في هذا الزمن الذي تداعت الأمم على الإسلام و أهله ، بلغ إلى قلوب الكثيرين اليأس من النصر و قد قابلت أناس قد بلغ بهم الأمر أن يتخلى عن بعض مبادئه و قيمه ، و كل هذا من أجل أن لا يُوصف بأنه ملتزم بدينه ، أو تجد شخصاً آخر بلغة الإسلام و التفاهم و أنه مسلم عصري يهاجم بطريقة مقززة من أتاهم الله علماً و مكانة و أعز الله بهم الإسلام و المسلمين …
أيها السادة هناك رابط قوي بين الجهاد و الصوم فكلها شرعت في السنة الثانية من الهجرة ؛ فالصوم يعلمنا جهاد النفس و الانتصار على الهوى و يعطينا مناعة قوية في ارتكاب المعصية ، و بما أنهما مترابطان فعلى مر التاريخ الإسلامي ماخاض المسلمون معركة و لا ذهبوا فاتحين إلا و انتصروا ، فمعركة بدر و القادسية و عين جالوت و حطين ، و من الفتوحات فتح مكة و فتح الأندلس كلها برمضان .
و في هذا الرمضان تخوض الأمة الإسلامية و خاصة في سوريا و اليمن و العراق و مصر و ليبيا معركة شرسة من أعداء يعرفون بكفرهم و أعداء لبسوا قناع الإسلام و يبطنه النفاق و الكره لكل مشروع إسلامي يريد النهوض ، و لكن الله فضحهم ليميز الله الخبيث من الطيب و هذه هي بدايات النصر و علاماته و هذا يدل على قوة الحق ، فكثير من الأحيان يتساءل أحد ” لما يتأخر النصر مثلاً في سوريا ؟! ، فأقول له لا تتعجب من تأخر النصر و لكن تعجب بأن ثلاث دول نووية داعمة للنظام و إلى الان لم تحسم المعركة لصالحهم .
حفظ الله اليمن و العراق و مصر و ليبيا و سوريا ، و رزقنا الله الأمن و الإيمان في بلادنا و جميع بلاد المسلمين .
حسن القحطاني
مقالات سابقة للكاتب