الذكرى الخالدة

هناك بعض “التواريخ” والأحداث لها وقع وأثر جميل على القلب والذاكرة فبعضها

ذكراها محفورةٌ بالقلب وشعورها يبقى مدى الحياة فهي لا تموت بل تنبض بأرواحنا وتنعش النفس وتحييها .. مثلها كمثل تلك القطرات من الندى التي تضعها رطوبة المساء على أوراق الأزهار .

فهناك من إستطاعت أن تحجز مكانها في القلب والذاكرة على مدى الأيام والسنين في ذلكم التاريخ لتكون “ذكرى خالدة” بسبب مواقفها النبيلة والجميلة .

ذكــرى يـعـود إلــى الـفـؤاد حـنـينها
دومـــــاً إذا ذاق الـــفــؤاد أســاتــي

هذا التاريخ “الذكرى الخالدة” أول إحساس يقودني للحياة ولرؤية الدنيا بنظرة الأمل والفأل والسعادة وإنه ليس نهاية الطريق بل بدايته ، بداية طريق تحقيق أحلامي والسعي إلى أمنياتي ..

‏أُعلِّلُ النَّفسَ بالآمالِ أرقبُها
‏ما أضيقَ العيشَ لولا فُسحةُ الأمَلِ

في هذا التاريخ وجدت من تستمع إليَّ من دون كلل أو ملل ؛ من تستطيع أن تساندني على تخطي مشاكلي ؛ من أثق بها وبرأيها وقراراتها ، من تخاف على مصلحتي وتحرص إلى إرشادي ودفعي دائماً إلى الأمام ، من جددت الأمل في قلبي وثقتي بنفسي وأعادت إليَّ حب الحياة والمثابرة والاجتهاد.

كان هذا التاريخ مصدر لتغيير حياتي ولرؤية الحياة بعين التفاؤل والتوكل على الله سبحانه وتعالى ، وأن أشق طريقي فيها للمستحيل وأمضي لأحقق أهدافي وأرسم أحلامي وأسعى لتحقيقها بكل ثقة وأمل ؛ مما كان له الأثر البالغ في حياتي ومستقبلي .

فما أجملها من “ذكرى” فالتاريخ حافلٌ بالذكريات الجميلة والمواقف “الخالدة” المنقوشة بالقلب والتي لا تمحيها السنين .

فإن رزقكِ الله بصديقة مخلصة وناصحة تحرص عليكِ فاحتفظي بودها وتمسكِ بها .

“فالذكرى الخالدة” بصمة واضحة وعلامة فارقة فكُن‏ ذا بصمة في قلوبٍ تمرُّ بها وتمُرُّ بِك و‏كن حنونا معطاءً سخياً بالصدق ولا تمضي إلا وقلب كل واحدٍ منهُم لكَ فيهِ أثر .

فلنحرص على أن تكون لنا بصمات خالدة بالذكر الحسن وهو الذي يبقى للإنسان بعد رحيله من أثر في قلوب الآخرين “وذكرى خالدة” ومن ذلكم المواقف الجميلة في الأزمات والإحسان بالقول والفعل والحب الصادق والإخلاص في العمل وفي كتاب الله تعالى:{وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ} :

‏فَاختَرْ لِنَفْسِكَ مَا تعِيشُ بذِكْرهِ
‏فَالمرْءُ فِي الدُّنيا حدِيثٌ يُذكَرُ‏

 

منى الشعلان

مقالات سابقة للكاتب

7 تعليق على “الذكرى الخالدة

دلال الشبيلي

الذكرى الباقية هي تلك التي لامست شغاف القلب وأبهجت الروح فلن تنسى مدى الحياة وإن غاب صاحبها فهي لاتغيب.

إبتهال المنعمي

أثرتِ شجوناً وأبدعتِ يا أستاذة منى بمقالك الجميل والرائع وبالفعل فالأخلاق والأشخاص والتواريخ والأحداث والمساكن كلها تبقي في دواخلنا ذكرى خالدة وحنين أبدي لها.

مريم العطيشان

نعود أحياناً للذكريات ، لنشعل بها ضوءاً ينير لنا طريقاً لمستقبل أيامنا ، نعود للذكريات ونحن نسعى لهدف وضعناه نصب أعيننا.
الذكريات الجميلة وقود المستقبل.

الدكتور خالد إدريس

‏لن تنسى شخصاً منحك:
‏الاهتمام والود والاحترام ..
‏وجعلك تكتشف أجمل صفاتك وأروعها في وقت ضعفك وانطفائك !
‏في حياة كل واحد منا .. شخص يستحق هذه المكانة.

عزيزة السلمي

تحية إجلال وتقدير لكل من ترك بصمة ذات أثر في حياة الآخرين .. فأصبحت ذكرى خالدة.
وتحية أخرى للكاتبة الأستاذة منى الشعلان لما بينته لنا من وجود أناس بسطاء في حياتنا اليومية قد تمثلوا قيم البساطة بكل معانيها وأصبحوا أصحاب بصمات إيجابية في حياة الآخرين ؛ قدموا من خلالها نفعاً متعدياً ساهموا به في رُقيّ المجتمع وسعادة أفراده ، فوصلوا بالقيم إلى القمم.

إبتسام المانع

📌 كونوا ذكرى خالدة..

استفدت من هذا المقال الرائع والذي تألقت فيه الكاتبة الأستاذة منى بأن نجعل من أنفسنا شمعة مضيئة ؛ تضيء لنفسها وغيرها عتمة كل طريق يؤدي للعلم والنجاح ، دون أن تحترق!! بل تستمر نوراً وإشراقاً في جوانب الحياة.

نجلاء أحمد

‏أغلى ما يمنحه إنسان لإنسان ..
‏ذكرى سعيدة صادقة ..
‏لا يمسّها شيء من الزيف ..
‏كلما أستذكرها أرتوى قلبه و ابتهـج ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *