهما كثرت في خدمة الناس وتعليمهم وبذل الخير لهم والبر بالأقربين ومساعدة الملهوفين
وتقديم الخدمات للناس أجمعين هي علامة ( تعسيل الله ) للإنسان في.ان يوفقه لكل عمل أيا كان وأينما كان ودليل محبته له .. (وجعلني مباركا أينما كنت) .. بينما دليل ( الحرمان)
أن نكون بعيدين عن ميادين البذل والبر والإحسان وصلة الأرحام وتقديم ما في الإمكان خدمة للدين والإنسان والأوطان.
ودليل ضعف الحب او عدمه هو الحرمان من التوفيق لعمل الخيرات او الغفلة عن المبرات .. او التخاذل عن الأعمال والمبادرات التي تعزز في الناس الحب والوحدة والألفة.
أذا ضعفت نفوسننا عن عمل ما يصلح شأننا فهذا دليل حرمان وخسران.
الحقيقة السادسة:
أن سيرة الإنسان ومسيرته لا تخلوا من هنات وغفلات وهذه طبيعة بشرية !! وهكذا كانت علامة الخيرية لك .. ولنا .. هي الأوبة (لأن خير الخطائين التوابون) الأوابون .. تأمل الحديث لم يقل (لا تخطئ) لكنه أكد على ( الأوبة ) !!.
وتلك علامة حكمة الإيمان ( فاستغفروا لذنوبهم ) !!
الحقيقة السابعة :
هي أن الحياة كلها بلاء وابتلاء.
ولذلك كان المطلوب منها (حسن العمل) ولا يمكن للعمل ان يكون حسنا .. إلا أن تعيش همه وتسعى إليه .. ثم تكون داعية له !!
ومن الجدير ذكره ..
أن نتائج ما يحصل لك او عليك سيتاثر به اولادك و اسرتك ومجتمعك ووطنك !!
فأنت حزء لا يتجزأ من ذلك كله. فلا تظن أفعالك ملكا لك وحدك .. جدك واجتهادك وتقدير قيمك وقيمتك سينعكس حتما على نفسك ومن حولك.
ختام الحقائق :
عقولنا البشرية .. لا تقبل النقائض !!
وهي تطرد (وظيفيا) ما يناقض ما ترغب.فيه .. فإن رغبت الخير طردت الشر ..
وإن رغبت الشر طردت الخير !!
لذلك حاول توطين نفسك دوما على كل خير وبر وحب ووحدة ونبل ومروءة لأنها إن لم تكن فيك .. فسيحل مكانها ما يؤذيك !!
هكذا طبيعة الشخصية الإنسانية .. مالم تشغلها بالحب انشغلت بالكره .. وما لم تشغلها بالخير أشغلتك بنقيضه.
اللهم اشغلنا بما تحب ونرضا .. لترضى عنا سبحانك .. آمين
أ.د خالد الشريدة
مقالات سابقة للكاتب