هل خطرت لك عزيزي القارئ فكرة أن تصبح في يوماً من الأيام قدوة يحتذى بها في كل أمر خيِّر؟!. يا لها من مهمة عظيمة قد تكون صعبة ولكنها ليست بالمستحيلة ، في كل زمن يعدُّ وجود القدوات والملهمين أمر مهم لصناعة جيل مميز وناجح. تخيل لو أن كل فعل تقوم به سيصبح قانوناً يسير وفقه العالم أجمع، فكيف سيكون هذا العالم؟!.
يقول المهاتما غاندي “تتحقق السعادة عندما يكون هناك تناغم بين ما تفكر فيه وما تقوله وما تفعله “وأضيف أنا على هذا التناغم أن يكون كل ذلك وفق منهج الله الذي يرضاه لعباده. القدوات الحية التي تعيش معنا تعد من النعم العظيمة والجليلة، فهم بمثابة الوقود للروح ، حيث يبثون في أنفسنا الحماس المتأجج للعطاء وتحقيق الأهداف والتغلب على الصعوبات.
كونك قدوة لأحدهم في مجال ما أو في أمر معين فإن هذا يضاعف عليك المسئولية لتصبح عند التطلعات والطموح المراد. ولاشك أن التغيير يأتي أولاً من الداخل لتغير ذاتك ثم تدفع موجة التغيير لمحيطك الذي تعيش فيه ثم للعالم الخارجي في نهاية المطاف.
كونك قدوة فإن هذا أيضاً يدفعك للمحاسبة المستمرة للذات ويجعلك تراقب تصرفاتك بشكل دوري ودائم حتى تزداد قيمتك في الوسط المحيط. وحتى يكون للقدوة أثر عميق في النفوس ، فيجب أن تكون خالصة لوجه الله لا تشوبها شائبة ولا يخالطها رياء أو مصلحة للذات.
إن القدوات الحقيقيون يعلون دائماً من شأن القيم والمبادئ ولايساومون عليها مهما كان الثمن في المقابل ، وهم أيضاً لا يتنازلون ولا يضعفون ولا يستسلمون مهما كانت الظروف التي يعايشونها. إذا أنعم الله عليك عزيزي القارئ بأن يكون قدوتك هو أحد أصدقاءك المقربين فهذه نعمة عظيمة تستحق وتستوجب الشكر.
القدوات يأخذون بأيدينا للقمة ويساعدوننا لرفع سقف توقعاتنا في كل شيء، ويدفعوننا لتحدي الصعوبات وأن لا نستسلم أو نفشل مهما كانت تلك الصعوبات التي نواجهها في حياتنا اليومية. القدوات لديهم شخصيات قوية دائماً يشجعوننا لإرتقاء القمة وتحقيق الأهداف. القدوات كالكنوز الثمينة التي يجب أن ننقّب عنها دائماً في كل مكان حتى نمتلكها ونعيش حياة جميلة غنيِّة وسعيدة.
نوار بن دهري
[email protected]
مقالات سابقة للكاتب