حينما طُلب مني أن أقف شكرَا وأن أعبر نثرا لمن شغفني عمله وصنعني علمه عاماً بعد عام لتعصف بي مشاعري بين وقوفي أما طلابي وجلوسي أمام كتبي حينما كنت طالبا ًفي تلك السنوات ..
لكم أن تتخيلوا وقع الحروف بأصواتها المختلفة وأشكالها الغريبة ومشاعر خوفنا صغاراً بين أقراننا ومجادلتي لأمي (حفظها الله) حينما تعلمني (لا الأستاذ يقولها كذا) والأجمل حينما نتنافس على تقليد من نحب كيف يمشي وحينما يغضب منا.
تلك اللحظات مرت بمخيلتي وأصابت حرفي بالعجز عن حياكة ما نسجه فكري عن أصحاب الرسالة ومن حمل الأمانة فهم منارة الأوطان وصناع العقول لتكون سواعد التقدم وروح الحضارة بغراس المعرفة الكونية والثقافية.
أن كنتم تخيلتم معي لحظة جميلة أو موقف إنساني أو همسة مربي أو واحدة من الوصايا لذلك الأب أو تلك الأم المربية لعلمتم إن ذلك الجهد الكبير والسعي الحثيث لاكتساب معلومة أو مهارة تصل بنا إلى محطات النجاح والتوفيق لغفرتم لهم زعلهم علينا لعدم إدراكنا في تلك السنوات أن ما فاتنا من علم أصبح عثرة في مستقبلنا.
هنا وقفت فشكرت حبا لأصحاب الرسالة وأنا من كان يهرب من جماعة الإذاعة المدرسية؛ تقديراً لمن أرشدونا بكل أمل وعلموا أبنائنا بحب فلهم منا صادق الدعوات وجميل العبارات مغلفة بكامل الود والتقدير ..
في الختام .. رسالتي إلى مربي/ة الأجيال : لا تقتصر مهمتكما على الجوانب المعرفية فالرسالة أسمى والمهمة أعظم لصنع جيل يمتلك أدوات التقدم والازدهار لوطن يحلم ويحقق .
خالد المرامحي
مقالات سابقة للكاتب