تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للرياضة ، أطلقت لجنة الاستثمار الرياضي بغرفة جدة أمس “الخميس” 19 شعبان 1437 هـ فعاليات “لقاء جدة للاستثمار الرياضي” في نسخته الثانية بفندق المريديان بمحافظة جدة و يستمر على مدى ثلاثة أيام بحضور نائبا رئيس مجلس إدارة الغرفة الأستاذ زياد البسام و الأستاذ مازن بترجي ، و بمشاركة 25 خبيراً رياضياً وسط توقعات بحضور أكثر من 1500 شخصية رياضية و استثمارية تستهويهم مخرجات هذا الحدث الذي يتعايش مع رؤية المملكة 2030 .
إثر ذلك عقدت الجلسة الأولى للقاء التي تطرقت لدور الرياضة في التنمية المستدامة و التي أدارها نجم الاتحاد و المنتخب السعودي الأول لكرة القدم السابق خميس الزهراني ، و بمشاركة القائم على المسؤولية الاجتماعية بنادي الهلال سعود السبيعي ، و رجل الأعمال بسام عبده يماني ، و أمين عام النادي الأهلي عبد الإله مؤمنة .
و أوضح بسام يماني أن التنمية المستدامة هي عملية تطوير الأرض و المدن و المجتمعات لتلبية الحاضر و المستقبل ، حيث قال: “أبعاد الرياضة و التنمية المستدامة تتمثل في البعد التنموي الاقتصادي ، و البعد الاجتماعي التربوي ، و البعد الثقافي الإعلامي ، مضيفاً : ” من أهدافنا ارتفاع نسبة ممارسة الرياضة مرة على الأقل أسبوعياً ( من نسبة 13% إلى 40 % بالمجتمع ) و هنالك عدد من الأندية الأوروبية و الأمريكية بملكية عربية … لماذا هناك و ليس هنا ؟؟!!
و أردف قائلاً : ” لدي بعض الأفكار و المقترحات التي تتمثل في عقد شراكات بين الجهات غير الحكومية مع الأندية و الهيئة العامة للرياضة و رعايتها للأنشطة و الفعاليات الرياضية ، و ربط الأندية بالمدن و مشاريع الخدمة المجتمعية “.
من جهته ، تحدث عبد الاله مؤمنة قائلاً : ” تمكنا من توقيع عقود حكومية لدعم الرياضة و تحفيز المشاركة بالمسؤولية الاجتماعية بل و حتى مع جهات خارجية لتحقيق نتائج مستقبلية” .
و في المقابل تحدث سعود السبيعي و قال : ” نسعى في نادي الهلال لخلق شراكات مجتمعية مع الجهات الحكومية و غير الحكومية لخدمة لشباب الوطن ، مضيفاً : ” تميز نادي الهلال ببرنامج المساعد الطبي و ساهم في تحقيق النادي لجائزة اليونيسكو العالمية حيث يوفر أطباء في جميع المباريات ، كما وقع نادي الهلال اتفاقية خدمية طبية مع رابطة دوري أندية الأحياء من خلال برنامج المساعد الطبي لتقديم خدماته الطبية لفرق الدوري “.
و أردف : ” عالجنا مشكلة خروج 90% من العمل بعد “معرض التوظيف” ببرنامج “نجمك يوظفك” لخلق تنمية مستدامة من خلال متابعة النجم للموظف في عمله ” ، مضيفاً : “النجم محمد الشلهوب قدم 10 مليون ريال سعودي لدعم توظيف الشباب من خلال برنامج المسؤولية الاجتماعية في نادي الهلال ، و مشيراً إلى أن برامج المسؤولية الاجتماعية في الأندية السعودية تتبع لكرة القدم فقط ، و أضاف أن نادي الهلال يقدم برنامج المساعد الطبي لجميع أنحاء المملكة و سيقوم بتدريب الشباب على الخدمات الطبية الضرورية للمحتاجين لها من الأندية.
فيما ركزت الجلسة الثانية التي أدارها الإعلامي أحمد صادق دياب على الاستثمار الرياضي ، و تحدث خلالها نائب رئيس الاتحاد العربي للتسويق و الاستثمار حسين العبد الوهاب و مستشار الإدارة و التسويق الرياضي يوسف الرشيد و مستشار الإدارة و التسويق الرياضي مقبل نهار جديع.
و قد أوضح “مقبل” الفرق بين التسويق الرياضي و الإعلان الرياضي حيث أوضح أن التسويق ينقسم إلى الإعلان من خلال الرياضة و المنتج الرياضي بحد ذاته ، مضيفاً أن المنتجات الرياضية والحدث الرياضي “المباريات” هذه منتجات يجب على القائمين عليها تحسينها لجذب الشركات المعلنة و ترويجها و الاقبال عليها.
