إنهم يغرقون

يحيطون بنا من كل إتجاه ، يبدو أنه لا مفرّ منهم ولا محيص !!. يعجز الفكر عن الاندماج معهم أو تقبل آرائهم ومعتقداتهم الغريبة.إنهم يغرقون يغرقون رويداً رويداً !!.

يصرفون أموالهم في أوجه خاطئة وغير صحيحة، بل قد يصل بهم الأمر إلى أنهم يقترضون الأموال ليحرقوها فوق الجمر الأحمر وهم يضحكون بكل بلادة إحساس ويوثقون تلك الأفعال بالصور ومقاطع الفيديو حتى تبقى للذكريات ولزمن الحكايات للأجيال اللاحقة ؟!.

يقترضون الأموال الباهظة لينفقوها في غير وجه حق وذممهم ترزح تحت وطأة الديون المستحقة عليهم والتي يماطلون في سدادها لسنوات عديدة ؟!.

تبني غير معقول لعادات بالية يبدو لوهلة الأمر أنه لا سبيل لتغييرها أبداً !!. الأموال تصرف هنا وهناك وقد يموت الفقراء والمساكين بينهم وهم غير مكترثين بهم وقد لا يشعرون بتاتاً بمعاناة هؤلاء المعدمين من الأساس.

هدر كبير للوقت فيما لا ينفع بل قد يضر ، أهداف ضحلة وأمنيات مادية قاصرة ، أثر مجتمعي محزن ، عدم وجود حراك حقيقي ملموس يساهم في صنع آثار مجتمعية نافعة. أحلام شخصية أكثر ما يقال عنها أنها تدمي القلب وتفطره من الأسى.

يا إلهي إنها لمأساة كبيرة حقاً؟!. تقال بعض الكلمات على المنبر من أحد الشعراء فيطفق الجميع للتصفيق الحار له ويغادرهم من هنا وجيوبه تمتلئ بالأموال والنقود من هناك!؟. إن الكلمات التي تقال في الهواء من أفواه الشعراء تمطر في نهاية المطاف ذهباً بقدرة قادر سواء كان ذلك في الصباح أو المساء.

كيف السبيل أيها الفكر الحائر لإنقاذ هؤلاء الغرقى ومد يد العون لهم!؟.

إن تقدم ونهضة أي أمة لا يكون إلا بتمجيد العلم والعلماء ، العلم ذلك النور من الحكمة الذي يعالج فكر الشعوب ويسحق كل العادات الخاطئة ويرميها بعيداً في عالم النسيان.

العلم الذي يرفع سماء القيم ويعيد تشكيل ثقافة أي مجتمع ليصعد به إلى أعلى القمم ويتصدر بتلك الشعوب الساحة ويأخذ بيدها وبقوة نحو ركب النهضة والتقدم.

العلم الذي يقدح شرارة الفكر لدى الأجيال المتعاقبة ويُعمل لديها استخدام العقول حتى لا تبقى تلك الأجيال باهتة وصورة مكررة من الأجيال التي سبقتها .

إنه الميزان الذي من خلاله يتم فلترة كل العادات والسلوكيات والقيم حتى لا تعبر أي شاردة أو واردة من تلك العادات والسلوكيات والموروثات والقيم إلا وتخضع للتقييم الدقيق الصحيح العادل، وحتماً بهذا الميزان سوف نكسب ونفوز جميعاً في نهاية الأمر.

 

 

نوار بن دهري

[email protected]

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *