أمن أجل الدرجة وصلنا لهذه الدرجة ؟!

يقول الخبر العكاظي (العدد17447،بتاريخ5-8-1435هـ): تنازل الأكاديمي الأستاذ ….. بفرع إحدى الجامعات في محافظة الكامل أمس رسمياً عن حقه الخاص في مقر شرطة المحافظة ، بعد أن قام أحد طلابه بتهشيم زجاج سيارته ووضع بداخلها مظروفاً يحوي رصاصتين وورقة كتب عليها (أطالب بنجاح جميع طلاب الشعبة وإذا رسب أي طالب سيتم قتلك)….الخ القصة التي نشرت بالجريدة في صفحة مسرح الحوادث!

     مر على هذا الحدث حتى تاريخ كتابة المقال (18-8-1435هـ) ثلاثة عشر يوما لم أعثر على تعليق أو محاولة بحث جادة لهذه الظاهرة بين صفوف الطلاب والمعلمين على كافة المستويات! وبالمناسبة هذه الحادثة الثانية التي وقعت في نفس الجامعة، قبل حوالي إحدى عشرة سنة تقريباً ، وبالمناسبة لم نسمع وجهة نظر الطرف الآخر في القضيتين.

     سأحاول جاهداً إلقاء بعض الضوء على هذا الحدث من خلال تحليل بعض الجوانب المتعلقة بالموضوع:

     لنبدأ بالطالب فهو قد بدأ فعلاً بالعنف (تهشيم السيارة) ، وبمرحلة تالية (إذا لم يردع) قد ينفذ تهديده بالقتل! ونسأل هذه الأسئلة:

     ما الذي يلجئ الطالب للوصول إلى هذه الدرجة من العنف؟ أهي الدرجة كما هو ظاهر من خلال الورقة التي كتبت؟أو هو أسلوب الأستاذ الجامعي مع طلابه (حدث ولا حرج!!)؟ أو هو الإحباط الذي يشعر به الطالب من عدم قدرته على تجاوز المادة العلمية؟ أم أن هناك أسباب أخرى تدفعه لحل إشكالاته مع محيطه باستخدام التهديد بدلاً من الحوار؟

     ابتداءً لا نقر تصرف الطالب على الإطلاق ونعتبره خروجاً غير لائق عن الأعراف التربوية والتعليمية! 

     هنا يرى البعض أنها(مشكلة مجتمع غير قادر على التعامل الناجح مع هذه الفئة العمرية من الشباب)، وقلة مراكزه البحثية التي تهتم بمشكلاته بحثاً ودراسة ، ويرى آخرون أنها الشاشة الصغيرة! نعم الشاشة الصغيرة فهي تمطرنا بأفلام العنف والجريمة ليل نهار دون رقيب أو حسيب ، فأصبحت لكثير من الشباب نموذجاً وقدوة ، وهي التي شكلت سلماً غريباً من القيم التي لا صلة لها البتة ببيئتنا مع شديد الأسف،وآخر الأسباب من وجهة نظري هو أن كثيراً من الأساتذة الكرام لا يلقون بالاً لأهمية العلاقة التربوية مع الطالب (الحوار المتبادل) ، فالاتصال مع الأسف ذو اتجاه واحد فقط ، وأن كثيراً من أساتذة الجامعات لازال يقطن برجاً عاجياً يجعله في منأى عن طلبته متجاهلاً همومهم وكثير مما يقلقهم ، بل إن البعض لا يتورع عن الانتقاص من الطالب والتقليل من شأنه أمام زملائه والتحدث بتعال كبير ومؤلم ( ولا يهون البعض من أساتذة ومدراء المدارس بالتعليم العام ) لذلك يشحن الطالب نفسياً من خلال هذا التعامل السيئ ويؤدي بالتأكيد إلى خروج البعض عن النص!

إنها دعوة للاهتمام بهؤلاء الشباب وإعطائهم ما يستحقون من الاهتمام من قبل من ولاهم الله أمرهم ، فهم حملة الراية من بعدنا ، وأن لا نصل لهذه الدرجة من أجل درجة ، وإلا فلنستعد لما هو أسوأ !

 

مقالات سابقة للكاتب :

 سياط التغيير!

الساعة 11 … لا أحد يتأخر!!

التدجين وتمزيق الكتب ! 

مقالات سابقة للكاتب

7 تعليق على “أمن أجل الدرجة وصلنا لهذه الدرجة ؟!