و أردف : ” حتى الآن تكاد أن تكون شركة واحدة أو اثنتين للتسويق الرياضي و تركيزهم محدود على الرعايات ومبيعات التذاكر ، مضيفاً إلى أن الأندية تحتاج إلى إنشاء إدارة متكاملة مختصة بالتسويق الرياضي أو جلب شركة تتولى بنفسها عملية التسوق” .
في المقابل بين “العبد الوهاب” أن التسويق الرياضي الحديث موضوع جديد على مجتمعنا وبدأنا مؤخراً نتكلم بالاستثمار الرياضي والوعي بأهمية هذا القطاع ، وقال : في قصور لدى غالبية الأندية من ناحية التسويق الرياضي ؛ فالاستثمار هو هدف والتسويق الرياضي أحد الأسباب للوصول إلى هذا الهدف ، مضيفاً : ” نحتاج في الأندية أشخاص متفرغين و ليس متطوعين يتولون عملية التسويق الرياضي “.
من ناحيته، بين الرشيد أننا في حاجة لتفعيل التسويق الرياضي فهو أمر مهم و لا يقتصر على نادي معين ، و قال : ” لدينا قصور في فهم التسويق الرياضي نتيجة عدم وجود أشخاص متفرغين في عملية التسويق لدى الأندية ، مضيفاً : ” ننتظر من الجهة المسؤولة عن الرياضة والأندية الرياضية نشر الوعي بأهمية التسويق الرياضي “.
و حملت الجلسة الثالثة موضوع دور الرياضة في الجذب السياحي و يديرها الإعلامي سلطان الغشيان و خالد النفناف ، و التي تحدث خلالها رئيس جمعية الرياضيين الإماراتيين الدكتور أحمد سعد الشريف و مدير عام فرع الهيئة العامة للسياحة و التراث الوطني محمد بن عبدالله العمري.
و قال العمري : “السياحة الأن اصبحت جزء أساسي في حياة الانسان ، حيث تم تفعيل برنامج سياحة الرياضة والمغامرات والتركيز على فئة الشباب بشكل فردي أو جماعي ، موضحاً أن الأهداف من سياحة الرياضة والمغامرات عديدة و لديها عدة من الفعاليات تقدم على هوامش أخرى مثل المؤتمرات والندوات .
و تابع العمري: ” من نقاط القوة في سياحة الرياضة والمغامرات النمو السريع للشباب وسرعة تقبلهم ومؤخراً شاهدنا قفزة نوعية في مجال الإيواء السياحي ، و استطرد قائلاً: ” ارتفاع اسعار السياحة المحلية مقارنة بالدول الأخرى ” .
من ناحيته ، بين الشريف أن هناك ثلاث أنواع للسياحة الرياضية تتمثل الأولى في سياحة لحضور حدث معين ، و الثانية سياحة للحضور و المشاركة بنشاط رياضي ، و أخيراً سياحة لأماكن استضافة النشاطات الرياضية ، كما تشكل الفعاليات الرياضية جزءً رئيسياً من مشهد السياحة.
و أضاف الشريف : “دبي نموذج” السياحة الرياضية مثل سياحة الجولف حيث نعتمد عليها بشكل كبير و مدى مساهمتها في تنشيط السياحية الرياضية ، متابعاً : ” تشير الاحصائيات أن الرياضة تساهم بنسبة 4 % إلى 2 % من نسبة الاسهام في الدخل الوطني في أي دولة بالعالم ، و أن الأحداث التي تستضيفها دبي في تعزيز السياحة الرياضية هي 7 أحداث كبرى و هذا يعود بمنافع اقتصادية في استضافة الفعاليات الرياضية ، متابعاً حديثه : “عدد اللاعبين أكثر من 70 ألف لاعب و أكثر من 400 ألف متفرج ينفق عليها من الدولة بحدود 31 مليون دولار ” ، و استطرد : التسويق و الترويج للدول من خلال الرياضة و على سبيل المثال “طيران الامارات” تحمل قمصان الأندية .
موضحاً أن الاستثمار في البنية التحتية الرياضية في دبي تعود بعوائد كبيرة ، وقال : ” لعب أكثر من 440 ألف شوط جولف في إمارة دبي أحد أمثلة الاستثمار الرياضي الناجح ” ، مضيفاً أن القيمة المضافة من استضافة “مارادونا” كنموذج للاستثمار في السياحة الرياضية حيث زاد نسبة السياحة في دبي بمقدار 193% و هذا نموذج للتكامل ، بالاضافة إلى أن إسهام الرياضة في إمارة دبي تعادل الدخل الخاص بالنفط و سوف تتفوق عليه خلال السنوات القادمة.
