بينما تعج وسائل التواصل الاجتماعي بحملات التبرع للمساهمة في الديات المليونية وهي الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا ، ضرب “داخل بن سليم البلادي” أروع الأمثلة في الإنسانية بالصفح والصبر الجميل ليخلد إسمه وينقش في ذاكرة التاريخ ويكون من المتفردين بعفوه عن قاتل ابنه لوجه الله قبل ساعات من تنفيذ حكم القصاص، وذلك بعد رفضه دية بمبلغ ٢٠ مليون ريال.. لله دره وعليه أجره ..
هذا العمل الجليل يبين الرحمة والعطف والتكافل الإجتماعي والوجه الحقيقي للمجتمع السعودي الذي نشأ على التقاليد العربية الأصيلة المنبثقة من تعاليم الشريعة الإسلامية ، وتفاعل مشايخ القبائل وأفراد المجتمع بكافة أطيافه دليل قاطع على تعزيز هذه المبادرة الإيجابية والتوعية بما ورد في الشرع الحكيم من الحث على الخير وتغليب جانب ما عند الله .
فقد وصف شيخ قبائل معبّد الشيخ عواض بن مغبش النتاف في مقطع صوتي هذا العفو بالموقف الإنساني العظيم وأثنى كثيراً على عفو البلادي ، كما أشاد مبارك بن بخيتان الأكلبي في مقطع فيديو تم تداوله بشكل واسع بهذا الموقف العظيم ، ذاكراً أن “داخل البلادي” تجمل مع الجميع بعتقه رقبة مسلم وأصبح قدوة حسنة لغيره بهذا العفو ..
جزى الله “داخل” خير الجزاء وكتب أجره ، ونسأل الله أن يعوضه خيراً.
مبارك حظاظ المعبدي
مقالات سابقة للكاتب