سألني صديقي هذا المساء سؤالاً وطلب مني إجابة مختصرة وسريعة عليه ، حيث قال لي من هو الصديق الوفي برأيك؟
سؤال كان مفاجئ جداً بالنسبة لي ولم يخطر على بالي من قبل وفكرت طويلاً وبحثت عن إجابة صادقة لهذا السؤال وتمخض هذا التفكير عن الصديق الوفي بهذه الإجابة التالية فقلت مستعيناً بالله الصديق الوفي في رأيي هو ذلك الذي يقبلك في كل حالاتك من الأجمل إلى الأسوء و من ظروف الرخاء إلى ظروف الشدة والعناء و من الصحة للمرض و من الفوز للخسارة والفشل و من الغنى للفقر والحاجة ، ومن القوة للضعف والتعب و من السعادة والفرح للشقاء والألم في كل حالاتك معك كظلك الذي يتبعك ولا يفارقك و لا يتركك؛ يدك دائماً بيده، لا ترتخي قبضته عن يدك أثناء ترنحك أو في حال السقوط، لا يخذلك أبداً تحت أي ظرف أو في أي وضع . يحفظ سرك ويستر عيبك، ينصحك ولا يفضحك ، يوجهك ويرشدك بلطف وحكمة ، يشجعك ويحفزك للنجاح ولا يثبطك ، يشتاق إليك دائماً ويحب رؤيتك والحديث معك، يذكرك ولا ينساك يكرمك بروحه قبل ماله.
إنه الصديق الوفي واحد من هؤلاء البشر لكنه في صورة ملاك وأكثر.
يدلك على الخير ويحذرك من سواد الشر ، ينفعك ولا يضرك ، نورك في ظلمات الحياة ودهاليزها ، جميل الروح زكي النفس ، طاهر القلب صادق اللسان ، ذو نفسٍ مرحة ينثر ورود السعادة في دروبك وفي أسمى حالات ذلك الصديق الوفي أن يقودك إلى طريق الجنة وأبوابها وذلك هو الفلاح العظيم والنعيم الكبير.
نوار بن دهري
[email protected]
مقالات سابقة للكاتب