مُمكِنات القيادة

إنَّ القيادة الفاعلة قادرة على التأثير في فريق العمل من خلال قائد مدرِك لأدواره القياديّة وموجِّه للفريق، لتحقيق أهداف المنظَّمة والتميّز فيها، والقدرة التنافسية وخلق فرص المنافسة في السوق من خلال جودة المنتَج، والخدمة التي تقدمها.

هذه الأدوار التي تحقِّق كفاءة القيادة وفاعليتها تتطلَّب العديد من الممكِنات التي تعين القائد على تحقيق التميّز المؤسّسي والقدرة التنافسية وإيجاد فريق متناغِم ومتجانِس، هدفه تحقيق المصالح العليا للمنظمة وإسعاد العميل.

ومِن أهم الممكِنات التي تعين القائد؛ رؤية المنظمة وقِيَمها ورسالتها التي يسعى من أجلها؛ لأن ذلك يوحِّد الجهود ويشارِك جميع العاملين في تحقيق تلك الرؤية، التي هم جزء من صناعتها، وساهموا في وضعها، وبالتالي سيعزِّز لديهم الرغبة في تحقيق ذلك، ولا يقلّ ذلك عن رسالة المنظَّمة التي هي شعار يحمله الجميع مبنيّ على قِيَم المنظّمة التي تسعى لتأصيلها في العاملين من أجل منتَج متميِّز ومنظّمة متميِّزة ذات جودة.

ويعدّ التخطيط الإستراتيجي ووضع الأهداف من خلال الخطط التشغيليّة والمبادرات التي يسعى القائد لتحقيقها لصناعة التميّز في منظمته، عاملًا مهمًّا وحاسمًا في توحيد جهود الفريق وإيجاد التناغم فيما بينه، كون تلك الأهداف تنطلق من مشاركتهم في وضع خطط وإستراتيجيّات المنظّمة؛ سواء على المدى القصير أم الطويل، ويعزِّز الشفافية والوضوح في المنظمة، وكذلك يُبرِز أمرًا مهمًّا؛ وهو استشراف المستقبل والرؤية المستقبليّة للمنظمة في ظلِّ التغيّرات والتحوّلات والاتّجاهات التي تحيط بالمنظمة في ضوء مجالها التي تسعى للتميّز به، وهذا يجعل للقيادة دورًا مهمًّا ومفصليًّا في تحقيق ذلك من خلال قائد مدرِك لأدواره في المنظمة.

إنَّ تناغم الفريق وفاعليّته يتطلّبان أن يكون لدى القائد العديد من المهارات الاجتماعية والوجدانيّة، وأن يتميَّز بالذكاء الوجداني الذي يجعله يتحكّم بمشاعره وأحاسيسه، ويعزِّز مهارة الاستماع والإنصات لديه، مما يعزِّز فرص تميّزه وتحقيق النجاح فيها، أيضًا يتطلّب بعض المهارات مثل الذكاء الاجتماعي وفهم فريقه وقدرات كل إنسان وحده، واختيار المهام التي يقوم بها ويتقنها، مما يضمن نجاح ذلك الإنسان في مهامه التي تتوافق مع قدراته.

إنَّ استمراريّة المنظّمة في تعزيز قدراتها ونجاحاتها تتطلّب كذلك بناء الصف الثاني من القادة، لتعزيز نجاحات المنظّمة في المجالات كافة، حيث إنّهم سيعزّزون فرص النجاح في أقسامهم وانتمائهم للمنظّمة وديمومة القيادة وعدم انقطاعها وتأثّرها بمغادرة القائد لمنصبه، فهذه من العوامل المهمة التي تعزِّز فرص نجاح المنظمة وتميزها.

ومما يعزِّز نجاح القيادة في المنظمة إشراك العاملين في اتخاذ القرار وصناعته؛ لأنهم سيشاركون في تنفيذه واتّساع مجال المشاورة والاستشارة حتى يكون القرار أكثر فاعلية وواقعية عند تنفيذه، وكذلك تشجيع الإبداع والابتكار في المنظمة، وتقييم الأداء والتغذية الراجعة للمراجعة الشاملة لأداء المنظّمة؛ لأنَّ ذلك سينتج عنه تحسين المنظّمة في أدائها وكفاءتها.

 

 

د. محمد حارب الشريف

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *