هذه المقالة لها سبب .. وهو أنه
(شكى لي محب حاله بالأمس .. فكتبت له هذه الوصفة الاجتماعية التي أرجو
أن تكون حافزا لما يملكه من قدرات )
٠٠٠٠٠٠٠ ٠٠٠٠٠٠٠٠ ٠٠٠٠٠٠٠ ٠٠٠٠٠٠
لا تمر حياة الإنسان أيا كان دون ضغوطات وتحديات وصعوبات ..
فهذه طبيعة الحياة.
وقبل الخوض في معمعة الموضوع نحتاج لأن نؤمن بأن هذه (حقيقة الحياة).
يعيش الإنسان في كَبَد .. وهذا جزء من طبيعة خلقه .. بل إن نموه وصحة عقله وجسمه تتأثر بهذه التقلبات في الحياة.
ولو لم يواجه الإنسان عوامل التعرية ( الإنسانية) كعوامل التعرية المناخية لأصيب بالجمود .. والأسَن وبالتالي الخمول والاندثار !!
هذه القضية أرى أننا نحتاج إلى وعيها .. أولا .. وثانيا .. في كيفية التعامل مع هذه التقلبات والصعوبات الحياتية !!
بعضنا تؤثر عليه بشكل عميق حيث يحيل أو يقلب هذه التحديات إلى ( معاناة) داخلية !!
فتجد تأثيرها ( بليغا ) على حاله وتصرفاته وأفكاره .. وتعمق في نفسيته الحزن حتى تؤثر على أعماله وإنجازاته .. !!
حيث يصبح حبيسا لها فتشكل شخصيته وترفع معدل القلق والأرق .. والتشكي !!
وكأن من أراد به ذلك .. يريد أن يكبله حتى لا يبدع !!
وهنا الإشكالية التي تحتاج لوقفة جريئة تقلب معادلة ( الاستسلام ) للمعاناة إلى الأخذ ( بزمام) الأمر والحزم والعزم على أن حياتي ورؤيتي ومنجزاتي ( أنا ) من يديرها ويضحي من أجلها دون أن أجعل من نفسي (ضحية) لأسباب وأوهام وتحسبات تزيدني هما على هم وغما على غم !!
الحقيقة الكبرى التي يجب أن نؤمن بها هي أن ( كل من في الكون ) لا يستطيع أن يمسني بسوء ( مالم يأذن به الله ) !!
هذه القاعدة اليقينية ( الكبرى) يجب أن تكون حاضرة في كل أحوالي .. لأنها أساس الاطمئنان من جهة .. وقاعدة للعمل .. للإنجاز المرتبط بالتوكل على الله.
من المهم أن نجعل من التحديات .. محفزات للبحث .. للتميز.
والحياة من طبائعها أن لا تخلوا من أناس يكرهون فضل الله على الناس.
وتلك صفة بذيئة وصفها الله لأقبح الناس ( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ) .. نعم هناك من يحسد أو يحقد .. !!
لكن السؤال ( الواعي ) هل استجيب لهذه النوعية من المخلوقات الملوثة ؟ هل أجعل من نفسي ضحية لمشاكلهم ؟ .. هل أجعل من نفسي تعاني تحقيقا لرغبة
كرههم لفضل الله على الناس ؟ !!
هذا المعنى يجب أن يكون دافعا ورافعا لمعنوياتنا .. وأن فضل الله علينا يحتاج إلى شكر وذكر وعمل وتفاؤل .. دون نظر لهذه ( النفسيات ) التي لا تعجبها أقدار الله في خلقه.
لا يجب أن نمنح ( للتلوث فيهم ) أن يسيء إلى الصفاء فينا.
وذلك هو عين شكر الله على نعمه .. وفضله .. الذي يستحق
أن نعتز ونفخر به .. ونسعد به .. بل ونسعد الناس فيه !!
هذه خلدونية هذا الصباح
التي آمل أن تحفز الإنسان .. وتجعل شكر الله على فضله .. هو العمل لأجله ومن أجله .. وتلك رسالة الحياة وغايتها.
أ.د خالد الشريدة
مقالات سابقة للكاتب