من جانبه؛ ثمن نائب رئيس مجلس إدارة غرفة جدة زياد بن بسام البسام رعاية سمو رئيس الهيئة العامة للرياضة للقاء جدة للاستثمار الرياضي مما مكنه من جذب نخبة من الخبراء و المتخصصين و الإعلاميين الرياضيين و العاملين في مجال التسويق و الاستثمار الرياضي من داخل المملكة وخارجها ، بعد أن أصبحت الرياضة صناعة محترفة تجذب رؤوس الأموال محلياً وعالمياً باعتبارها أفضل أوجه الاستثمار لأصحاب الأعمال والمهتمين بالاقتصاد .
ونوه بما تقوم به لجنة الاستثمار الرياضي بغرفة جدة من جهود كبيرة لإقامة اللقاء بشكل احترافي يرتقي لمستوى الاستثمار في هذه الصناعة الواعدة ، داعياً القطاع الخاص لخوض غمار الاستثمار الرياضي وفق آليات عمل ودراسات اقتصادية جيدة ، مع الأخذ في الاعتبار العمل على تنمية الفكر الاستثماري كأحد المرتكزات الأساسية في رؤية المملكة 2030 وتوجيه رسائل للشباب والناشئة بأن الرياضة لا تنحصر في مباريات تقام وفعاليات تنظم وإنما ميدان للتنافس الشريف .
من جهته؛ أكد رئيس لجنة الاستثمار الرياضي بغرفة جدة ماجد الصحفي أن هذا اللقاء يتيح فرصة حقيقة للمستثمرين من أصحاب الأعمال في دخول تحالفات في الاستثمار الرياضي و بناء شراكات فاعلة في هذا المجال الهام ، معرجاً على محاور هذا اللقاء التي تتركز في مفاهيم الإدارة الرياضية و التشريعات و الضوابط للاستثمار و الرياضة و الجذب السياحي و الرؤية الاقتصادية للاستثمار الرياضي و صناعة الإعلام الرياضي إضافة لورش عمل في هذا النوع من الاستثمار الواعد.
و أكد أن المشاركون في إثراء فعاليات لقاء جدة للاستثمار الرياضي يمثلون مختلف الأطياف الرياضية حيث تركز ملفاته على دور الرياضة في التنمية المستدامة و تطورات الاستثمار الرياضي بالمملكة و دور الرياضة في الجذب السياحي والتشريعات و الضوابط في الاستثمار الرياضي و صناعة الإعلام الرياضي و الإدارة بين المنافسة و الممارسة ، وصولاً إلى الرؤية الاقتصادية للرياضة.
يذكر أن لقاء جدة للاستثمار الرياضي سيواصل فعالياته اليوم “الجمعة” عبر الجلسة الرابعة التي خصصت لمناقشة التشريعات و الضوابط المتعلقة بالاستثمار الرياضي و يديرها رئيس القسم الرياضي بصحيفة المدينة عبد الله فلاتة بمشاركة أمين عام المجلس التنفيذي للنادي الأهلي المحامي و المستشار القانوني خالد أبو راشد و عضو شرف نادي الاتحاد منير رفة ، بينما تركز الجلسة الخامسة على صناعة الإعلام الرياضي ويديرها الإعلامي رجاء الله السلمي ، حيث يتحدث خلالها مقدم برنامج “أكشن يا دوري” وليد الفراج و المعلق الرياضي عدنان حمد .
كما يحظى اللقاء في فعالياته بعد غدٍ “السبت” بمشاركة الخبراء الرياضيين في موضوعات ساخنة حول الإدارة الرياضية بين المنافسة و الممارسة ، و ذلك خلال الجلسة السادسة ويديرها الإعلامي هاني حجازي ، و تستضيف رئيس نادي الاتحاد السابق أحمد مسعود و رئيس النادي الأهلي السابق الدكتور عبد الرزاق أبو داود ، إضافة إلى الإداري و المحلل الرياضي عادل البطي ، و يتحدث المرشح للاتحاد السعودي لكرة القدم و المدير التنفيذي السابق لدوري عبد اللطيف جميل الدكتور عادل عزت عن الرؤية الاقتصادية في الجلسة السابعة و الأخيرة و التي يديرها الإعلامي مشعل القحطاني .
كما يتوج اختتام اللقاء في ذات اليوم نفسه بكلمة توجيهية لصاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن مساعد بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للرياضة للحضور و المجتمع الرياضي و الاستماع إلى رؤى سموه الهادفة لتحسين بيئة العمل و الرقي بالرياضة السعودية بالتوافق مع رؤية المملكة 2030م.