من أفياء مكة المكرمة ومن جوار بيت الله الحرام وفي الثالث والعشرين من شهر الله المحرم دُشنَ الموقع الدعوي والوقفي (شبكة رحاب مكة) ليرسخ جذوره في أرض الإعلام الإلكتروني بالشبكة العنكبوتية في تلك الأجواء الإيمانية التي يستشعرها كل مسلم قادم لزيارة بيت الله العتيق ولسان حاله يقول:
أخي إن زرت بيت الله تبغي رضًا أو تشتكي همًا وحزنا *** ففي تلك «لرحاب» عظيم أنسٍ لناءٍ إن دعاه الشوق حنا
وإن هذا الموقع (شبكة رحاب مكة) ينطلق من رحاب مكة المكرمة والتي لا تقارن بغيرها من بلاد الدنيا ؛ فهي أثيرة عندي، ومسقط رأسي، وحبها يسكن سويداء القلب ولسان الحال يقول:
يا مكة الخير بي شوق يتيمني
إلى حِماك ويستهوي هواك دمي
فكنتِ موطن أحلامي وتنشئتي
بين القداسة عبر الأشهر الحرمِ
وحول كعبتك الغراء كم سبحت
نفسٌ وناجت لدى ركن وملتزمِ
إن كان كل محب شاقه وطنٌ
مثلي فحسبي فخرًا جيرة الحرمِ
وقد بدأت فكرة إنشاء هذا الموقع؛ كموقع شخصي لنشر مقالاتي وكتبي وبحوثي منذ أن فرغت من دراسة «دبلوم الحاسب الآلي» بكلية المعلمين بمكة عام1422هـ، ثم ما لبثت الفكرة إلّا وأن خمدت ؛ ثم بدأت تعود وتتجدد بعد حضوري لندوة «المواقع الدّعوية الإلكترونية» والتي أقامتها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالرّياض في شهر ذي القعدة عام 1432هـ ؛ والتي شجعني فيها حديث شيخنا معالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ ــ وجعلني أتخذ قرار إنشاء هذا الموقع ــ حين قال في تصريح لصحيفة الجزيرة في عددها (14250) تاريخ الثلاثاء 6/11/ 1432هـ (ص19) ما نصه: (إن الدعوة إلى الله شعيرة عظيمة من شعائر دين الإسلام، وهي وظيفة المرسلين، وسبيل خاتم النبيين، ومهمة ورثتهم من العلماء الصادقين والدّعاة المخلصين، وثمراتها للبشرية جمعاء في تعبيد الناس لله تعالى، وإصلاح أحوالهم في الدّين والدنيا، وتزداد أهمية الدعوة إلى الله تعالى في مثل هذا العصر الذي تيسرت فيه كثير من وسائل الاتصال التي لم تكن معروفة من قبل ؛ مثل شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) التي يسرت أنواع الاتصال بجميع أنحاء العالم على مستوى الجماعات والأفراد، وإن مجموعة من المؤسسات الدّعوية، ومن العلماء والدّعاة وفقهم الله لاغتنام هذه التقنية، وتوظيفها في الدعوة إلى الله تعالى على بصيرة من خلال المواقع الدّعوية المتنوعة، والبرامج المتعددة لمختلف شرائح الناس ؛ حيث أسهمت إسهاما ملموسا في تعريف الناس بدين الإسلام عقيدة وشريعة وأخلاقا، فاستفاد منها خلقا لا يحصون).
أهداف الموقع:
١ ــ الدعوة إلى الله تعالى عبر الشبكة العنكبوتية «الانترنت».
٢ ــ أرشفة ونشر آثار المشرف العام على الموقع.
٣ ــ الإعلان عن الأنشطة الثّقافية والفعاليات التي يعقدها المشرف ومتابعتها.
٤ ــ إنشاء «صفحات شخصية» للكتاب والمثقفين.
٥ ــ الاهتمام بما يكتب عن «مكة المكرمة» من مقالات وقصائد ومؤلفات.
٦ ــ نشر بعض تراجم الأعلام المكيين.
٧ ــ التواصل وبناء الجسور مع أهل العلم والمفكرين.