الدكتور

اخي ابو عمر
تمنيت من قلمك ان يكتب لنا مواضيع مهمة أهم من هذا الموضوع فمثلاً على المستوى المحلي موضوع الازفلت و الانارة في الحواري و كذلك انقطاع الكهرباء و تشجير الشوارع و ارتفاع سعر المواد الغذائية و خصوصاً الدجاج و كذلك ارتفاع سعر البرسيم و الشعير و التبن و على المستوى الدولي لم يتحفنا قلمك عن الموضة العالمية و اسعار الملابس الماركات و الانواع الجديدة في عالم الجمال و لم تأتينا باخبار الكورة في البرازيل و لم يكتب قلمك عن الجديد في عالم المسلسلات و الافلام و احدث الكليبات ….اشياء كثيره نساها قلمك الرائع ..
اخي العزيز
اتكتب عن قضية هي اتفه ما يكون عند اغلبية المجتمع ‘ اتكتب عن قضية لا تهم السيد المسعور و لا تهم اغلب المسمنين – اسف الأباء – اتكتب عن قضية لمجتمع آخر اهتماماته التعليم و التربية …
اخي العزبز
اتذكر عندما قرأنا كتاب استيفن كوفي العادات السبع من ضمن العادات السبع هي ان تبدأ بالأهم …
و اخذنا نتباحث في هذه القضية وقت كثير و كيف الانسان يبدأ بالأشياء المهمه حتى يتغلب على كثير من مشاكل الحياة… او هو تنظير فقط
اخوك الدكتور
الرجاء من الاخوة المشاكسين لا احد يعارضني لاني مسافر و ماسك خط و يدي تاكلني على الجوال ما صدقت اصل محطة و اكتب هذا التعليق يعني اصبروا لين بكره و هاتوا اللي عندكم

شكيل

بل العكس تمنيت منك الابحار اكثر في هذا الموضوع الذي اشغل الشارع السعودي برمته وكان حديث مواقع التواصل للاجتماعيه جميعها
حتي ان قرأت فصول هذه القضيه في ملفات البنتاجون السريه بقلم مايكل مورو
وايضا ذكر الكاتب الفرنسي وستيفان لاكروا
ان هذه القصة ستهز سقف الكرملين ويمكن تخر مع المطر
 
بل خصص لها الكاتب النيروبي فصلا كاملا في كتابه ( رصاصة الخطيئة) 
وايضا ذكرها الدكتور اليوناني ديستانوس باخيستا في كتابة ( مداق الطينه) وعبر عن الحالة النفسيه التي من الممكن ان تسيذر علي حالة الكبد النفسيه التذ من الممكن ان تجعله عدوانيا
وايضا الكاتب الجنوب افريقي (موخي فاض للي)
ذكر ان الطالب المجتهد المثابر قد يقتل معلمه ان نقصه عليه ربع درجه

واخيرا ذكر احسان الاهي ظهير في كتابة ( ثقافة مصفري) ان الدكاتره معظمهم فاشلون منتهيه صلاحيته يحفظون اسماء كتب ونؤلفين لا يدكرون محتواها

 مشكلتنا امه لا نقرأ الكتب وانما نحفظ اساميها فقط  

مهجي

حقيقة انا لا اعرف هذا الدكتور
ولكن بحكم دراستي في السيكولوجية البشرية ارى انه شخصية خفيفة الظل فاق هذره صمته وعلمه أيضاً
فرغم انتقاده من الكثير الا انه لم يفتئ يستعرض عضلاته بذكر اسماء لكتاب غربيين ويستشهد بكتاباتهم ولعله لم يقرأ له سوى هذه العبارة وجدها مكتوبة في ورقة تقويم او قصاصة مجله أو أو أو …
وفقك الله ياكتورنا الغالي والى المضي قدما في عالم المعرفة

سامح أبو جمان

اليوم في جريدة المدينة نشرت دراسة تفيد تعرض ٩٠ ٪ من طلبة كلية الطب بجدة في سنة الإمتياز من قِبل أساتذتهم إما لإعتداء أكاديمي أو تمييز على أساس الجنس أو العرق أو إعتداء لفظي أو جسدي أو تحرش جنسي. مما يعطي إنطباع أن العلاقة بين المعلمين والمتعلمين تحتاج لمراجعة جادة والوقوف على أسباب الخلل ومحاولة علاجها

إبراهيم مهنا

الطرح المنصف للأستاذ أبي عمر يجعلني حريص على القراءة له
ولكن هذه الاحداث لم تصل الى الظاهرة في حد علمي ولعلها لاتعدوا عن كونها شواذ لاتستغرب في غياب القيم عند بعض الأفراد
ولأن الايمان بالدرجة والشهادة فاق الإيمان بالتعلم والقيم ومن هنا يلزمنا جميعا ابتداء بالأسرة وانتهاء باساتذة الجامعة العناية ومزيد الرعاية فكلنا مسؤول
وفق الله الجميع

الصريح

اشكرك يابو عمر على هذا المقال وللاسف الوزراء السابقين لوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي هم من ضيعوا هيبة واحترام المعلم والدكتور وجعلوا هيبة واحترام للطالب وليس هناك اجراءات حازمة من قبلهم فالوزارة تضع نفسها في صف الطالب والمعلم ليس له ظهر يستند عليه وقت الاختلاف.

فهد

احترم وجهة نظك لكن الحل في نظري هو بكل سهولة باعادة هيبة المعلم المفقودة
ولدك في البيت اذا ما يهابك مايسمع كلامك
ليش نعقدها وهي بسيطة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *