الإنجذاب والنفور

سر انجذابنا أو نفورنا من الآخرين

🖋️ هل شعرت يوما بالانجذاب أو النفور لشخص على الرغم من أنك رأيته مرة واحدة؟

هل جلست مع شخص أول مرة وعندما بدأت بالحديث معه أنتابك شعور كأنك تعرفه من زمن وارتحت له راحة عجيبة أو يكون العكس تنفر منه ولا تطيق النظر في وجهه؟

هناك سر خلقه الله وميز به الأرواح التي نتعامل معها، وهذا السر ذُكر في الحديث الذي روته عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول صل الله عليه وسلم يقول (الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف) اخرجه البخاري.

عندما بحثت في الإعجاز العلمي لهذا الحديث تعجبت كثيرا منه، فالحديث يشير إلى أن الأرواح تتشابه في الطباع والمزاج والتركيب الروحي.

لذا فهمت أن الأرواح لا تكرر كالوجوه، فهي تمتلك مشاعرها الخاصة التي تتميز بأنها أصدق وأعمق عكس مشاعر القلب التي تكون مؤقتة، لذا مشاعر الأرواح يصعب خداعها، فعالم الأرواح مختلف عن عالم الأجساد، فهو بعيد كل البعد عن الأمور المادية والشكلية من حيث التوافق والتجانس في الطباع والأخلاق الخفية، فهذا ما يجعل مشاعر الأرواح أقوى وأعمق وأكثر توافق.

يقول جبران خليل جبران:
“ما أجهل الناس الذين يتوهمون أن المحبة تأتي بالمعاشرة الطويلة، إن المحبة الحقيقية هي ابنة التفاهم الروحي “..

لذا غلبا عندما تحب روحا أو تنفر منها فتلك تحب ما بداخلك أو تنفر منه فهي كرسائل بين الأرواح أما أن تستقبلها أو تردها ..

وهذا الأمر يقودنا إلى سر الانجذاب أو النفور بين انسان وآخر الذي عادة لا علاقة له بالعمر أو الجنس أو اللون أو طول العشرة أو الرفقة المستمرة فالسر يكمن في التوافق الروحي أو العكس.

لذا الأُلفة والنُكرة التي تحدث بين الأرواح أقوى لآنها أصدق إحساس وأكثر عمقا لا يستهان بها، فكثير من المواقف التي تكون أرواحنا فيها مُنجذبة أو مُنكرة لشخص ما مع مرور الوقت نكتشف أسباب ما شعرنا به عند الوهلة الأولى التي رأينا فيها هذا الشخص وأغلبنا مر بهذا الأمر من خلال تعامله مع الآخرين.

لذا معرفة مكامن الأرواح وفهمها يساعدنا كثيرا في التعامل مع الآخرين فهو يقودنا إلى فهم الشخصيات التي تمر بنا والتي كثيراً من الأحيان نتصادم معها لأتفه الأسباب.

 

مها الجهني

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *