يقع في أعلى قمّة هرم القيادة، ولا يتحقَّق إلا من خلال إتقان مهارة القيادة والقدرة على التأثير في الفريق؛ لتحقيق أهداف المنظّمة واستثمار قدرات ومواهب الفريق نحو الإبداع وصناعته.
في هذا المستوى، يتجلّى سموّ القيادة في معانيها وأهدافها السامية، وتتحقَّق القيادة الاستثنائية التي تصنع التغيير والتحوّل في المنظّمة نحو إسعاد العاملين فيها، بما يحقِّق رضاهم ويُسعِد العملاء خارج المنظّمة نحو تنمية ولائهم للمنظّمة، بما يحقِّق الجودة والتميز المؤسسي.
إنَّ سموّ القيادة يرتكز على العلاقات الإنسانية وقدرة القائد على إبراز مواهب وإبداعات فريقه للسعي الحثيث، وتوجيهها نحو بناء منظمة متميِّزة قادرة على تحقيق مفاهيم الجودة وتطبيقها في المنظمة لتحسين سمعتها وتكوين صورة جميلة عنها لدى العملاء وتحقيق رضاهم، كما تتجلّى في سمات القائد التي برزت من خلال أدائه وبناء فريقه، حتى استطاع تمكين وبناء قادة في المنظمة يساهمون في تطويرها من خلال مهاراتهم القيادية والإبداعيّة، وتشجيعهم على التميُّز وتحقيق الاستدامة في القيادة، وتكوين الصف الثاني من القيادات، الذي يساهم في استمراريّة المنظّمة في الانطلاق، وإكمال المسيرة التي صنعها القائد من أجل تمكينهم في قيادة المنظمة وتحقيق أهدافها.
أيّ قائد يصل إلى هذه المرحلة فإنّه قائد يستطيع أن يغيِّر في المنظمة ويطوِّرها ويعزِّز الممكنات لديها، بما يضمن تميُّز منظّمته وتحقيق الجودة وتطوير جوانب عديده فيها، وهنا تتجلّى حكمة القائد وموضوعيّته، والابتعاد عن الأنا والفرديّة التي تقتل الفريق في أدائه والاستفادة من قدراتهم وإمكاناتهم، وتوظيفها فيما يعزّز النجاح والتميّز المؤسسي وتحقيق الاستدامة التي تصنع نموذجًا في القيادة التي تحقِّق معاييرها.
وحتى يصل القائد إلى هذه المرحلة، يتطلَّب التعرّف إلى قدراته وإمكاناته، وبناء مهاراته وتعزيزها، وأن يتعرّف إلى نقاط القوة ويطوِّرها، ويحوِّل ذلك إلى مكتسبات ومهارات تعزِّز فرص النجاح في القيادة وتوطينها في الفريق.
إنَّ هذا المستوى لا يتحقّق كذلك، ما لم يُتقِن مهارات القيادة العديدة؛ التي من أبرزها: اتّخاذ القرار وإدارة الوقت والذكاء الوجداني والعاطفي ومهارات الاتصال التي من أبرزها الاستماع والإنصات التي -بلا شكّ- تحقِّق وتعزِّز لدى القائد فرص النجاح والتميز.
إنَّ سمو القيادة يتجلّى فيها التّخطيط بأنواعه المختلفة، وكذلك العديد من المهارات القيادية وإدارة الأولويات واستشراف المستقبل، وبناء حاضر ومستقبل المنظّمة، وترتكز على العلاقات الإنسانيّة والعديد من الصفات؛ التي من أبرزها: الذّكاء الوجداني والعاطفي وتحقيق رؤية ورسالة المنظّمة، حيث تكون للقيادة معنى في صناعة التغيير والانتقال إلى مراحل أخرى من التميّز وتحسين سمعة وصورة المنظمة لدى العملاء.
إنَّ سمو القيادة ومبادئها يرتكز على أهمية بناء قدرات القائد الذاتية وتحديد جوانب القوة لديه وتنميتها وتعزيزها واكتساب المهارات القيادية التي تعزِّز فرص النجاح وقيادة المنظّمة، والقدرة على التأثير في العاملين في المنظمة من خلال رؤية ورسالة المنظمة والعلاقات الإنسانية، والقدوة والعدالة بين العاملين، حيث إنّ ذلك سيعزِّز قدرة المنظمة التنافسيّة في السوق، وتحقيق متطلّبات التميز في قيادة المنظمة.
د. محمد حارب الشريف
مقالات سابقة للكاتب