من سعادة الإنسان ؛ المَرأةُ الصَّالِحةُ”،صاحِبةُ الدِّينِ، التي يَفرَحُ بالنَّظَرِ إليها، وبطاعَتِها له، عَفيفةٌ تَحفَظُ نَفسَها إذا غابَ عنها ،أمينةٌ تَحفَظُ مالَه؛ فهذه ، مِن أعظَمِ النِّعَمِ على الإنسانِ في الدُّنيا.
تمضي الحياة الزوجية ، سنوات عدة ، وتحصل تغيرات ، في الشكل والأسلوب ،وتزداد مسؤولية الأولاد ، ويزيد العبء على الزوجة ، فكيف تنظر أيها الزوج ، لهذه الجوهرة الثمينة ، إن دور الزوجة في الأسرة عظيم فهي المربية ، والمعلمة ، والمتابعة لكل شؤون البيت ، هي الملازمة لك ولأولادك ، بل هي العمود الفقري ، لكل أفراد البيت ، فكم تواجه من متاعب ومشاكل ، من الأولاد ، عندما ترجعُ أيها الزوج !
إلى المنزل ، فترى كل شئ مُعد ومرتب ، مأكل ومشرب ونظافة وترتيب ، ولبس وأناقة ، فتبادلها التحية ، والمدح والثناء ، قد تلاحظ في بعض الأيام تغيراً في السلوك والمزاج ، أو قصوراً في الترتيب والإعداد، فاعلم أن هذا السلوك عرضي ، ومؤقت ، بسبب حدثٍ طارئ ، من تغير فيسلوجي ، طبيعي لبعض أوضاع ومراحل تمّر على المرأة ، أو ببعض مشاكل الأولاد ، أو بعدم تلبية طلب ورغبة في النفس ، وقد تسمع كلاماً لا يعجبك أثناء هذه الحالة الغضبية ، فما عليك إلا أن تمتص هذا الغضب ، وتتعامل مع الموقف بالتهدئة والكلام الجميل، وتبعد كل البعد عن العتاب واللوم ، وتتغافل بتذكّر ، أن هذا الموقف طارئ له أسبابه وظروفه، وأن هذا ليس هو طبعها وخُلقها ،فتتفهم الأمر ، وترميه في بحر الإيجابيات ، وتقوم أنت بالدور الإيجابي الذي يجعل زوجتك تتفهم التقصير والخطأ ، مما يجعلها تراجع موقفها وتعدل سلوكها ، ثم اعلم أيها الزوج !
كلما كان معيار التقدير والاحترام ، والثناء عالياً ؛ كلما استطعت أن تتغلب على كثير من الملاحظات والقصور ، ولابد أن تعرف أن نشود الكمال في المرأة عزيز جداً ، لأن تركيبها وخلقتها ، لا تؤهلها للاتصاف بالكمال البشري ، فعليك أن ترضى بالخُلق الذي يُسيّر حياتك بسعادة وأمان ، فعن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال : رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( اسْتَوْصُوا بالنِّساءِ؛ فإنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شَيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ ) رواه البخاري ومسلم .
والزوج الناجح المحافظ على كيان الأسرة هو الزوج الذي بتصف بالأناة والحِلم ، في المواقف الحياتية ، والحكمة والروية في اتخاذ القرار ، ويتخذ شعاره الصبر والتسامح والتغافل ، ويكون قدوة في سلوكه ، وقّافاً عند حدود الله ، مطبقاً وصية رسوله – صلى الله عليه وسلم – في الرحمة والعطف والمودة ، والاحسان ، والمعاشرة بالمعروف ، وكظم الغيظ ،والصفح والعفو ، قال تعالى : ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ، والله يحب المحسنين ) وكل هذه الصفات تأتي بالخير ، من دوام العشرة ، وارتفاع سقف المحبة ، والتنازل عن المطالبة بالحقوق المشروعة ، مما يجعل الحياة بين الزوجين حياة مستقرة ، وآمنة مطمئنّة ، حيث ينعكس إيجاباً على سعادة الأبناء وراحتهم النفسية والاجتماعية ..
أدام الله المحبة والمودة والرحمة بين الزوجين ، وأصلح لهم الذرية من الأبناء والبنات .
د. صلاح محمد الشيخ
مستشار أسري و تربوي
مقالات سابقة للكاتب