إلى أين تمضي بِنَا مجالسنا ..!

غابت شمس الماضي و أشرقت شمس الحاضر؛ و لكن كما هم لم يتغير حالهم بل ربما يكون قد ساء أكثر .. هاهو يجلس معك يمازحك ينطرب لحديثك و لكن من خلفك يطعن بك و بغيرك و يعيب بقراراتهم ..

أنت لست بالأفضل و لا أنا بالأسوء ، لذا حاول أن تدع كلاً و شأنه و تدعني بشأني فلا يعنيك ما أنا عليه و لا أنت تعنيني .. هل أنت بغنى عن حسناتك لتكسوني بها ..؟! أم مجرد حب لـ [ القيل و القال ] ..

نفتقر لكثير من آداب المجلس و الحديث و أصبحنا نجيد الغمزات و الهمزات و فنون الرد بطريقة غير مباشرة لنصيب بسهامنا الهدف بالصميم .. أي معارك أصبحنا نخوضها و أي تراجع للحضيض !!

لا تفسر مايقال أنه موجه لك و لا تلقي بأي كلمة تقال بأنك أنت المقصود بها؛ كن ذا عقل واعي لا مجرد صائد لكلمات لاتعجبك لتجعل من شخصك شماعة لها ..

أحادثك تحادثني .. أمازحك تمازحني و نقضى المجلس و ذهب كلاً منا إلى منزله ، فلماذا أخبر بما حدث بيننا كل من أقابل إن بدر ممنّ أجالس سوءً ، دع ذلك جانباً و امضي قُدماً لتزين الحياة بأعيننا و أعينهم .. نعم إنها حياة الدنيا و حياة الآخرة أعظم .

تأملوا و تعلموا من سيرة المصطفى محمد صل الله عليه و سلم و القرآن الكريم ، فهو منهج التهذيب و تحسين الخُلق أجمل ما يُقرأ للتعلم منه ..

هاهو شهر الخير قد أقبل و هو أكبر مدرسة للتعليم و حفظ اللسان من الكلام بأعراض الناس؛ شهر الصيام عن كل ماهو محرم ، شهر الخيرات و الإحسان ، شهر يعلمنا أن نكون قدوة بكل حين لا أن نكون منقادين وراء زلات ألسُننا .

و خير ختام لكل ما قيل و يقال وصية المصطفى صل الله علية و سلم للصحابي الجليل معاذ بن جبل ، عن معاذ بن جبل قال كنت مع النبي صلى الله علية وسلم في سفر، فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير، فقلت: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار، قال: لقد سألت عظيما وإنه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت، ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ النار الماء، وصلاة الرجل في جوف الليل، ثم قرأ ( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ ) حتى بلغ ( جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) ثم قال: ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ الجهاد، ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت: بلى، فأخذ بلسانه فقال: تكف عليك هذا، قلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ قال: ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم؟ .

 

خالد رجاح المرامحي

مقالات سابقة للكاتب

3 تعليق على “إلى أين تمضي بِنَا مجالسنا ..!

mmm

مقال اكثر من رائع ‘

توفيق الحربي

مقال جميل

المخلص

?????

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *