الطفل الخجول : هو الطفل الذي يشعر بارتباك ، وعدم ارتياح نفسي ، وربما تجده يحاول الابتعاد عن الآخرين ، وإذا ناداه أحدٌ يلوذ بأكفان أبيه أو أمّه ، كثير الانسحاب من المشاركات والمواقف الاجتماعية ،ومن أجل هذا فإن الأمهات أكثر خوفاً على أبنائهم وبناتهم ، من الخجل وخاصة في المدرسة ، مع أقرانهم ، وزملائهم ، لأن الطالب الجريء ، ربما يغلب زميله الخجول ، فيأخذ حاجاته ، ويسيطر على آرائه وقراراته ، ويجعله تابعاً له في كل أمر ، فلا يستطع مواجهته ، بل يخاف أن يواجهه، أو يرد له طالباً.
وللاطمئنان ، فإن الخجل ليس بالضرورة أن يكون أمراً سيئاً ، لكنها مرحلة عمرية تمرّ ببعض الأطفال ، لسبب ما ، ومع نمو الطفل ، ومعرفته للمهارات الحياتية ، سرعان ما يتأقلم مع تكوين الصداقات الاجتماعية ، فقط تحتاج القضية إلى وقت ، ولا يستدعي الأمر إلى القلق ، بل يعد طبيعياً لدى بعض الأطفال.
ومن أبرز أسباب الخجل عند الأطفال
ما يلي:
١- الوراثة : قد يرث الطفل صفة الخجل من الوالدين ، أو أحدهما ، اللذين كانا مصابين بذلك .
٢ – الضغط على الطفل ، من قبل الوالدين بالتفوق الدائم، ومطالبته بالتميز ، مع عدم مراعاة امكاناته وقدراته ، والفروق الفردية بينه وبين إخوته ،مما يولد لديه الخوف الشديد من الاخفاق ،وعدم تلبية رغبة والديه .
٣- العزلة الدائمة ، عن مشاركته الاجتماعية لأقرانه ، أو الخوف الزائد عليه من الوالدين ، وعدم اعطائه مساحة للمشاركة والاحتكاك بالآخرين .
٤- النقد المستمر ، والقسوة في التوجيه ، ورميه بصفة الخجل ، أنت خجول ، أنت خائف ، أختك أشجع منك وهي أصغر منك ،وهكذا تتراكم عليه الانتقادات ويصاب بالقلق مما يولد لديه الخجل .
٥- الافراط الزائد في الحماية ، أو مايقابلها من الإهمال المستمر في الرعاية ، كلاهما إذا زادت عن القدر المعقول قد يتولد لدى الطفل قلقاً في الحالين مما يتطور إلى سلوك الخجل .
لكي نحدّ من صفة الخجل لدي أطفالنا
نتبع المهارات التالية :
١ – تعزيز ثقة الطفل بنفسه ، وعدم دفعه إلى مواقف اجتماعية لا يرغب فيها ، من انضمامه لمجموعات كبيرة ، بدافع تشجيه ، وجعله في الأمر الواقع .
٢- التمهيد له في انضمامه إلى مجموعات اجتماعية ، يرفض بداية ، يلزم تشجعيه بحوافز ، وتسهيل الأمر بالتدرج في مشاركة مجموعة صغيرة ، في سنه العمري ، مع تركه لوحده ، حتى ولو لعدة دقائق ، حتى يألفهم ويطمئن لهم ، وتكرار ذلك ، الى الدخول في مجموعات أكبر .
٣- الثناء والتشجيع على كل عمل أو سلوك ، يعزز الثقة بالنفس ، أنت رائع.
أنت شجاع ، يا بطل ما فيه أحد يسطيع إلا أنت ، مثلا قرأ ، نصاً ، أو شعراً .
التحفيز والتشجيع بكلمات : إلقاءرائع وجميل ، وأسلوب جذاب ، شكرا يا ……
٤- تشجيع الطفل على العمل الجماعي ، مع إخوانه ، وزملائه ، يشتركون في عمل مشروع ، أو عمل جدول يوضح فيه المواعيد للعب والمذاكرة والعمل الجماعي ، والدخول في فرق اللعب ، أو خدمة الفقراء والمساكين ، وهكذا دفعه للمشاركة المجتمعية .
٥- البعد كل البعد عن احتقارة ،أو الاستهزاء بانتاجه ، وقدراته ، أًو مقارنته بالآخرين في الانجاز والعمل ، وأنهم أذكى منه ، وأسرع منه ،، وما شابه ذلك .
٦- اصطحاب الاطفال مع الأب والأم لحضور المناسبات الاجتماعية ، وتحميله بعض المسؤليات التي تناسب عمره ، والثناء له على انجازها .
أطفالنا في أمس الحاجة أن نكون قريبين منهم ، ومشاركتهم وحوارهم والسماع لمشاكلهم ، ومناقشتهم واحترام آرائهم والتفاعل معهم ، كل ذلك يعود على تنمية شخصياتهم وثقتهم بأنفسهم ، مما تتلاشى لديهم صفة الخجل .
د.صلاح محمد الشيخ
مستشار أسري وتربوي
مقالات سابقة للكاتب