القيادة بمعناها العام هي التأثير في الفريق لتحقيق أهداف مشتركة، وبالتالي كيف يمكن للقائد أن يحقق هذا المفهوم؟ بأن يكون هذا المفهوم واضحًا في ذهن القائد ليبحث عن الأدوات والوسائل التي تحققه.
ومن أهم الأدوات القدوة التي تحقِّق العدالة بين الفريق، لأنّه سيشجّع الفريق على التعاون وتحقيق الانتماء للمنظّمة، وكذلك التعرّف إلى قدرات وإمكانات الفريق ووضع كلّ فرد في المكان الذي يناسبه؛ وليرفع شعار “الكفء هو الذي يستحق الترفيه ووضعه في المكان الأفضل”، وإشراكهم في صناعة الأهداف حتى يسارعوا في تنفيذها، وتأهيلهم وتدريبهم حسب الاحتياجات التدريبيّة التي تناسبهم، وللقائد عدة أدوار من أهمها: الإلهام والرؤية للمنظّمة وتحقيقها والقضاء على المصالح الشخصية، والانتماءات الداخلية التي تؤثر في وحدة الفريق وتماسكه، وبناء العلاقات الإنسانية التي تحقِّق القيادة الإنسانيّة لتعزيز التواصل والانتماء للفريق وتحقيق رؤيته.
ويعدّ التّخطيط الإستراتيجي ووضع الأهداف من خلال الخطط التشغيليّة والمبادرات التي يسعى القائد لتحقيقها لصناعة التميّز في منظمته، عاملًا مهمًّا وحاسمًا في توحيد جهود الفريق وإيجاد التناغم فيما بينه، لكون تلك الأهداف تنطلِق من مشاركتهم في وضع خطط وإستراتيجيات المنظمة؛ سواء على المدى القصير أم الطويل، ويعزِّز الشفافية والوضوح في المنظمة، وكذلك يبرز أمر مهمّ؛ وهو استشراف المستقبل والرؤية المستقبليّة للمنظمة في ظلّ التغيرات والتحولات والاتجاهات التي تحيط بالمنظمة في ضوء مجالها الذي تسعى للتميز به، وهذا يجعل للقيادة دورًا مهمًّا ومفصليًّا في تحقيق ذلك من خلال قائد مدرِك لأدواره في المنظمة.
إنَّ تناغم الفريق وفاعليته يتطلبان أن يكون لدى القائد العديد من المهارات الاجتماعية والوجدانية، وأن يتميز بالذكاء الوجداني الذي يجعله يتحكّم بمشاعره وأحاسيسه، ويعزِّز مهارة الاستماع والإنصات لديه، مما يعزّز فرص تميّزه وتحقيق النجاح فيها، أيضًا يتطلب بعض المهارات؛ مثل: الذكاء الاجتماعي وفَهْم فريقه وقدرات كلّ إنسان وحده، واختيار المهام التي يقوم بها ويتقنها، ممّا يضمن نجاح ذلك الإنسان في مهامه التي تتوافق مع قدراته.
إنَّ استمرارية المنظمة في تعزيز قدراتها ونجاحاتها يتطلّب كذلك بناء الصف الثاني من القادة لتعزيز نجاحات المنظمة في المجالات كافة، حيث إنّهم سيعززون فرص النجاح في أقسامهم وانتمائهم للمنظمة وديمومة القيادة وعدم انقطاعها وتأثّرها بمغادرة القائد لمنصبه، فهذه من العوامل المهمة التي تعزّز فرص نجاح المنظمة وتميّزها.
وممّا يعزِّز نجاح القيادة في المنظمة إشراك العاملين في اتخاذ القرار وصناعته، بعَدّهم جزءًا منه وسيشاركون في تنفيذه واتساع مجال المشاورة والاستشارة حتى يكون القرار أكثر فاعلية وواقعية عند تنفيذه، وكذلك تشجيع الإيداع والابتكار في المنظمة، وتقييم الأداء والتغذية الراجعة للمراجعة الشاملة لأداء المنظمة؛ لأنّ ذلك سينتج عنه تحسين المنظمة في أدائها وكفاءتها.
د محمد حارب الشريف
مقالات سابقة للكاتب