ميثاق الموقع:
لقد يسر الله عزَّ وجل ليَّ المشاركة في حضور (الندوة الأولى للمواقع الدّعوية) وخرجنا من هذه الندوة المباركة بعدد من التّوصيات والمقترحات؛ و«ميثاق شرف» يتضمن السياسة العامة للعمل الدعوي على الإنترنت ويحقق المقاصد الشّرعية ويحفظ المنهج الصحيح في الوسائل والغايات الدّعوية، وقد جعلته لموقعي الوقفي (شبكة رحاب مكة) ويتضمن ما يلي:
١ ــ الانطلاق في العمل الدعوي عامة وعلى الانترنت خاصة من تقوى الله ــ تعالى ــ والإخلاص له، ومراقبته الدائمة في السّر والعلن.
٢ ــ التزام مرجعية الكتاب والسنة وفق منهج السّلف الصّالح في العقيدة والشَّريعة، والتعامل مع المخالف من المسلمين وغيرهم.
٣ ــ مراعاة الحكمة في الدعوة إلى الله ــ تعالى ــ على الإنترنت وبخاصة في الأولويات المتعلقة بالمضامين والوسائل والشرائح المستهدفة.
٤ ــ الحرص على جمع الكلمة ووحدة الصف بين المسلمين عامة، وفي المملكة العربية السّعودية بصفة خاصة، والبعد عن كل ما يثير الفتن والفرقة والنزاع.
٥ ــ تعزيز الوسطيّة والاعتدال في الدّعوة إلى الله ــ تعالى ــ، ومواجهة مظاهر الخروج عنها إفراطًا أو تفريطًا والقيام بهذه المسؤولية بشكل فاعل.
٦ ــ توثيق رابطة العلاقة بين الراعي والرعية بما يحفظ الجماعة ويعزز الوحدة والانتماء للوطن.
٧ ــ تنمية روح التّعاون بين المواقع الدّعوية بما يحقق التكامل المنشود في خدمة أهداف الدعوة إلى الله ونبذ مظاهر الصراع السّلبي أيًا كانت دوافعه.
٨ ــ أن يكون الكشف عن فتن الشّبهات والشّهوات بحكمة وواقعية ومعالجتها وفق المنهج الشّرعي.
٩ ــ البعد عن الترويج للفتاوى الشاذة، والأحاديث الباطلة، والإشاعات المغرضة، وما يثير البلبلة ويسيء إلى مكانة ولاة الأمر والمؤسسات الشّرعية والعلماء المعتبرين، وألاّ يتصدى للفتوى والدعوة إلّا المؤهلون من طلاب العلم وأهل الاختصاص.
١٠ ــ إشاعة ثقافة الحوار وفق آدابه الشّرعية والتزام العلم والعدل والأمانة في الأقوال والنقول وتلمس أوجه الخير والبر وانتهاج النقد الهادف البناء.
١١ ــ الالتزام بالأنظمة المرعية في المملكة العربية السّعودية بما فيها حقوق الملكية الفكرية تحقيقًا للمصلحة والانضباط والاجتماع.
١٢ ــ تكامل الجهود وتضافرها بين المواقع الدّعوية السّعودية والجهات الرسمية ذات العلاقة بما يخدم الدعوة إلى الله تعالى.
ولا يسعني في آخر هذا المطاف إلّا أن أتقدم بجزيل الشكر والعرفان لجميع الإخوة المتعاونين معي في الهيئة الاستشارية للموقع وهم كل من:
١ ــ الدكتور ياسر بن عبد العزيز قاري.
٢ ــ الدكتور عبد الله عمر باوشخه.
٣ ــ المهندس طارق بن إسحاق حلواني.
٤ ــ الشيخ محمد بن عبد السلام الأنصاري.
٥ ــ المهندس أيوب قربان.
٦ ــ الأستاذ فيصل عبد الله .
فنشكرهم على جهودهم المبذولة في إخراج هذا «الموقع الوقفي» والدعوي وتطويره ليحمل رسالته (التميز في تقديم المحتوى العلمي والمعرفي وقفيًا وإلكترونيًا).
وأسأل المولى عزَّ وجل أن ينفع به وأن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم.
خالد بن محمد الأنصاري
مقالات سابقة للكاتب