في رمضان تتآلف القلوب

إخواني وأخواتي المسلمين والمسلمات في شتى بقاء المعمورة حيث يصل ارتفاع الأذان الذي صدح به بلال بن رباح لأول مرة في أرجاء طيبة الطيبة مؤذناً بطي صفحة الشرك وعبادة غير الله الواحد القهار وإعلان العبودية لله الأحد ، وعقد صفقة رابحة مع كل مسلم – نعم مسلم وكفى- قوام هذ الصفقة هي الأخوة الإيمانية التي هي أقوى من كل الأواصر وأعظمها حرمة عند الله.

أخوتي في الله أهنئكم بحلول شهر رمضان المبارك واسأل المولى جل وعلا أن يتقبل منا جميعاً الطاعات وأن يغفر بفضله الزلات وأن يرحم موتانا ويشفي مرضانا ويهدي ضالنا .

في رمضان تتآلف القلوب تتعانق النفوس يحدب كل إمرء على أخيه ، ترى الوجوه هاشة باشة تنضح بالبشر والسرور  ، يعم السلام والوئام ، يزيد الحب في الله ، تتصاعد مشاعر الاخوة الإيمانية الحقة مع كل نسمة عليلة من نسمات رمضان….
كيف ﻻ ،؟! والله الرحيم قد منحنا وتفضل علينا نحن الأمة الإسلامية وليس لغيرنا من الأمم بهذا الشهر المبارك ومنحنا معه أسباب الرحمة والعطف ليحثنا على  صقل قلوبنا وأنفسنا وأرواحنا طوال العام بهذه المشاعر الانسانية النبيلة حتى نلقاه بقلوب سليمة وهو الشرط لدخول الجنة قال تعالى ( الا من اتى الله بقلب سليم) ..

شهر رمضان شهر الرحمة والغفران بحق نستشعر هذه المشاعر والأحاسيس عيانا في شهرنا هذا ، ألا ترى أخي المسلم كيف تنطلق التهاني والتبريكات عبر شبكات التواصل الاجتماعي و عبر كل قنوات الاتصال والأعجب من ذلك ترى التهاني ترسل لكل أخ مسلم في الله بدون أي معرفة سابقة نعم هي الأخوة الايمانية الحقة وصدق الله العظيم اذ يقول ( لو انفقت ما في الارض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله الف بينهم)  ، ثم تمد موائد إفطار الصائمين وموائد المتسحرين في العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه ، فكيف اتفق المسلمون على القيام بهذا العمل النبيل الذي يفصح عن كرم النفوس وبذل ذات اليد لوﻻ أن الله وفق المسلمين إليه ..

و الكل يجتهد في تقديم كل مالديه والنساء في البيوت تبذل كل واحدة منهن ما تستطيع أن تقدمه لتنال أجر إفطار صائم  حتى  الاطفال تراهم في الطرقات يقدمون ببرائتهم المعهودة تقليداً لذويهم ما يستطيعون وما تقوى عليه نفوسهم و أبدانهم الغضة الندية .. كل يقدم ما تيسر له لا لشيء سوى ابتغاء مرضاة الله واعترافاً بالجميل ، لأن من حكم الصوم أن يشعر الغني بالجوع و العطش خلال صيامه فيتذكر أن هناك من أخوته من هم طوال العام يشعرون بما يشعر هو في هذه الساعات فيرق قلبه ثم ينهض مشمراً عن ساعد الجد ليقدم والنفس طيبة منه كل ما يقدر له ربه أن يقدم ثم يجثو على الأرض طالباً من ربه القبول .

ألم أقل لكم إنه شهر الرحمة  فياليتنا نستمر طوال العام بهذا الشعور و لنيل ذلك يجب علينا أن نطلب أولا العون من الله القادر و هو المعين ، ثم لنجاهد أنفسنا الأمارة بالسوء مجاهدة عظيمة ولنحاول بصدق النية فسيمنحنا الله ذلك لانه وعدنا والله لا يخلف الميعاد ..

اللهم اجعلنا أخوة متحابين فيك حتى نلقاك و أعنا على أنفسنا و امنحنا قلوباً رضية حنونة يا حنان يامنان و اجمعنا في مستقر رحمتك أخوة متحابين على سرر متقابلين ياالله. …و صل اللهم على من بعثته رحمة للعالمين و على آله و صحبه أجمعين .


إبراهيم يحيى أبوليلى 

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *