إنّ مباهج الحب هي من المعاني العظيمة التي يسعد الإنسان بها، وهي من الصفات التي لا تبدَّدَ عن ابن آدم، فكل إنسان لابد أن تجري هذه المعاني عليه
والحب يسمو بالنفس ويحلق بها في سماء من السعادة والجمال، ويضفي على حياتنا بهجة وسروراً، ويكسو الروح بهاءً وحبوراً ؛ ولمباهج الحب صور عديدة، تبتهج بها النفس .
ومن أمثلتها :
♦️الابتسامة :
فالابتسامة والبشاشة وطلاقة الوجه تدخل البهجة في قلوب من حولك وهي سمة أساسية من سِمات الأنبياء والصالحين لقول الله تعالى : { فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا }.
وهي من مكارم الأخلاق وصدقة من الصدقات لما ثبت عن النبي ﷺ : “وتبسمك في وجه أخيك صدقة”
♦️حُسن الخُلق :
فصاحب الخُلق الحسن يحصل على الأجور المضاعفة والدرجات العلى نتيجة حسن خلقه وتعامله مع الناس مما يبهج قلوبهم ويفرحها ويدخل السرور عليها قال ﷺ : (إنَّ المؤمنَ ليُدرك بحُسن خُلُقه درجة الصائم القائم)
صَلاحُ أَمرِكَ لِلأَخلاقِ مَرجِعُهُ
فَقَوِّمِ النَفسَ بِالأَخلاقِ تَستَقِمِ
♦️الإهداء :
فالهدية سبيل الحب وبساط الود واكسير الألفة لقول النبي ﷺ ( تَهَادُوا تَحَابُّوا)
والهدية لها الأثر الكبير في زيادة المحبة والألفة بين الناس فهي تبعث على المحبة وتعمق المودة ، والتهادي بين الناس أمر مرغوب فيه شرعًا لقول عائشة رضي الله عنها قالت :”كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ، ويُثِيبُ عَلَيْهَا”. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
وَلَوْ أَنِّيْ لَكُمْ أَهْدَيْتُ عُمْرِيْ
لَكُنْتُ بِمَا لَكُمْ أُهْدِيْ خَجُولا
يَسُدُّ عَنِ الهَدِيَّةِ بَيْتُ شِعْرٍ
إِذَا هُوَ جَاءَكُمْ عَنِّيْ رَسُولا
يَقُولُ بِكُلِّ إِحْسَاسٍ عَمِيقٍ
لَكُمْ مَا شَاءَ حُبِّيْ أَنْ يَقُولا
♦️التهنئة بأنواعها :
ان للتهنئة اثرٌ وبهجة في قلب المسلم فهي سببٌ لزيادة المودة والمحبة بين المسلمين وتُشرع عند تجدد النِعم لقول كعب بن مالك رضي الله عنه عندما تاب الله عليه بعدما تخلف عن غزوة تبوك
دخل المسجد مستبشراً فقام إليه طلحة يهرول واحتضنه قال لا أنساها لطلحة ابدا ومن ذلك قول النبي ﷺ لأُبي ابن كعب رضي الله عنه :” لِيَهنِكَ العِلمَ أبا المِنذِرِ ” .
فيجب ان يُحرص على التهنئة في جميع المناسبات كالأعياد والأفراح وغيرها .
♦️الوقوف في الأزمات :
يجب على المسلم ان يقف مع أخيه المسلم في ازماته وأن يواسيه ،يقول النبي ﷺ: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا وشبك بين أصابعه ) فمن حقوق الأخوة بين المسلمين أن يحمل بعضهم عبء بعض وان يبادروا إلى مساعدة بعضهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا لقوله ﷺ : ( والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه )
الناسُ للناس من بدو ومن حضرٍ
بعضٌ لبعضٍ وإن لم يشعروا خدمُ
♦️حضور المناسبات :
من حق المسلم على أخيه المسلم إذا دعاه أن يجيبه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ: ومنها وإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ )
فأجابة الدعوة حقٌ واجب على المسلم لانها تحقق معنى الأخوة وتزيد الود وتصفّي النفوس فيما بينها
لقوله تعالى : ( إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) .
♦️الكنية :
فيستحب مناداة أخيك المسلم بكنيته لأن الكنية حبابة ولطافة لقوله ﷺ لأبي عمير مافعل النغير
فالتكنِّي من خصائص هذه الأمة العظيمة ، فيا حبَّذا أن نُشيعَها بين الناس ففيها تربيةٌ عظيمة وسمُوٌّ لا نظير له .
يقول الشاعر العربي :
أكنيه حين أناديه لأكرمه
ولا ألقبّه والسوءة اللّقب
كذاك أدّبت حتى صار من خلقي
إنّي وجدت ملاك الشيمة الأدب
فمن أجمل مباهج الحياة وأكثرها أثرًا في قلوب الناس السعي الدؤوب لإدخال السرور إليهم واستثمار هذه المساحة بالعديد من مشاهدِ الفرح والبذل والعطاء .
ليس الكريم الذي يعطي عطيتَهُ
على الثناء وإن أغلى به الثمنا
بل الكريم الذي يعطي عطيته لغير شيء
سوى استحسانه الحسنا
لايستثيب ببذلِ العُرْفِ محْمدة ً
ولا يَمُنُّ إذا ما قَلَّد المِننا
حتى لتحسب أن الله أجبَرَهُ
على السماحِ ولم يَخْلُقْهُ مُمْتَحَنا
كل مباهج الحب التي تقدمها للآخرين ستجد اثرها في الدارين .
منى بنت سعود الشعلان
مقالات سابقة للكاتب