عبارة ضرير البصر تعتبر من العبارات المتداولة والمعروفة بين الناس ويفهم مرادها حيث تعني أن إنسانٌ ما ابتُلي بفقد بصره .
لكن هل نستطيع أن نقول على أحدهم أنه ضرير لكن ليس بصرًا بل قلبًا ؟؟
اعتقد أن البعض سيتسائل هل فعلا يوجد إنسان نقول عنه ضرير قلب ، فالعبارة غريبة بعض الشيء .
السؤال الجوهري الذي نحتاج للبحث فيه :
هل القلب يُصاب بالعمى الحقيقي كعمى العين أم أن العمى الذي يصيبه معنوي ؟
هناك أمراض كثيرة تُصيب القلب فمنها محسوسة معلومة العلامات ، و منها معنوية خفية العلامات .
ويعد العمى من الأمراض المعنوية خفية العلامات والتي تُمرض القلب و تجعله في حالة من الاضطراب و التيه فيُهلك صاحبه .
فهناك نوعان من العمى يُصاب به القلب عمى البصيرة و عمى المشاعر .
• النوع الأول : ذكره الله عز وجل في أكثر من موضع بالقرآن الكريم منها قوله تعالى :
﴿ وَمَن كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا﴾ .
فالمراد بالعمى هنا عمى البصيرة التي تلوثت بالشرك والجحود لله و ابتعدت عن طريق الحق و الهدى .
فهذا النوع من العمى أخطر و أشد على القلب لأنه متعلق بمصير الإنسان في الأخرة .
فالإنسان المُشرك معمي قلبه بشركه فإن مات على هذا العمى خسر دنياه وآخرته ، وباء بلعنة الله أي غضبه و استحق الخلود في ناره ..
• علاجه : الرجوع لله بالإيمان الجازم والتام الذي لا يخالطه شرك لا أكبر ولا أصغر ،
• النوع الثاني : يسمى علميًا ( أليكسيثايميا ) :
ظاهرة نفسية يعجز فيها الإنسان عن التعبير بمشاعره الداخلية ، و يجد صعوبة في فهم مشاعره و تمييزها ، و كذلك يعاني من صعوبة التواصل مع الآخرين و فهمهم.
• علاجه :
يكون من خلال القراءة و الاطلاع عن الذكاء العاطفي ، والمشاعر وأهميتها ، وكيفية التعبير عنها ، وكتابة اليوميات ، ومخالطة أشخاص يحسنون الاستماع والأنصات ويحفزونه عن التعبير بالمشاعر .
• و أخيرا :
نستطيع أن نقول أن هناك من البشر أضِراء قلب مثلما هناك من البشر أضِراء بصر ..
لذا انتبه تكون من النوع الأول فهو الأخطر على القلب.
مها الجهني
مقالات سابقة للكاتب